Alef Logo
المرصد الصحفي
              

العم غوغل ليس شاعرا

باسم سليمان

2009-08-16


قادتني الحاجة لصورة للشاعر رامبو ,أن أقصد العم Google الذي حل بدلا من الصين في طلب العلم وببساطة طبعت أحرف رامبو العزيزة على القلب ثم نقرة على " بحث صور" وانتظرت قليلا كون النت لدينا مازلت على إيقاع الحدا وبدأت الصور تتالى بعناوين قد تعب المتلقي العربي في صياغتها: ستالوني يؤكد أن رامبو قيد التصوير, رامبو ليس بطلا أمريكا بريئا,نقاد غاضبون من عنف رامبو الجديد, استعراض رامبو, وهكذا إلى أن بدأت صور الشاعر رامبو بالظهور في صور متأخرة .
أعدت البحث وطبعت هذه المرة اسم رامبو مرفقا بلقب الشاعر هنا لم يظهر ستالوني أبدا بل كرت صور الشاعر واحدة تتلوها أخرى ففكرت لو طبعتها باللغة الأجنبية هل سيكون العم Google أكثر معرفة بالشاعر رامبو دون لقبه , طبعا العم Google لم يتوان لحظة في التعرف, فتدفقت الصور كأنها شلال ولكن هذا الشلال أصابني بالبرد الذي يصيب المتأخرين في العالم ,فيلجؤون لدفاترهم القديمة من ثياب قد بلت وذهبت حداثتها ودرست لذلك بدأت انتبه لعبقرية الشاعر العربي الذي ابتدأ مطالع قصائده بالوقوف على الأطلال كأفق توقع, وأخذتني الذكريات لبيت الشاعر في اليمن كيف أن ستالوني قد تقمص الشاعر رامبو بالنطق ومحا أثاره ليتربع هو وبارودته الأم سيكستين في الرؤيا ولربما رؤية الناظر.
إذا كانت كل ترجمة خيانة جميلة كما يقول النقاد ,هل يفهم محرك البحث هذه الخيانة ليرد على نقراتك بجمال الخيانة؟!, هذا ما لم يفعله العم Google ببساطة المتسيد على هذا العالم ليخبرني: أنتم شعوب لا تستحق معرفة رامبو وهو ليس بداهة لديكم , لربما جوابه قد يكون كذلك!؛ لكن لنكن قليلا منطقيا في استجوابنا للتجربة, هل كان صناع السينما في هوليود مدريكين لشرك الترجمة ؟وخاصة المنطوقة منها ؛بحيث ينقل الاسم كما هو مع تحريف قليل يوافق حروف اللغة المترجم إليها ,يبدو هذا !,ومادام الأمر كذلك يبدو أنهم قصدوا الحصول على تلك المفارقة , فرامبو ستالوني يتلاص مع رامبو الشاعر فكل منهما عمل ثورة ,الأول في صورة الجندي الأمريكي الذي لا يقهر بحيث أنسانا جنود الحرب العالمية الأولى والثانية والثاني على صعيد الشعرية التي حلقت معه لسماوات استوعبت أجنحة كل من جاء بعده هنا يصبح ستالوني شاعرا ببارودته.
أمام هذا التلاص ماذا سيكون موقف الباحث على النت إذا عممناه لقضايا أخرى ,مثلا لنكتب كلمة عربي بأية لغة ونبحث عن صورهما وأترك لكم فردية التجربة لتعيشوها .
ما نريد قوله لم يعد الكتاب خير جليس لوحده بل أصبحت النت كذلك تسيرنا شمالا وجنوبا ومادمنا نعتبر النت إلى اليوم من كماليات هذا العصر فلا نلوم أحدا أن استلم رفع صورتنا لهذه الشبكة العظيمة بالطريقة التي يريدها هو,وخاننا بترجمته كما يريد هو لا نحن واشتغل عليها " بالفوتو شوب" الهوليودي وعندما تبحث عن شاعر كامرئ القيس وظهرت لكَ صورة هندي أحمر فأشعل نارا ودر حولها مهللا!!!.
النشرر الورقي الزمان
النشر الألكتروني ألف
باسم سليمان
[email protected]

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

في بحثكَ عن ظلّ؛ تفوتك ألف شمسٍ

29-كانون الأول-2018

الصارية

02-حزيران-2018

باح يا باح يا ورق التفاح

17-آذار-2018

باح يا باح يا ورق التفاح

23-كانون الأول-2014

الخط الأحمر في طور المراهقة الحوارية*

04-آذار-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow