Alef Logo
كشاف الوراقين
              

مجموعة قصصية جديدة لعائشة الكعبي

عائشة الكعبي

2007-12-04

"غرفة القياس وقصص أخرى" عنوان المجموعة الصادرة حديثاً عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، للقاصة عائشة الكعبي، في مئة وسبع صفحات من الحجم الوسط، تتناول فيها القاصة الإماراتية التي جمعت بين كتابة البيئة المحلية، وبيئات أخرى عاشتها في الخارج، دارسةً في الولايات المتحدة الأمريكية، تفاصيل الحياة اليومية لتبقيها في ذاكرة القصة، خارج ميدان الحياة نفسها كأنها الحكاية الحاضرة ضد النسيان، أو هي التي انتمت إلى كائن اللغة الماضية كأنها غداً وكلّ لحظة، حين تكتب البطلة في القصة سيرة ذاتها لتؤكد على إحيائها باستمرار، في اتجاه درامي مستقبلي لا ماضوي.
تتفرد عائشة الكعبي بهذا الاتجاه المشوّق في الحكاية، في قصصها "غرفة القياس"، و"علياء مهددة بالانقراض"، و"تحية صباح"، و"الكدمة"، و"الفسحة"، و"إسدال"، والقصص الأخرى التي احتوتها المجموعة ، إذ تُظهر قدرةً فائقةً على الغوص في كوامن النفس البشرية الخفية على الآخر، مستدرجةً إياه
إلى مدنها الافتراضية التي تبنيها في عالمها الحكائي وهي تدرك أنها تبني عوالم ورقية لا يسكنها غير الكائنات الحبرية، كما "علياء" في القصة التي تحمل الاسم نفسه، و"بشير" في قصة "كيس البقال"، و"عيشة" في قصة "تحية صباح", و"عمر" في "الكدمة"، و"حلمي" و"حسين" وغيرهم، تجمعهم بالحياة نفسها، وتقربهم إلينا تلك اللغة البنائية التي تعتمد الشفاهية حدّ العامية البسيطة، كما في العبارة "واحد فلافل يا بشير".
هو سؤال "عائشة الكعبي" الروائي، عن الذاكرة التي تختبئ كلّما حلّ الحزن، أو تغيب، في تمثيل مشهدي لحكاية فقدان الذاكرة عبر إقامة علاقة عكسية الاتجاه، بين الأنا والذاكرة، فالذاكرة تقع في الماضي، أما عند عائشة الكعبي، فهي تقع في المستقبل والآن، حين تنفتح أبواب احتمالات الوعي بالتغيير الذي أصاب شخصية البطلة "علياء" على آفاق الفرح الذي يأتي بعد قمة الحزن التي اعتلتها البطلة، في تساؤلها عن الحزن الذي يفتح نوافذ الأرواح

إذاً، فعائشة الكعبي تطرح سؤال الحكاية العالمية القائمة على طرح الهم الإنساني المشترك، همّ الذاكرة وضرورة استعادتها حين تكون مصدراً للفرح، ضدّ الحياة التي أغرقت أبطال قصصها في المجموعة في اليومية والرتابة وإشكالية الحياة نفسها، كلصٍّ يسلبهم ذواتهم وذكرياتهم، ويطبق على عالمهم فيحيله خراباً مرتباً ومرتبكاً معاً، بأسماء أصدقاء وأماكن وصور وجوه، وأحداث يومية ما كانت لتمر أو تقع في المنطقة المعتمة من الذاكرة التي لا تعترف إلا بالضوء واللمح الواعي لشريط "فيديو" استعادي لا إرادي، كلّما استجاب الإنسان لنزعة البقاء ضدّ النسيان، تقول في قصة "كيس البقال":" يتناهى إلى مسمعي وقع خطواته المتثاقلة . يطل بشير في موعد لا يخلفه، بسحنة غير مستبشرة على الإطلاق.. يعبر بابي مطأطئ الرأس وهو يجرجر قدميه، و لولا معرفتي بأن الطريق بعد باب غرفة مكتبي مسدودة، لخلت أنه سيظل يسير في هذا الاتجاه إلى ما شاء الله."، كأنها تعيد لبشير البقال ذاكرة فقدها بين أبواب المكاتب ملبياً طلبات الموظفين، أو هي تستعيد دورها في عملية الكشف الروائي، عن خفايا نفس الإنسان في مواجهته الأزلية مع المعاناة كما لا مفر منها.
تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow