وجوهٌ دميمة .. تتقافزُ كالجراد أعينها جذواتٌ تضيء الدروبَ الداجية في قرى بعيدة، في قرى تنتظرُ الخوفَ كما تنتظرُ رغيفَ الخبزِ وشهقات الفجر!..

وجوهٌ بلا ملامح!

ممسوحة .. تتشابهُ بين بعضها البعض

لها أفواهٌ واسعة وأنياب ذئاب !

تلك هي من تأكل أكباد أطفالنا

وتشرب أنخاب النصر أمام الله !....

لمن كل هذا الموت ؟

لمن كل هذا الفناء واليباب والدم ؟!....... لمن ؟

وتجيء قطعاناً .. قطعاناً تتراكضُ كبهائمَ وسخة !

تدهسُ حياتنا وحيوات الفراشات والورود ...

وأيُّ زمانٍ هذا ... يبولُ الخائنُ على تاريخ الأمم

ويتمطّى أمام مرايا الكونِ .... ويقهقه!......

دمشقُ لنا ... والنهرُ والأرصفة والشجر .. وقيظ الصيف وأمطار أيلول..

لنا البكاء والابتسامات والألم والفقدان وشجارات الأصدقاء والندم ...!

لنا الحبُّ في عزّ الظهيرة !

لنا الحبُ ، عشاقٌ يسيرون غسقاً إلى النهرِ !

لنا الحدائق وضحكات الأطفال وازدحام الطرقات والتأفّفات والوصول !

لنا كل دمارٍ وخراب سوف نجمعه في أخاديد النسيان .. ونمضي إلينا كما كنا

ونتدرّب على قطفِ ثمار الجنّة من جديد !....

/

ولكم أحذية العالم قاطبة في وجوهكم

وبصاق التاريخ منذ بدايته في وجوهكم

وبول البشرية فوق رؤوسكم ...

وستعودون إلى حظائركم خنازير مدجنة .. تعبث بالوسخ والزبل !

لكم أن نضعكم فرداً فرداً

أمام مقصلة الصرخات .. صرخات أم ثكلى .. وبكاء يتيم !

أمام شعب بكامله ... ذاق الموت مراتٍ وغلبه !

أمام كل الجثث .... لتحاسبكم !.