Alef Logo
ابداعات
              

اختفاء قصة قصيرة :

أسماء محمد مصطفى

خاص ألف

2013-06-22

طلبت منه صيدلانية المستشفى أن يوقع تحت اسمه في الورقة التي قدمتها له حتى يتسلم حصته من أدوية السعادة وراحة البال . حدق في خانة التوقيع وقد بدت عليه علامات الحيرة . سألته الموظفة إن كانت ثمة مشكلة لديه . خجل أن يقول إنه نسي كيف يكون توقيعه .

فكر بأنّ التوقيع ولاشك يحمل حرفا او اثنين من اسمه او حتى اسمه كله ، فنظر الى خانة الاسم . ذهل حين لم يجد اسمه أيضاً .

بخجل طلب من الصيدلانية أن تريه توقيعا له على إحدى الأوراق التي سبق له أن وقعها خلال زياراته السابقة للمستشفى .

دهش حين لم يجد اسمه وتوقيعه على أي من الأوراق بين يديه .لم يعثر على اسمه في دفتر الأمراض المزمنة خاصته.

تداخلت الضجة في رأسه مع ضجة المرضى الذين كانوا ينتظرون أدوارهم وراءه ، وهم يتذمرون من تأخيره لهم .

انسحب بتثاقل وحيرة . فهذه المرة الأولى التي يحدث له شيء كهذا . في المرات السابقة كان يحضر للمستشفى ويتسلم أدوية السكر والضغط والقلب والأعصاب بلا إشكالات ، لكنه هذه المرة ومع فرحته باكتشاف أدوية فعالة للحزن والخيبة والقلق ، وصلت الى مستشفيات البلد ، حدث مالم يكن بحسبانه .

أخرج هاتفه النقال ، ليتصل بأول رقم في قائمته ، وهو لزوجته ، بقصد سؤالها عن اسمه !! لم يجد رقماً ! قرر الاتصال بأحد أصدقائه ومعارفه . هاله أن يجد الهاتف فارغاً من كل اسم ورقم .

ركض بإتجاه منزله غير آبهٍ بمضاعفات الركض على جسده . كان المنزل قديما ، متصدعاً ، خاوياً.

فقد الامل بإيجاد أوراقه الثبوتية . حتى صورته منفردة وصورة أمه في شبابها وصوره العائلية وشهاداته العلمية اختفت من على الجدران . لم يفهم ما الذي يحصل له وأين اختفت زوجته وأولاده وجيرانه والأشياء والذكريات .

في حديقة المنزل العارية إلاّ من الأوراق الصفر التي كان بعضها يتمرجح بين أذرع الهواء ، وبعضها يتقلب على الأرض الجرداء ، وقف يائسا جامداً، حتى حركت سكونه أصداء صراخ ثم نحيب وولولة .

كانت ثمة امرأة شابة تستلقي على فراش في الحديقة تتلوى وتواجه آلام الطلق ، وحولها القابلة والنسوة ومستلزمات الولادة .

لم يكن وجه المرأة غريبا عليه . اقترب بخطى وئيدة منها . كانت أمه في ريعان شبابها . نظرت اليه بحزن قبل أن تغمض عينيها الإغماضة الأبدية وهي تحتضن وليدها الوحيد الذي خرج من رحمها ميتاً .











تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

بائعة العلكة / قصة قصيرة

12-أيار-2018

أنتَ نقطة !

03-شباط-2018

بائعة العلكة / قصة قصيرة

27-آب-2016

عن .. قصص الحبّ التي لاتُعد .. !!

30-تموز-2015

عن القراءة ، والجمال الذي لايشيخ

01-تموز-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow