Alef Logo
دراسات
              

هل تنبّأ يسوع بموته وقيامته؟

فراس الســواح

2010-05-14

منذ الأشهر الأولى لكرازته، وبعد سماعه خبر مقتل يوحنا المعمدان، ابتدأ يسوع يتنبّأ أمام تلامذته بأنّه سوف يعاني آلاماً شديدة في أورشليم ويُقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم. وقد كانت النبوءة الأولى في مدينة قصيرية فيلبس بعد أن تعرّف عليه بطرس على أنه المسيح : " فسأل في الطريق تلاميذه : من أنا على حدّ قول الناس؟ فأجابوه: يوحنا المعمدان وبعضهم يقول إيليا وآخرون أحد الأنبياء. فسألهم : ومن أنا على حدّ قولكم أنتم؟ فأجاب بطرس: أنت المسيح. فنهاهم أن يخبروا أحداً بأمره. ثم بدأ يُعلّمهم أنّ ابن الإنسان يجب عليه أن يعاني آلاماً شديدة، وأن يرذله الشيوخ والأحبار والكتبة، وأن يُقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم. وكان يقول هذا القول صراحة، فانفرد به بطرس وراح يعاتبه (وفي ترجمة أخرى ينتهره). فالتفت فرأى تلاميذه فزجر بطرس قائلاً : اذهب عنّي يا شيطان، لأنك لا تهتم بما لله بل بما للناس." (مرقس 8: 27-33). هذه القصة التي رواها مرقس تتكرّر بحرفيتها تقريباً عند متّى مع إضافة ثناء يسوع على بطرس بعد أن شهد أنه المسيح: " فأجابه يسوع : طوبى لك يا سمعان بن يونا إنّ لحماً ودماً لم يعلن لك لكن أبي الذي في السماوات. وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي … الخ." (متّى 16: 17-19). فإذا جئنا إلى لوقا نجده يحذف ثناء يسوع على بطرس متبعاً في ذلك مرقس، ولكنه في الوقت نفسه يحذف أيضاً ما أورده الاثنان من معاتبة بطرس يسوع على ما سمعه منه وزجرِ يسوع له. فهو يقول باختصار : واتّفق أنّه كان يصلّي في عزلة والتلاميذ معه، فسألهم: من أنا على حدّ قول الجموع؟ فأجابوه: يوحنا المعمدان، وبعضهم يقول إيليا وآخرون نبيّ من الأولين قام. فقال لهم: ومن أنا على حدّ قولكم أنتم؟ فأجاب بطرس: مسيح الله. فنهاهم بشدّة أن يخبروا أحداً بذلك. وقال: يجب على ابن الإنسان أن يعاني آلاماً شديدة وأن يرذله الشيوخ والأحبار والكتبة، وأن يُقتل وفي اليوم الثالث يقوم ." (لوقا 9: 18-22).
في هذه القصة برواياتها الثلاث يتنبّأ يسوع بموته وقيامته، ولكنه يتردّد في قبول لقب المسيح لما لهذا اللقب من تداعيات سياسية في ذلك الزمن المشحون بتوقّعات ظهور المسيح السياسي، ملك اليهود، الذي يعيد المُلك إلى إسرائيل ويحرّر اليهود من نير الحكم الروماني. وفي الحقيقة فإننا لن نعرف قط ما إذا كان يسوع قد قبل لقب المسيح. فالشهادات الإنجيلية متضاربة بهذا الخصوص ولا نستطيع الركون إلى واحدة منها في مقابل أخرى، كما أنّ إجابات يسوع على أسئلة قضاته خلال المحاكمة عمّا إذا كان المسيح أو ملك اليهود أو ابن الله، كانت غامضة وملتوية ولا تقطع بشيء. وعلى الرغم من أن يسوع كان مدركاً للدور الموكل إليه من العناية الإلهية، إلا أنه كان مدركاً في الوقت نفسه أن دوره هذا لا علاقة له بالهموم السياسية والنزعات القومية لليهود. وقد أوضح تدريجياً لتلامذته مفهومه الخاص عن ملكوت الله وميّزه بحدّة عن مفهوم ملكوت يهوه الذي كان اليهود يتطلعون إليه. فملكوت الله هو ملكوت روحاني يجمع جميع الأمم والشعوب إلى بعضهم وإلى خالقهم، بعد عصور الظلام التي باعدت بينهم، عصر تتم فيه معرفة الآب، أبي البشر الذي لم يعرفه اليهود قط. في هذا الملكوت الذي افتتحه يسوع، يعقد الله صلحاً مع البشرية ويمدّ لها يد الخلاص من الخطيئة الأولى ومن الموت، ومن سلطان أمير الظلام الذي كان سيّد هذا العالم قبل البشارة، ويعقد معها عهداً جديداً هو عهد الله مع الإنسانية يحلّ محلّ عهد يهوه مع شعب إسرائيل. ولهذا قال يسوع عندما قدم نفسه لأوّل مرّة في مجمع الناصرة: "روح الربّ علي لأنه مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأُشفي منكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأُرسل المنسحقين في الحرية." (لوقا 4: 18). فإذا كان يسوع قد قبل لقب المسيح، فبهذا المعنى قبِله لا بأيّ معنى آخر.
بعد ذلك يكرر يسوع عبر مسيرته التبشيرية النبوءة نفسها وصولاً إلى الأسبوع الأخير من حياته :
" فسأله التلاميذ : فلماذا يقول الكتبة : إنه يجب أن يأتي إيليا أوّلاً؟ فأجابهم : يجب أن يأتي إيليا أولاً ويصلح كل شيء. ولكن أقول لكم إن إيليا قد أتى فلم يعرفوه وفعلوا به ما أرادوا. وكذلك ابن الإنسان سيلقى منهم الآلام. ففهم التلاميذ أنه عنى بكلامه بوحنا المعمدان ." (متّى 17: 10-13).
"ومضوا من هناك ومرّوا بالجليل، ولم يُردْ أن يعلم به أحد، لأنه كان يُعلّم تلاميذه فيقول لهم : إنّ ابن الإنسان سيسلّم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وبعد قتله بثلاثة أيام يقوم، فلم يفهموا هذا الكلام، وهابوا أن يسألوه ". (مرقس 9: 30-32). ومن الغريب هنا ألا يفهم تلاميذه قوله هذا على الرغم مما حدث بينه وبين بطرس من مشادة كلامية أمامهم بعد أن تنبأ بموته في المرة الأولى. وربما هذا ما حدا بمتّى إلى إدخال بعض التعديل على رواية مرقس حيث قال : " فحزنوا حزناً شديداً " (متى 17: 22-23) بدل " فلم يفهموا هذا القول وهابوا أن يسألوه". أما لوقا فقد حافظ على رواية مرقس دون تغيير (لوقا 9: 44-45) .
" ودنا حينئذ بعض الفريسيين فقالوا له : اذهب من هنا لأن هيرودس يريد أن يقتلك. فقال لهم: اذهبوا فقولوا لهذا الثعلب : إني أطرد الشياطين وأُجري الشفاء اليوم وغداً، وفي اليوم الثالث يتمّ بي كل شيء. فعليَّ أن أسير اليوم وغداً والذي بعدهما، لأنه لا ينبغي لنبي أن يهلك خارج أورشليم". (لوقا 13: 31-33).
" وكانوا سائرين في الطريق صعوداً إلى أورشليم… فخلا بالاثني عشر مرة أخرى وأخذ ينبئهم بما سيحدث له قائلاً : إنا لصاعدون إلى أورشليم، وسيسلّم ابن الإنسان إلى الأحبار والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الوثنيين فيسخرون منه ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه، وبعد ثلاثة أيام يقوم". (مرقس 10: 32-34. قارن مع متى 20: 17-19، ولوقا 18: 31-34) .
وعلى مائدة العشاء الأخير قال لتلاميذه : "سوف تُشكُّون فيَّ بأجمعكم هذه الليلة. فقد كُتب: سأضرب الراعي فتتبدّد الخراف. ولكن بعد قيامتي أسبقكم إلى الجليل. فقال له بطرس : لو شكّوا بأجمعهم فأنا لا أشك. فقال له يسوع: الحقّ أقول لك : اليوم في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك مرتين سوف تنكرني ثلاث مرات". (مرقس 14: 27-30 . قارن مع متى 26: 31-34 ، ولوقا 22: 31-34).
في إنجيل يوحنا يشير يسوع إلى موته القريب ولكن بشكل أكثر إلغازاً. فقد قال لليهود في إحدى مجادلاته معهم: " أنا باقٍ معكم زمناً قليلاً ثم أذهب إلى الذي أرسلني. ستطلبوني فلا تجدوني، وحيث أكون أنا لا تستطيعون أن تجيئوا أنتم". (يوحنا 7: 33-34) . وقال: " اليوم دينونة هذا العالم، اليوم يُطرح سيد هذا العالم خارجاً وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلي الجميع. قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت". ( يوحنا 12: 31-33).
فهل تنبأ يسوع فعلاً وقيامته من الموت؟ إن مسار أحداث ما بعد الصلب يشير إلى أنّ التلاميذ لم يسمعوا من يسوع مثل هذه النبوءة قط، ولم يخطر ببال أحدهم ولو على سبيل الأمنية أن يسوع قد يقوم من بين الأموات. ولا أدلّ على ذلك مِن أن مَن اكتشف القبر الفارغ لم يخطر له أن يسوع قد قام حقّاً وصدقاً، ومن سمع بقصة القبر الفارغ منهم لم يصدق الخبر ولم يفسره بقيامة يسوع بل على أنه هذيان نسوة مفجوعات بمعلمهن. وحتى بعد ظهور يسوع القائم من بين الأموات لبعض التلاميذ، فإن من لم يره منهم لم يصدق رواية الذي رآه وأنكر القصة، لأنّ فكرة القيامة كانت أبعد ما تكون عن تصوّره، ولم تكن جزءاً من عقيدة زرعها يسوع في تلاميذه.
ففي إنجيل مرقس عندما جاءت النسوة الثلاث إلى القبر واكتشفن أنه فارغ "أخذتهن الحيرة والرعدة، ولم يقلن شيئاً لأحد لأنهن كن خائفات" (مرقس 16: 8). وعندما ظهر للمجدلية في أول الأسبوع "ذهبت وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون. فلما سمع أولئك أنه حيّ وقد رأته لم يصدقوا. وبعد ذلك ظهر بهيئة أخرى لاثنين منهم وهما يمشيان منطلقين إلى البرية، وذهب هذان وأخبرا الباقين، فلم يصدقوا ولا هذين". (مرقس 16: 9-12) .
وفي إنجيل لوقا بعد أن شهدت النسوة القبر الفارغ، وجئن إلى الأحد عشر تلميذاً يخبرنهم بذلك "تراءى كلامهنّ لهم ضرب من الهذيان ولم يصدقوهن. فقام بطرس وركض إلى القبر فانحنى ونظر الأكفان موضوعة وحدها، فمضى متعجباً من نفسه". (لوقا 24: 9-12) . وهنا يحق لنا أن نتساءل : كيف تعجّب بطرس من رؤية القبر الفارغ وهو الذي عاتب يسوع عندما تنبأ بموته وقال له "حاشاك يا ربّ من هذا المصير (متى 16: 22/ الترجمة الكاثوليكية)، ثم تلقّى بعد ذلك توبيخ يسوع المرير؟
ثم يحدثنا لوقا بعد ذلك عن اثنين من التلاميذ كانا يقصدان قرية قريبة من أورشليم، عندما دنا يسوع القائم من بين الأموات وأخذ يسير معهما دون أن يعرفاه، ويستمع إليهما وهما يتحدثان بعجب عن القبر الفارغ، فقال لهما: "أيها الغبيان والبطيئا القلب عن الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء. أما كان ينبغي على المسيح أن يعاني هذه الآلام فيدخل في مجده؟ ثم أخذ يفسر لهما الأمور المختصة به ممّا ورد في جميع الكتب من موسى إلى سائر الأنبياء". (لوقا 24: 25-27). نلاحظ هنا أن يسوع قد وجه أنظار التلميذين إلى ما ورد في الأسفار التوراتية بخصوص آلام المسيح، لا إلى نبوءاته السابقة التي سمعوها منه. وهذه نقطة هامة سوف نثيرها بعد قليل.
فإذا تابعنا رواية لوقا، نجد أن يسوع يظهر بعد ذلك للتلاميذ وهم مجتمعون معاً، فظنوا أنهم يرون شبحاً ولم يصدقوا للوهلة الأولى أنه هو: "فقال لهم : ما بالكم مضطربين؟ ولماذا ثارت الأوهام في نفوسكم؟ انظروا إلى يديّ ورجليّ، أنا هو بنفسي. إلمسوني وتحققوا فإنّ الروح ليس لها لحم ولا عظم كما ترون لي. قال هذا وأراهم يدية ورجليه، غير أنهم لم يصدقوا من الفرح وظلوا يتعجبون. فقال لهم: ألديكم ما يؤكل؟ فناولوه قطعة سمك مشوي فأخذها وأكل على مرأى منهم". (لوقا 24: 36-43).
وفي إنجيل يوحنا عندما جاءت المجدلية باكراً إلى القبر ووجدته فارغاً، ركضت وجاءت إلى بطرس والتلميذ الذي يحبه يسوع وقالت لهما: "أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه" بدلاً من أن تقول : "قام السيد من بين الأموات"، لو أنها كانت قد تلقت تعليماً بهذا الخصوص. فركض الاثنان إلى القبر ودخل بطرس أولاً ثم تبعه الآخر فرأى وآمن " لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب (القائل) أنه ينبغي أن يقوم من بين الأموات.فمضى التلميذان أيضاً إلى موضعهما" (يوحنا20: 1-10). ونلاحظ هنا مرة ثانية أن التلاميذ لم يكن لديهم فكرة مسبقة عن قيامة يسوع، لأنهم لم يكونوا يعرفون ما ورد عنه في الأسفار التوراتية، وأن تفسير ظاهرة القبر الفارغ بقيامة يسوع، قد نشأ في الأذهان اعتماداً على إسقاطات توراتية أكثر منه على عقيدة قال بها يسوع.
بعد ذهاب بطرس والتلميذ الآخر بقيت المجدلية وحدها عند القبر تبكي وهي ما زالت على اعتقادها بأن أحداً قد سرق جثمان معلمها. وعندما ظهر لها يسوع لم تعرفه وظنت أنه بستاني الحقل الذي نُحت فيه القبر، فقالت له : إذا كنتَ أنتَ قد أخذته فقل لي أين وضعته لآخذه. فقال لها يسوع: مريم… الخ. فرجعت مريم المجدلية وبشرت التلاميذ بأنها رأت يسوع وأنه قال لها هذا الكلام. ولكن بعض التلاميذ بقي على شكه، فعندما ظهر لهم يسوع في مساء اليوم نفسه وهم في دار غلّقت أبوابها خوفاً من اليهود لم يكن توما حاضراً بينهم. فقال له رفاقه لما رجع إن يسوع قد ظهر لهم، فلم يصدق شهادتهم جميعاً وقال : إن لم أُبصر أثر المسمارين في يديه وأضع إصبعي في مكانيهما ويدي في موضع طعنة الحربة في جنبه لا أؤمن (يوحنا 20).
والآن إذا لم يكن التلاميذ قد تلقوا من يسوع تعليماً بخصوص موته في أورشليم ثم قيامته في اليوم الثالث، فكيف تكونت هذه العقيدة وما هو أصلها؟
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نؤكد أولاً أن مؤلفي الأناجيل الأربعة، بما فيهم يوحنا الشيخ (أو القسّ) الذي حرّر الإنجيل الرابع مستخدماً في وقائعه ذكريات التلميذ المحبوب، كانوا ذوي خلفية ثقافية توراتية، وأن أحداً منهم لم ير يسوع أو يسمع منه، وبالتالي لم يصلهم من تعاليم يسوع التي بثها في حلقة المقربين الذين تلقوا الأسرار إلا القليل. وحتى هذا القليل الذي وصلهم وضعوه في إطار مستمدّ من ثقافتهم هذه وفسروه بما يتوافق معها. لقد كانت المهمة المطروحة عليهم والتي وجدوا أنفسهم ملتزمين بها، هي أن يفسروا لمستمعيهم ماوصلهم من سيرة يسوع وذلك بما يتّفق والنبوءات التوراتية بخصوص المسيح القادم المنتظر. وفي غمرة حماسهم وجدوا من المناسب أحياناً أن يضعوا على لسان يسوع بعضاً مما لم يقله ولم يصلهم شاهد عليه، أو أن يبتكروا أحداثاً لم تقع من أجل تفسير بعضٍ ممّا قاله وإيجاد المناسبة الملائمة له. وعلى الرغم من أن المسيح الذي آمنوا به لم يكن يشبه في شيء المسيح اليهودي المنتظر، لأن مملكته على ما صرح في المحاكمة ليست من هذا العالم (يوحنا 18: 36)، إلا أنهم وجدوا ضالتهم في عدد من الشواهد التوراتية، وعلى وجه الخصوص تلك النصوص التي تصف معاناة "عبد يهوه"، الذي يرمز في الأصل إلى معاناة شعب إسرائيل، ثم رأى فيه بعض المفسرين استباقاً رؤيوياً لحياة يسوع ومصيره. وسنقتبس فيما يلي أهم هذه النصوص.
1 – سوف يُرفض من الشيوخ والأحبار والكتبة (مرقس 8: 31) :
- " تآمر الرؤساء معاً على الربّ وعلى مسيحه قائلين : لنقطع قيودهما ولنطرح عنا رُبُطهما. الساكن في السماوات يضحك، الربّ يستهزئ بهم" (المزمور 2: 2-4)
- " محتقر ومخذول من الناس. رجل أوجاع ومُختبرٌ الحزن. وكمُسترٍ عنه وجوهنا محتَقَرٌ فلم نعتد به. ولكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها، ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً، وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا." (إشعيا 53: 3-5).
- " الحجر الذي رذله البناؤون صار رأس الزاوية " (المزمور 118: 22).
- " أعدائي يتقاولون علي بِشرٍّ : متى يموت ويبيد اسمه… كل مبغضيَّ يتناجون معاً عليّ ويتفكرون بأذيتي ." (المزمور 41: 5-7).
- " ويقال له: ما هذه الجروح في يديك؟ فيقول: هي التي جُرحتُ بها في بيت أحبائي. استيقظ يا سيف على راعيّ… اضرب الراعي فتتشتت الغنم ." (زكريا 13: 6-7) .
- " انفتح عليَّ فم الشرير وفم الغش، تكلموا علي بلسان الكذب، بكلام بغض أحاطوا بي وقاتلوني بلا سبب، وضعوا علي شراً بدل خير وبغضاً بدل حبي." (المزمور 109: 1-5).
2 – ابن الإنسان سيلقى منهم الآلام ( متى 17: 12) :
- " بذلتُ ظهري للضاربين وخدّي للناتفين. وجهي لم أستر عن العار والبصق." (إشعيا 50: 6).
- " ظُلمَ، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أما جازّيها لم يفتح فاه… على أنه لم يعمل ظلماً ولم يكن في فمه غش. أما الرب فسُرّ بأن يسحقه بالحزن. إن جعل نفسه ذبيحة إثمٍ يرى نسلاً تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح. وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها. لذلك أَقْسِم له بين الأعزاء، ومع العظماء يَقسِمُ غنيمة، من أجل أنه سكب للموت نفسه وأُحصيَ مع أَثَمَةٍ، وهو حمل خطيئة كثيرين وشفع في المذنبين." ( إشعيا 53: 7-12).
- " أما أنا فدودة، عار على البشر ومحتقَرٌ من الشعب. كل الذين يرونني يستهزئون بي يفغرون الشفاه وينغصون الرأس قائلين: اتكل على الرب فليُنجه، لينقذه لأنه سًرَّ به. أحاطت بي ثيران كثيرة، أقوياء باشان اكتنفتني، فغروا علي أفواههم كأسد مزمجر مفترس. كالماء انسكبتُ، انفصلتْ عظامي، صار قلبي كالشمع ذاب في وسط أمعائي. قوتي يبست مثل قطعة فخار ولصق لساني بحنكي، وإلى تراب الموت وضعتني، لأنه قد أحاطت بي كلاب، جماعة من الأشرار اكتنفتني ثقبوا يديَّ ورجليَّ، أُحصيت كل عظامي وهم ينظرون ويتفرسون فيَّ. يَقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون." (المزمور 22: 6-18).
- " العار قد كسر قلبي فمرضْتُ. انتظرت رقةً فلم تكن ومعزين فلم أجد. يجعلون في طعامي علقماً وفي عطشي يسقونني خلاً ." (المزمور 69: 20-21).
- " فينظرون إليّ، إلى الذي طعنوه، وينوحون عليه كنائح على وحيد له، ويكونون في مرارةٍ عليه كمن هو في مرارةٍ على بكره ." (زكريا 12: 10).
3 – يُقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم (مرقس 8: 31) :
- " إن سلكتُ في وسط الضيق تحييني، على غضب أعدائي تمد يدك وتخلصني بيمينك. الرب يُحامي عني." (المزمور 138: 7-8).
- " الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء… إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي… عصاك وعكازك هما يعزياني … وأسكن في بيت الرب إلى مدى أيامي ." (المزمور 23: 1-6).
- " اكتنفتني حبال الموت وسيول الهلاك أفزعتني. حبال الهاوية حاقت بي، أشراك الموت انتشبت بي . في ضيقي دعوت إلى الرب وإلى إلهي صرختُ فسمع من هيكله صوتي… أرسل من العُلى فأخذني، نشلني من مياه كثيرة، أنقذني من عدوي القوي ومن مبغضيَّ لأنهم أقوى مني، أصابوني في يوم بليتي وكان الرب سندي. أخرجَني إلى الرحب، خلّصني لأنه سُرَّ بي ." (المزمور 18: 4-6، و16-19).
- " هلم نرجع إلى الرب لأنه هو افترس فيشفينا، ضرب فيجبِّرنا. بعد يومين يحيينا، في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه." (هوشع 6: 1-2).
- " جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع. جسدي أيضاً يسكن مطمئناً لأنك لن تترك نفسي في الهاوية (= مقر الموتى)، لن تدع قدوسك يرى فساداً. وسوف تريني سبيل الحياة ." (المزمور 16: 8-11).
- " إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه يأخذني ." (المزمور 49: 15).
- " يا رب، بقوتك يفرح الملك، وبخلاصك كم يبتهج جداً. شهوة قلبه أعطيته وملتَمَس شفتيه لم تمنعه. تتقدمه ببركات خير، وضعتَ على رأسه تاجاً من إبريز، وحياة سألك فأعطيته ." (المزمور 21: 1-4).
مثل هذه المقاطع التي أوردناها من الأسفار التوراتية هي التي استخدمها مؤلفو الأناجيل من أجل رسم سيرة حياة ليسوع تتفق في مفاصلها الرئيسية مع النبوءات التوراتية، من أجل إثبات أن يسوع هو المسيح الذي كان اليهود ينتظرونه. من هنا فإن من المبرّر لنا أن نشك في أصالة بعض الأقوال المنسوبة إلى يسوع أو في تاريخية بعض الأحداث في سيرته. وسوف نلقي في الدراسة القادمة نظرة شاملة على مجموعة النبوءات التوراتية التي حاول الإنجيليون رؤية سيرة يسوع من خلالها.


عن موقع الأون













تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

دراسات في علم الأديان المقارن: تاريخ المصحف الشريف

22-أيار-2021

هل كان موسى مصرياً

08-أيار-2021

هل كان موسى مصرياً

01-أيار-2021

الديانة الزرادشتية وميلاد الشيطان

24-نيسان-2021

في رمزية حجر الكعبة الأسود

13-شباط-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow