Alef Logo
كشاف الوراقين
              

صدور أمراء الرؤى ، أنطولوجيا شعراء العراق في الجزائر ـ إنجاز منال الشيخ

ألف

2007-09-04

صدرت في الجزائر وبإشراف جمعية البيت للثقافة والفنون، وفي إطار تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، ضمن مشروع انطولوجيات عالمية، أنطولوجيا عنوانها (أمراء الرؤي) في جزأين خاصة بشعراء العراق منجزة من طرف الشاعرة العراقية منال الشيخ
أربعين شاعراً وشاعرة من مختلف التجارب الشعرية العراقية.
وقد جاء في مقدمة الكتاب:
إذا ذُكر العراق ذُكِر الشعرُ، وإذا ذُكر الشعرُ ذُكر العراق، ولا ينفع أن نذكر الاثنين منفصلين عن بعضهما البعض.. سيبدو الأمر كمن يستتر علي نسب الابن الشرعي ونحن نعرف حق المعرفة نسب الشعر، وطالما كانت الكلمة أول ما عثر علي هذه الأرض.. وطالما كانت الألواح والأرقم الطينية شاهدة علي ولادة أولي النصوص الشعرية والمتمثلة بـ (ملحمة كلكامش) التي تشكل أقدم وأجمل وأكبر نص شعري تم اكتشافه في العالم القديم والتي تعتبر درة تاج حضارة وادي الرافدين، وهي تمثل أولي الملاحم البطولية التي تركت بصماتها الواضحة علي الملاحم التي جاءت من بعدها بآلاف السنين،علماً بأنه لا نظير لها بأي لغة قديمة عرفتها منطقة الشرق الأوسط، وقد أثارت اهتماما كبيراً في العالم الغربي منذ اكتشافها، ومع أنها دونت قبل 4000 عام وترجع حقبة حوادثها إلي أزمان أخري أبعد، فإنها في مجالها، ومداها وأغراضها، والمشكلة التي عالجتها، وقوة شاعريتها كل ذلك يجعلها من الآداب العالمية الشهيرة.
لا أسعي هنا إلي تقديم المشهد الشعري محاكاةً لهذه الملحمة الرائعة، وإنما هي محاولة رصد المسيرة الشعرية الراهنة، ومحاولة الاقتراب من تجارب الشعراء وتقديم نبذة موجزة عن حياتهم ونصوصاً رأيتها من وجهة نظري أنها تمثل تجاربهم الإبداعية .
لا أنكر أني كنت قلقة ومتوترة أثناء إعدادي للأنطولوجيا التي كُلِّفت بها نظراً لاختلاف التوجه الشعري في العراق من حيث الكم والنوع ولتاريخ الريادة في الشعر المعاصر والحداثة التي ابتلينا بها!.
إن معظم الأنطولوجيات العراقية إنما كانت مشاريعاً لجهود شخصية لبعض الشعراء العراقيين أو لبعض المؤسسات ذات العلاقة المباشرة بشعراء عراقيين وخصوصاً المتواجدين في المهجر، ولا أدعي إنني بإعدادي لهذه الانطولوجيا سوف أغطي المشهد الشعري العراقي تغطية كاملة أو سأمنحه حقه التاريخي ومكانته بين المشاهد العربية الأخري، ولكن لنقل أنني حاولت قدر الإمكان رصد الشعر المعاصر منذ بداياته في مرحلة الستينات مروراً بشعراء السبعينات وطبعا الحقبة التي أعتبرها ولادة جديدة وجيدة في نفس الوقت من شعراء الثمانينات والتسعينات والتي أبرزت جيلاً مكافحاً بالفعل وكل ما كان يملكه من أسلحة هي الكلمة التي دفع ثمنها غالياً من ألم وحسرة جراء ما عاشه هذا الجيل من مواجهة الحرمان والحرب والحصار والجور الثقافي آنذاك، منْ غادرَ.. غادر، ومنْ لمْ يستطع المغادرة بقي إلي يومنا هذا يجر خيبات الأيام ونكباتها المتوالية علي الفرد العراقي بشكل عام، فكيف نريد أن نختزل المشهد الشعري بكتاب أراه بسيطا جدا أمام هذا الكم وهذا النوع من الإقدامات الشعرية؟ .
تبقي مصيبة المثقف عموماً، والشاعر خصوصاً، هي إقحامه في مسار السياسة التي برأيي تقتل الإبداع الداخلي في الروح الشعرية، إنْ أُقحمت الكلمةُ لخدمة المنهج السياسي وبشكلها القسري.. ولهذا نتج هناك، وهذا أمر لا بد أن أمرَّ عليه، مفهومٌ جديدٌ وخاطئ علي صعيد المشهد الثقافي العراقي، وهي ثقافة الداخل وثقافة الخارج، أو أدب الداخل وأدب الخارج مع تحفظي علي التسمية غير المقنعة والمجحفة في حق الكلمة، ولكن الوضع الراهن يفرض علينا المرور والوقوف عند هذه النقطة المهمة.
كان همي فعلاً هو العمل من أجل الكلمة والإبداع والفن أولا وترك كل امرئ لدينه وتوجهه وعدم إقصاء إبداع علي حساب إبداع آخر، وكنت أتمني أن يستطيع هذا المشروع أن يجمع شعراء رفضوا أن يجمعهم منبر واحد في معظم المهرجانات ولكن احتراما منّا لموقفهم آثرنا عدم إدراجهم لئلا تظهر الاعتراضات فيما بعد، وبعض الأسماء لم أستطع التوصل إليها لأجمع المعلومات عن سيرتهم الشخصية وحتي أني لم أجد نصوصا لهم عبر شبكة الانترنيت التي أصبحت المصدر الوحيد لنا في الداخل أمام غياب الكتاب الورقي، ولهذا ، فإن عدم إدراج بعض الأسماء لم يكن متعمداً وإنما كان للأسباب التي ذكرتها وكذلك لضخامة المشهد نفسه الذي لا تستوعبه أنطولوجيا واحدة.
وما آلمني أكثر أثناء بحثي وإعدادي للأسماء المدونة وجمع أعمالهم، أننا نفتقر لأعمال كبار شعرائنا من الرواد وكما نعلم أن حال الكتب الآن لا يختلف كثيراً عن حال الإنسان العراقي، غريبٌ ومنفيٌ ومُهجَّر في كل زمان ومكان، ويكاد البحث عن كتاب معني بشاعر معاصر كمن يبحث عن مخطوطة نادرة نظرا لتراجع المسيرة الثقافية في الآونة الأخيرة بسبب ظروف الاحتلال وعدم استقرار البلد من الناحية السياسية وتبني جهات متعددة لبيانات وفتاوي إقصائية في حق مثل هذه الكتب، وأظن ان التقصير من شعرائنا الذين يملكون المصادر التي كنا نتمني أن يمنحونا الفرصة للاطلاع علي أعمال الشعراء الكبار من خلال إتاحتها أمام الباحث علي شبكة الانترنيت.
إن الريادة بمفهومها المنطقي والمُطلق لا تعني الأسبقية، من وجهة نظري، في طرح التجارب الشعرية، وإنما الاستمرار في المسيرة مهما كانت العقبات التي تواجه التجربة. ويبقي التفاعل مع الكلمة الإبداعية المطروحة هي مسؤولية المبدع الذي يأخذ علي عاتقه إيصال تجاربه دون اللجوء إلي أساليب تفسيرية ومساعدة في تقديم مادته الشعرية حسب مفهوم القارئ، وأظن أن هذا الجيل أوفر حظاً من سابقه في بداية الخمسينات والستينات من ناحية النشر، إذ أن النشر الالكتروني ساهم كثيرا في التعويض عن غياب النشر الورقي أحيانا، ولكن مثل الصورة الفوتوغرافية الأصيلة.. تبقي للقراءة الورقية نكهة خاصة وتضفي جلالاً وهيبة للكلمة المطبوعة والمحفورة علي جسد الورقة، لهذا، فإن إصدار مثل هذه الموسوعات بين حين وآخر يوفر علي المتذوق والباحث عن روح الكلمة عناء البحث الالكتروني من حيث إيجاده نماذجاً لنصوص شعرية ولمختلف الأجيال، وان كنت ضد قضية التجييل تماما، إذ بتجييلنا للمشهد نحدد عمراً معيناً للنصوص، والنص الإبداعي الحقيقي لا عمر له ولا يموت وفي كل عصر وأوان له قراءة مختلفة.
وكنت آمل، علي الصعيد الشخصي، أن أجد أسماءً شعرية نسائية موازية لأسماء الشعراء من الذكور، وإن كان الإبداع لا يحدد بنوع الجنس، والقلم المغادر يغادر أولا جسده ليكون مع تجسداته القادمة في النص الطارئ لحظة الكتابة، ولكن نستطيع أن نقول أننا نلمس الاختلاف الواضح لقلم الشاعرة العراقية نظراً لخصوصية حياة المرأة المبدعة من كل الزوايا فهي ـ كنظيرها الرجل الشاعر ـ، واجهت الحرب والحصار، وشاهدت الدمار عن كثب ابان الأحداث الأخيرة لتوظف كل ما رأته وما عايشته في إبداعها الشعري / الملحمي، إضافة إلي ثقافتها المميزة لمرجعية تاريخها الحافل بالحضارة والإبداع المتأصل، ويبقي بالــتالي الشاعر/ الشاعرة العراقي حفيد الذي رأي كل شيء، وأبناء الكلمة الواحدة .
وقد ضمت الأنطولوجيا الشعراء:
أطوار بهجت، آمال الزهاوي، أمل الجبوري، باسم الأنصار، باسم المرعبي، باسم فرات، بدر شاكر السياب، بسام صالح مهدي، بشار عبد الله، بلند الحيدري، جواد الحطاب، حسن النواب، حميد سعيد هادي، خزعل الماجدي، دنيا ميخائيل، رشدي العامل، رعد مطشر، ريم قيس كبة، سامي مهدي، سركون بولس، سعد جاسم، سعدي يوسف، سعيد الوائلي، سهام جبار، صلاح نيازي، طالب عبد العزيز، عبد الزهرة زكي، عبد القادر الجنابي، عبد الهادي سعدون، عبد الوهاب البياتي، عبد الرزاق الربيعي، عدنان الصائغ، علي البزاز، علي جعفر العلاّق، علي حسن الفواز، فاروق سلوم يحيي، فاضل العزاوي، فضل خلف جبر، فوزي كريم، كريم ناصر، كاظم الحجاج، كزار حنتوش، مؤيد الراوي، محمد النصار، محمود البريكان، منال الشيخ، منذر عبد الحر عباس، منعم الفقير، نازك الملائكة، نجاة عبد الله، يوسف الصائغ.
هذا وستصدر خلال هذا السنة ضمن نفس المشروع، 18 أنطولوجيا تغطي كافة الدول العربية، حيث كلفت جمعية البيت شعراء وكتاب هذه الدول بإعدادها، ومن المنتظر أن تصدر الأنطولوجيا المصرية (رعاة ظلال.. حارسو عزلات أيضا) منجزة من طرف الشاعر المصري عماد فؤاد، و(نوارس سوداء) منجزة من طرف الشاعر السوري (صالح دياب). للتذكير يترأس جمعية البيت للثقافة والفنون الشاعر والإعلامي أبوبكر زمال، وتضم بين أعضائها كتاباً وشعراء وصحفيين جزائريين.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow