هناااااك .. على غصنكِ المكسور تتدلّى كفوفٌ مبتورة كانت تتجانى وتستنكهُ ثماركِ

قبل أن تنضج مثلها حين بترت قبل أوانها ...!

هناك .. على غصنكِ المكسور يا شجرة المشمش تنداحُ الذكريات وتنمو بصخبٍ .. شلواً شلواً

مثل أحجارٍ مرصوفة

كفوفٌ دامية لم تظفر بالمشمش وقت الظهيرة ...!

إنه لوقتٌ حارق ...

الأشجار تتشاجرُ بأغصانها تحتضن الدماءَ بثمارها القاسية ..!

لم تنضج مثل قلوب الأمهات أمام قبور أبنائهنَ

لم تنضج بعدُ ...!

ثلاث مشمشات وبندقية !

ووجهٌ بلاملامحَ يشخصُ أمام كل هذا المشهد!...

تتراكضُ تلالكِ أيتها البلدان بين العشبِ الأصفر ... والصديقة تسترقُ المسافات

مع فراشتيها في ظلام غرفتهِ ... تضيءُ الشمعةَ بعطرها ...!

بكنزتها الزرقاء كعيونهِ !

تقطفُ مثل الكفوف نجوماً من المجرّة !

الفراشةُ الأولى :

ستطير .. تطير إلى حقل النرجسِ والذرة والينبوع !

الفراشةُ الثانية :

تديرُ شؤون النحلِ في أجراس الزهور الربيعية وتوزّع العسلَ

على القتلى كي يعيشوا من جديد!.

الصديقة السريعة .. الزرقاء ... تغلقُ الستارة

وتركلُ المقاعد والجماهير !

والقتلة .. وتكسر البنادق وتدفن الرصاص ...

وتمسح الدماء بالضوء والبخور ...!

إنها ... تقيس المسافات بين الغيوم والماء !...

الأشجار .. الأشجار .. كلها تكسرت ... إنها لملامحُ الربيع من جديد !

الصديقة الزرقاء ... ترمي معطفها في النهر

وتنام على حجرٍ أخضر

تخبو المدن ... والنجوم والأقمار ... تخبو

لتنهضَ من جديد ...... زرقاء

زرقاء ... كدمِ الملائكةِ على ضفاف الكون.