Alef Logo
كشاف الوراقين
              

كتابان جديدان لفاطمة ناعوت

ألف

2009-02-11


بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، صدر للشاعرة فاطمة ناعوت كتابان جديدان. أحدهما ديوانٌ شعريّ عنوانه "اسمي ليس صعبا"- الدار 2009، وقد أهدته إلى روح والدتها، وهو السادس في تجربة ناعوت الشعرية. والثاني كتاب "الرسم بالطباشير"- التلاقي للكتاب 2009، ويضمُّ مجموعة مقالات نُشرت في أعمدتها الصحفية الأسبوعية بجرائد "المصري اليوم، الوقت البحرينية، اليوم السابع، نهضة مصر"، فيما يمثّل صورا قلمية لبعض الشخصيات التي تركت بصمتها على مكوّن ناعوت الثقافي والوجداني، حسبما يقول الإهداء. وكانت ناعوت قد أصدرت قبل سنوات "الكتابة بالطباشير" وقدم له الراحل الكبير محمود أمين العالم. بصدور "الرسم بالطباشير" يصل عدد إصدارات ناعوت حتى الآن إلى اثني عشر كتابا، ما بين الشعر والترجمات والنقد. ولها تحت الطبع، عن سلسلة "أخبار اليوم"، كتابٌ نقدي عنوانه "المُغنّي والحَكّاء"، ويضم مقارباتها النقدية لعدد من دواوين الشعر "المغني"، وعدد من الأعمال السردية "الحكّاء". كما انتهت فاطمة ناعوت قبل أيام من إنجاز كتابها الثاني عن فرجينيا وولف وأعطته عنوان "أثرٌ على الحائط"، ويضم ست عشرة قصة طويلة لووف، ومقدمة حول تجربتها، ويصدر قريبا عن المركز القومي للترجمة، فور انتهاء شيخ المترجمين د. محمد عناني من مراجعته وتصديره. وكانت ناعوت قد أصدرت قبل سنوات كتاب "جيوب مثقلة بالحجارة"، عن المشروع القومي للترجمة، ويضم ترجمةً لإحدى نوفيلات وولف، عنوانها "رواية لم تُكتب بعد".

قدمت لكتابها الرسم بالطباشير الإعلامية السماح أنور فكتبت

وقد اخترنا قصيدتها التالية من ديوانها
عن فاطمة ناعوت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاطمة ناعوت، اسمٌ غرائبي، وكأنه مخصوص من أجل صاحبته، يليق بشاعرة على قدِّ ظمأ صاحبته، التي خطّفتها الغربة سنوات، ولفها الأسى سنوات، لكنها استطاعت خلال سنوات جد قليلة أن تختصر قرابة عقدين من الزمان، تأخرت خلالهما عن التجاور مع أبناء جيلها الشعري، غير أن هذين العقدين الذين مرّا عليها في صمت شعري ظاهري، استغلتهما في صخب ثقافي، عبّأ وجدانها ووعيها وذاكرتها بكثير من المعطيات المعرفية هنا وهنا وهنا، حتى إذا ما أزاحت عن كاهلها فوضى الانشغالات الحياتية المترادفة، وقررت الهبوط للشارع الشعري، توكّأتْ على رصيدها من جغرافية الفرح، وتاريخية الحزن، وارتدت نظارتيها اللتين استعارتهما من أندادها الافتراضيين الذين التقتهم في جلدتيْ كتاب أصفر هنا، وكتاب أزرق هناك، وفاجأتنا بصوت شعري ناضجٍ، حنون، ذي نكهة دخانية الأشواق، وطعم له لذعة التمر المحمص على مهل .
نعم
ولدت فاطمة ناعوت كبيرة، وكأنها لم تغب عن رفاقها الشعريين سنة أو شهرا أو يوما، جرت خلفهم، ولحقتهم، وحاذتهم، ومشت معهم، وشهد لها الكثيرون بسرعة الخُطا وموسقة الإيقاع، كنا نقول لها : يا فاطمة، خذي نَفَسَكِ بعض الشيء، واشربي قليلا من الماء البارد، وجففي عرقك الهاطل، فأنت أنثى جميلة، هدّئي من روعك، وربّي فرحك الصغير، كما يليق بامرأة على حوافّ الأربعين، كانت تشعر بعقديها اللذين فاتاها أكثر مما تشعر بوقتها الحوّام على أطراف أصابعها، وكانت تكتب، وكأنها تأخذ حصتها المنقوصة من سنِيِّها الروّاغة، وتغترفُ بكلتا يديها، لا لتشرب، ولكن لتسقينا، لتقول لنا، ذوقوا – أيها العاطشون، مائي معتقا، وجربوا شخبطة أقلامي، وشاهدوا صحابتي .

كتبت فاطمة ناعوت، كتبت شعرا ثبّت قدميها في متن الخارطة القصيدية، وترجمت إبداعات كمّلت بها نقصانا بيّنا في مكتبتنا العربية، لكنها بالإضافة لهذا وذلك، ثبّتت لها عدة زوايا صحفية ثابتة في صحف مصرية وعربية، تملأها كل أسبوع بمداخلات تقف على حواف الشعر، وتهبط من ضفاف النثر وتعبق المكان كله بالأريج. وأنا أحب الكتابات النثرية التي يكتبها الشعراء، ربما أكثر من شعرهم، دائما يأسرني ما يكتبه نثرا نزار قباني ومحمود درويش ومحمد الماغوط ومحمد عفيفي مطر وعبد المنعم رمضان، أضفت لهم مؤخرا سهير المصادفة، وفاطمة ناعوت .

عزيزي القاريء:
إن كنت لا تصدقني، فاقرأ هذا الكتاب.


الرعويّ
تكسِرُني و...
مثل جَوْزةٍ
تحملُ مِجسّاتِها ونبضَها وبللَ أجزائِها
وتتهيأُ للحياة.

ترفعُني
مثل توتةٍ تفتحُ مخملَها
وتهبُ عُصارتِها لقرويٍّ خشنْ
يحملُ مِعولاً
وسلّةَ خوصْ.

صلدٌ خشبُ الجَوزةِ
رحيقُ التوتةِ رَخوْ
وبينهما صبيّةٌ
لا تقدرُ إلا أن تحبَّكَ
ولم تتعلّمْ إلا لونَ عينيكَ
لحظةَ التهجدْ.

تقولُ لي:
عُقدةٌ
تراكمتْ خيوطُها بفعْل قساوسةٍ
لم يقرءوا السِّفرَ
فاختصروا الخِباءَ
وأنتِ التي امرأةٌ
لا تُختصَرْ،
وأنا الرعويُّ
الذي امتحانُكِ الصعبُ.
....
تحت العنبةِ هذه
-المشغولةِ بأوراقها-
سأفكّكُ تشابكاتٍ
وخيوطًا
وبراعمَ
تكاثفتْ حول شرنقتكِ،
فأقولُ:
شرنقتي
يرقاتُ قزٍّ بَخَّتْها
سنواتٍ، وعقودًا، وطلاسمَ
وثمة أشواكٌ في التويجاتْ
فاحذرْ!
فتقولُ:
إصبعي
كلمةُ السِّرْ.

الملمسُ الناعمُ لنحري
الآن بين كفيّكْ
لا يشبهُ الجبلَ الذي أحملُه في جَرّتي
أينما ارتحلتُ،
لكن الجبلَ
يعرفُ كيف يَنْشَقُّ
ولو مرّةً
من أجل وثنيٍّ
يتدرّبُ كلَّ يومٍ على الإلحادْ،
وامرأةٍ
تحملُ أسرارًا كثيرةً
وعذاباتْ
لكنَّ محلَّ القلبِ
خرزةً زرقاءْ.

سورية / أغسطس 2007







تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow