Alef Logo
كشاف الوراقين
              

جديد الشاعر المصري محمد عيد إبراهيم ديوان " السندباد الكافر" عن دار الغوون

ألف

2010-02-16

صدر لدى «دار الغاوون» اللبنانية ديوان «السندباد الكافر» للشاعر والمترجم المصري محمد عيد إبراهيم. يفتتح الشاعر ديوانه الجديد باقتباس من كتاب «الإمتاع والمؤانسة»، عبارة عن رجز أعرابي يقول:
«أنا الغلامُ الأعسَرْ
الخيرُ فيّ والشرّ
والشرُّ فيّ أكثَرْ».
وهو في الحقيقة اقتباس موفّق يعبّر عن روح المجموعة المليئة بالمتعة والمعرفة والطرافة، من خلال لغة متينة لا تتوانى عن التخفّف من أعباء البلاغة لمصلحة إنجاز قصيدة جديدة تتقاطع فيها مختلف الثقافات التي اطّلع عليها إبراهيم، وهو الواسع الثقافة بحكم ما أنجزه من عشرات الترجمات لمختلف الكتب الهامة.
من قصيدة بعنوان «هالةٌ صغيرة حول الشَّرَج» نقرأ:
«لم يكن حُلماً، بل
ربما نشأَت سُحاقيةً
في بيتٍ كلّه ذُكورٌ،
مع والدٍ لا يمسَحُ حافرَ امرأتهِ
إلا بعدَ ضربِ مُؤخِّرِها بعصا».

ومن قصيدة «كافر كالسندباد» نقرأ:
«مَن ضيّع ذاكرتَه،
بحُرقتهِ، في صوتِ
مَن لا صوتَ له،
يهيمُ بفردةِ حذاءٍ، كافراً
كما السندباد، برحلتهِ الأخيرةِ».

وقد كُتبت قصائد هذا الديوان، وهو العاشر لصاحب «فحم التماثيل»، بين 2008 و2009:
«لا تتقلّبُ من لوعةٍ، أو تنفَرِجُ
لا تصدُّ ولا تعترضُ، من حِيلتي
وأنا أنقع عجينَ الناهِدَين:
في صحّةِ روحي»!

وفي مكان آخر يقول:
«وليلةَ صمّمتُ أن أغتصبها
من جديدٍ، لتكبيرِ حُزني، أو نفخِ
عضلةِ قلبي حتى تنفجر،
سبقَتني إلى المطبخِ. بُرِّزَت
سَكينٌ أمامي، تُهدّدُني: وإلا...».

جدير بالذكر أن محمد عيد إبراهيم من مواليد القاهرة العام 1955. أنشأ سلسلة «آفاق الترجمة» في «هيئة قصور الثقافة بمصر» وعمل مديراً لتحريرها ما يزيد عن عامين، كما عمل مديراً تنفيذياً لـ«المشروع القومي للترجمة» في «المجلس الأعلى للثقافة». أنشأ سلسلة «نقوش» للفن التشكيلي. من شعراء السبعينيات في مصر. من مؤسسي جماعة "أصوات" الشعرية في القاهرة، ثم مجلة "الكتابة السوداء" (عدد واحد). وصدر له في الشعر: «طور الوحشة» (1980)، «قبر لينقض» (1991)، «على تراب المحنة» (1995)، «فحم التماثيل» (1997)، «الملاك الأحمر» (2000)، «مخلب في فراشة» (2000)، «بكاء بكعب خشن» (2003)، «خضراء الله» (2004)، «ملاّح، تحبسه الرماح (الأعمال الشعرية ج1)» (2007)، وترجم أكثر من أربعين كتاباً في الشعر والرواية والمسرح والنقد، منها: «قصائد حب» لآن سكستون، «رباعيات مولانا جلال الدين الرومي»، «رسائل عيد الميلاد» لتيد هيوز، «النمر الآخر» لبورخيس، «جاز» لتوني موريسون، «فالس الوداع» لميلان كونديرا، «جوستين» للماركيز دو ساد، «جنوب الحدود غرب الشمس» لهاروكي موراكامي، «رماد من رماد» لهارولد بنتر.

ومن أجواء الديوان، ننتقي هذه القصيدة:

العالم فوضى وتلَوّنَ شَعرها


لا تَرَوني ميتاً، فسأَبسُط كلماتي

على الأرضِ. قد أعودُ

أقلَّ شباباً، لكن ستُرضعُني

يمامةٌ بيضاءُ، فتبلُّ شفتَيّ

بالضِحكِ والشماتةِ مِمّن بكَى لفِراقي.


وقعُ خطاي محسوبٌ

خارجَ بلعومي النطقُ أجوفُ

زحمةٌ في الساحةِ، عليّ

وأنا أعتلي شجرةً، مقرفصاً

وعبرَ عينَيّ دمعٌ تفَحّمَ.


أَغزلُ بالقشِّ مِزماراً

أُكرِّرُ من بقعةِ حياتي الجديدةِ

نورَ تحديقي إلى الأحلامِ، أركضُ

فيَّ، لجسمي طنينٌ شحيحٌ

مع أني صورةٌ، وحدي.


حولي، أنبشُ الفرَحَ، وقد

تأخّرتُ. أناديَ أن يكنِزَ روحي

فيسري مُبدياً فتنتَه. عبرَ زمانٍ

وئيدٍ، على خسارةٍ، صارَ ظلاًّ

تفتّتَ كالأزهارِ في أَيكَةِ النومِ.


أعلنتُ نفسي، كالصبيِّ القديمِ

أن أتسلّمَ حوريةَ الحريّةِ

أسعى بها في المدينةِ شارداً؛ هذهِ

ناري، أم سراجي عقيمٌ. فهل أدقُّ

من حُفرتي على كلِّ بابٍ؟


أُقْدِم على ذَبحِ كلبةٍ، في المغيبِ

وأبقُر بلسانِي بطنَها الدافئَ،

على وجهي ابتسامةُ رعبٍ

فقد أَلقَى حنيني إلى الدنيا ذائباً

وسطَ تلفلُفِ الجِراءِ حولَ المَشِيمةِ.


غير أني، في الخريفِ، على

عُنقي، حَبْلٌ. يَعْوَجُّ منهُ فمي،

وأَشبَعُ وَحْشةً من الكلامِ مع أمي

التي تُجمِّعُني في رقّةٍ شاملةٍ، وهي

تعومُ بي نحو ساحرٍ، مثلي، عبَر.


ببعضِ الجهدِ، أقتلعُ الأبجديةَ

من جَذرِها، فتطيرُ أحرفٌ بليغةٌ نحو

عالمٍ خفيٍّ، في دوائرَ سفليةٍ: هنا،

يَطفَأُ الكلامُ. فأنفخُ صدري بصوصوةٍ

كصفوفِ أزرارٍ على الرملِ.


تَعمُرُ روحي، ببردٍ طويلٍ

حسناءُ شفّافةٌ، بشَعرٍ ترابيٍّ وناعمٍ.

ثدياها، في زحامِ الوَعدِ، نظّفا اليأسَ

الذي تواضعَ مثل ديكارتَ: رُحْ، فيروحُ...

آهٍ، إلى مبارزةِ العسلِ وأعرَقُ!


قبلي، داهمٌ خطرُ المرأةِ، وأُنقذُها.

بعدي، داهمٌ خطرُ المرأةِ، ولا خاطرَ لي.

أو، أُعدّلُ الصورةَ، كالبندولِ:

قبلي، المرأةُ نيّئةٌ. سأُمَهِّدُ.

بعدي، لِمَ كلُّ هذهِ الراحة!


أقزامٌ على بابِ سَجنٍ

في صعودي إلى القلعةِ، حيّاتٌ خضراءُ

تطيرُ إلى أعيُنٍ في الصخورِ. أنا ـ

المسافرُ، الجبليُّ الأولُ. أُحذّرُ الدُميةَ:

لا تشربي الحليبَ كلَّهُ.


لا تكمِش رسالتي، يا مَن كَنَّ،

في هذا السوادِ. حملتُ فانوسي

إليكَ. أيها البدينُ بشيءٍ أُنثويٍّ،

هل تريدُني أتضوَّرُ جوعاً

إلى نقطةٍ في الفضاءِ ـ بسَبّابتكَ؟


أَعترفُ: أَعِدْ لي كتابي، ولَغْطي

وقوةَ يأسي، ورُعبي من الرُعبِ أن

أبتسمَ. لن أُغِيرَ على جَنّةٍ، ومعي أنتَ

يُرهِقُني النزولُ. فأكشف مؤخّرةً نَيّرةً،

وجائزتي كرسيٌّ هناك.























































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow