Alef Logo
كشاف الوراقين
              

ديوان شعري جديد لخالد الصاوي مع نص للشاعر

ألف

2009-01-27


عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر للفنان الشاعر "خالد الصاوي" ديوانه الشعري الجديد، والذي حمل عنوان "أجراس".
يقع الديوان في 140 صفحة من القطع المتوسط. تصميم الغلاف: محمود ناجيه.
يقول الصاوي في تصديره لديوانه:
"لا يهمني على الإطلاق إن كان كتابي هذا شعرًا أم مجرد كتابة حرة سطّرتُها على مدار عشرين عامًا في الظل، في خضم معركة عمري كفنان شاب يسعى جاهدًا للوصول لشاطئ مستقر، مكافحًا ضد كل المعوقات القاتلة.. حتى عرف الناس اسمي مؤخرًا عبر ميدان التمثيل السينمائي أساسًا، بالإضافة إلى التأليف والإخراج المسرحي قبلها بقليل.
ولكن بقي السؤال لدى كل من أقابل : أين كنت يا خالد خلال كل تلك الفترة؟!
ورغم أني كنتُ أجيب بهدوء شارحًا مشواري الطويل، إلا أني كنت أحس دائمًا أن المشاعر والرؤى المتأججة التي صاحبتني خلال تلك الرحلة الشاقة هي التي لم أتمكن أبدًا من عرضها على الناس بشكل مباشر وبسيط، رغم أنها كانت زادي وتعذيبي معًا..
والحقيقة هي أنني بفضل تلك المشاعر المتناقضة، وهذه الكتابة الهامشية استطعت أن أقبض على جمرتي، وأواصل مشواري بإصرار جنوني رغم الإحباطات اليومية الجارحة.
أنا ليس لي أولاد، إلا جميع ما كتبت وأخرجت ومثلت على مدار حياتي..
هذا الكتاب.. هو أكبر أبنائي.. وأشدهم شبهًا بي ".
يُذكر أن المسرحية السياسية الساخرة " اللعب في الدماغ" للفنان خالد الصاوي، متوفرة أيضًا في معرض القاهرة للكتاب مع سي دي لأغاني المسرحية، توزيع مؤسسة شمس للنشر والإعلام.
مقاطع من ديوان: أجـراس

أشكرُ السنوات الغابرة
حينمَا كنتُ فقيرًا.. ضائعًا.. مُهدَرًا
أشكرُ جسدي.. قاربي الذي ونّسَني
في محيط الحياة
محتملاً قسوتي وانفجاري الوَشيك

أشكرُ حتى جنون نخوَتي
واشتِطاطَ الغريزةِ في دمي
وحظوظي العثِرَة
وأصابِعي المُغامرة
أشكرُ نفسي.. لأنِي قبضتُ طويلاً على جمرتي
لأنِي نطحتُ الحوائطَ دون كلل
وناطحتُ كلَّ شيوخِ القبائل.. لا أحملُ إلا قيثارتي
وانتظرتُ نهايةَ فيلمٍ سخيف.. دون ملل
وأتقنتُ بعضَ فنونِ القتالِ في القفص
وعن ظهرِ قلب حفظتُ نصوص التقيّة والمناورة
أشكرُ حتى حافةَ اليأسِ واكتئاب التدني
والورودَ الوحشيةّ التي آنستْ آنيتي الشفافة
في السنين العِجاف
ونصلَ سلاحي المحدّق في الغد هائمًا
في اختراق السديم
وعودي القديم الذي يخُرج اللحن شائهًا..
ثم ينزفُ فجأة
أشكرُ حتى زهرةَ الخشخاشِ ونبتةَ الصّبار
ونفحةَ القنّب الهندي وبخورَ الملائِكة
ومُنشّطاتِ الخيلِ وأقراصَ التلاشي
والجنسَ دون سببٍ معقول في شتاءِ الجراج
أشكرُ الحياةَ التي عشتُها.. والحياةَ التي لم أعش
النساءَ التي صاحبتني على جثتي
والنساءَ التي أجرتْ دمي في صورٍ متحولة
والنساءَ التي فجرتْ من مسامي القنابل
أشكرُ عمري الذي خُضته بشجاعة
وخدمتُ فيه في جميعَ الأسلحة
أوكلتُ إلى نفسي مهامًا انتحارية
وسلّحتُ الفدائيين في مفاصلي
تجولتُ خلفَ خطوطِ العدو سكرانًا حينًا
وحينًا أُذبِّح في عناصره التنابلة
حاولتُ قطعَ خطوطِ إمداد الفساد
وكدتُ أنجح في تصفية المذلة
وكلّمَا قاربتُ النصرَ فتكتْ بِي سذاجتي
وكلّمَا تسللتُ للمجدِ اعتقلتني التفاهة
وكلّمَا اكتشفتُ ممرًا في السّماء.. اختفى
وكلّمَا حفرتُ في الأرضِ وجهي..
زلزلتْ الأرضُ زلزالها في حياتي
أشكرُ عمري الذي لم يكنْ لي وحدي
تقاسمتُه مع كلِّ البشَر
ومعَ النيلِ والصفصافِ والقمر
ومعَ الغسيلِ المنشور في نوافذِ الفقراء
مع التأوه الصامت للحمّالين وشدو المستعبَدين وأوهامِ الأميّين وأصدافِ الساحل
تقاسمتُ عمري راضيًا مرضيًا
وربيتُني في مدرسةِ الاستغناء
أشكرُ عشرينَ عامًا سندباديّة مُزركشة
تعرفتُ فِيها على شعوبٍ وقبائل
وبحورٍ وتضاريسَ عجيبة
وجوارٍ وأميراتٍ مُقيدات
ومناضلاتٍ كقاذفاتِ اللهب
ورجالٍ أنبياء.. ورجالٍ لا أَمل
رأيتُ كلَّ شيءٍ بالتقريب.. وبعدَسةٍ مُكَبِرَة
رأيتُ مَا لا يُسمى.. ناديُته بالصّفات
أطلقتُ عفاريتَ الكلماتِ وأشعلتُ سنيني
عزّمتُ على لُغتي وعروقِ يدي
نثرتُ نصوصي على صحراءِ المدينة
والتحفتُ ببردتها الخشنَة طيّعا
اتكأتُ على عصَا الصيدٍ والرعي والنبوة والصعْلَكة
سننتُ إِزميِلي المتُهور كي أقضّ الحجر
ونقشتُ اسمي في جباناتِ القاهرة
ما مِن معركةٍ دُعيتُ لها واعتذرت
ولا مِن قتالٍ دعوتُ إليه مُذبذَبا
أشكرُ طيشي كثيرًا.. لأنَه أتحفني بالحياةِ
بأروعِ رائعةٍ في الحياةٍ المريرةٍ الزّائفة
بروضةِ الرياض كلها.. وبتحفة ِالتحف
بتلكَ التي هي أحلَى من الحياةِ نفسهَا
ولا شيءَ أحلى مِن الحياة نفسها
أتحفني طيشي بهذه اللّحظة الزّهراء
حيثُ لا أُصبح بعدهَا نسيًّا منسيًّا
الخامسةُ والأربعون.. أهلاً بها
لا زلتُ رجلاً في قيامة الجسد
وفي فورةِ العناصرِ والجيناتِ في دمي
تعرّقت في الطريقِ طويلاً.. أي نعم
تلطخَ وجهي بهبابِ الطريقِ الدائريّ
وتقطعتْ كفّاي مِن جرّ العرَبة المجنزرة
أفلستُ عدّة مراتٍ واستدنتُ بقائي
سُخِّرتُ في حفر قناة وجُلدتُ
كي أشق طريق البضائِع
سُلبتْ أملاكي الكونية
مثلما سُلب الفلاحون الجزر
واستقطعونِي برزقي كثيرًا مثلما فعلوا بعمّال المحلة
شنّوا عليّ حربَ إبادةٍ مثلما يفعلون بغَزّة
وحاصَروني محُاصَرةَ الفيروس للخليّة
ثلاثونَ عامًا
مُنذ وعيتُ السرَّ الإلهيّ بخندق المدرسة
أصنعُ الشّعرَ خِلسة وأستبيحُ الكلمات
أُريقُ دمي دونَ أنْ أزهَد قطرة
يَسومُونَني لو أَرادُوا عذابَ التوحدِ.. لكنني
عبرتُ الحواجزَ واخترقتُ الكمائنَ
مُبشّرًا بأنَّ في الإِمكانِ أبدَع
ونذيرًا بالصّاخبة
يومَ لا تنفعُ البورصةُ والمصارفُ شيئًا
فتضمحلُ الزّهوة في المُصفّحات
ويستردُ المشاةُ بهاءَ الطريق.


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow