Alef Logo
يوميات
              

في ذمة الشعر

باسم سليمان

2008-08-15



ماهو الأبعد من زهر اللوز؟! .
سؤال, تركه لنا محمود درويش وقرر منذ جداريته أن يخوض غماره ,نازله حضورا لحضور وغيابا لغياب, فكان السيد الذي رأى, وفي حضرة الكشف, أطعم الأفعى عشبة الخلود, واختار زهر اللوز الفاني كعمر الشهب التي عرفها في ضيعته التي ضيعها ذات نجاة, ليقيم في الكلمات قبل أن ينجز قفزته الأخيرة في المجهول تاركا كلمة واحدة "موت" وكأنها كلمة حياة .
لماذا تركتَ الأيام وحيدة, دون كتابة تعرّش على كتابة؟ . أين الجواب الذي امتطى صهوة الحصان وحيدا! وكان كافيا لنا أن نتحسس أثر الفراشة في زوابع الورد.
أهي غواية جديدة ؟!,صعود أو هبوط أم ليليت, زوجة أحمد العربي في زمن يختبئ خلف غضب ساطع في أرض ما, دعتكَ – هل هي حقا أخرى؟- حيث يستطاع للحياة سبيلا!! لذلك كان حضور الغياب.
أي يوسفُ, كيف تمكر بأخوتك؟ بعد أن قصصت عليهم رؤياك !! لمن عهدت بالذئب أإلى قمر يرجه مجداف؟ وأبوك مازال يتلمس حيطان عماه! وعصا موسى التهمتها حبال السحرة!, قد أفهم ولكنك قلتَ : أنك تخجل من دمع أمكَ أمنا ,فماذا تغير؟ هل دفعت فاتورة الماء وذهبت لتُرضع الغمام, علّ مطرا يخصب هذه الأمة أم ترتجي طوفانا و تبحث عن خشبة المسيح لتكون صدر السفينة الحمام .
قد لا أفهم, قد أفهم؟!!.
بسببك سَميّتُ كل فتاة عرفتها ريتا ,انحنيت ,صليت للعيون العسلية؛ لكن البارحة رأيتُ ريتا تدخل الغياب قبل أن تلثم شفتكَ وتغيب, قالت : أنا جواز المرور أعيش في أغنية تزهر في شريان قلم لا في عملية قلب مفتوح ,كنتُ أرقص فيه وأطرد المارين بين الكلمات العابرة على لهب شمعة لا تحرق أجنحتي لكنّي اليوم كفتاة ناضجة, كقصيدة عرفتْ طعم الحب, قبلة لها شكل مفتاح ,سأذهب إليه, من يحمل قلبه بين عينيه؟ ,سأذهب إليه, كمن أتى منه إليه!.
عندما انتهتْ من قافيتها كان الشعر قد صعد من البصر |إلي البصيرة, فعبقت ريتا برائحة قهوة أمي.
ما الذي يَلزم الشعر حتى يتم كبدر؟. إنه السؤال الذي حماك من غربة سقيمة كمصاب أيوب , نعم خسرتَ ترابا-الوطن- لكنك ربحت كرة خضراء, فقدت زمانا- ستون عاما على النكبة- لكنك أصبحت الزمن القادم لا محالة .
فقدناك, لكننا ربحنا خير جليس في الأنام ,كثيرة هي الخسارات لكنك كجني علاء الدين كنت تزرع فينا الحب والأمل وأصبحتنا على وطن من سحاب وشجر, مع كل هذا هل تم الشعر؟ أظنك كنت تعرف كلمة الفصل؟! ولكنك أجلتها كصياد القمم للحظة الأخيرة, تلك القمة العصية على منح طريق العودة نزولا.
إنها قمة مع كل قدم صعودا تكسوك ريشة , ريشة, جناحا,جناحين, ليتم بهاؤك كما ندعي ويتم شعرك بالغياب كما تدعي .
غيابك الذي ستحضر به كلمتك في مواجهة العدم, معركة مفتوحة على الأمجاد وشعرك سيمتطي الحصان ثانية وأبدية, هذه المرة ستكون صريحا مع أخوتك ولن تقصص عليهم رؤياك؛ فأنت لن تعول إلا على الشعر, السؤال الأبدي.
رائع يا محمود أبقيتنا في السؤال, أ وليست علامة الاستفهام الشعر كلّه؟ والحياة كلها, وبداية الانتصار: ولادة زهر اللوز.

باسم سليمان
[email protected]




تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

في بحثكَ عن ظلّ؛ تفوتك ألف شمسٍ

29-كانون الأول-2018

الصارية

02-حزيران-2018

باح يا باح يا ورق التفاح

17-آذار-2018

باح يا باح يا ورق التفاح

23-كانون الأول-2014

الخط الأحمر في طور المراهقة الحوارية*

04-آذار-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow