لماذا لا يكون الإسلام هو السبب؟
خاص ألف
2013-07-20
هل فكر المسلمون يوماً ما بأن كل ما يعانونه من حروب وجهل وتخلف وكوارث ليس سببه سوى دينهم نفسه؟، وأن تاريخهم الحضاري الذي يتبعونه والذي بدأه محمد بن عبد الله لم يكن في حقيقته سوى سلسلة من الجرائم والاغتصاب وإقصاء الآخر في سبيل فرض عقيدة منحرفة سوداء ستكون لعنة على البشرية وانحطاطاً للخلق الإنساني؟.
قد يبدو الأمر أكثر عموماً من مناقشته في مقال، لأن أسئلة لا حصر لها تتفاعل حين نفكر بحجم الدمار والانشقاق الذي زرعه هذا الدين بين الناس، وإذا تجاوزنا مسائل تناقضات القرآن وتناقضات نبيه وحروب الردة وحروب الصحابة المعصومين ضد بعضهم البعض ومبدأ الخلافة الإسلامية فإن سؤالاً لا فكاك منه يراودنا: لماذا لا يكون الإسلام هو السبب في كل ما نعانيه اليوم من تأجيج لمشاعر الكراهية وصولاً إلى الذبح والسحل والجلد والسلخ والعنصرية والمذهبية والطائفية؟.
دائماً يحتج المفكرون الإسلاميون-إن صحت التسمية- بأن الإسلام الحقيقي بريء من كل هذه المشكلات، لكن أين هذا الإسلام الحقيقي الذي يدعونه؟، بل أين الإسلام المعتدل والتاريخ يشهد على كيفية انتشاره منذ عهد محمد إلى اليوم؟، حيث كان تخييره لملك الروم واضحاً ولا يحتمل اللبس: إما أن يسلم، أو أن يدفع مبلغاً مالياً يقرره محمد(الجزية)، أو الحرب، فأية طريقة إلغائية هذه التي انتشر بها الإسلام؟، ومن أعطى الصلاحية لمحمد وأتباعه كي يفرضوا أنفسهم أصحاب الحقيقة الوحيدة والمطلقة؟؟.
يُرجع الدعاة عادة كل الويلات التي وصلنا إليها إلى مؤامرة كونية ضد المسلمين، كتلك المؤامرة التي يدعي النظام السوري بأنها تُحاك ضده، حيث إن أعداء الإسلام-بزعم هؤلاء- يتربصون به من كل حدب وصوب ويكيلون إليه التشويه والخراب بغية سحقه وتدميره، من أجل ذلك عاش المسلمون قروناً من التناحر والجهل، وإذا كان ادعاء النظام السوري حول المؤامرة ضده قد بدأ ببداية الثورة السورية فإن ادعاء المسلمين بدأ بالحروب الصليبية، لكن ألم يفكر أتباع هذا الدين بأن السيف المحمدي الذي غزا بلاد الشام كان البادئ بالحروب ونبذ التعدد وفرض الرأي بالقوة؟، وأنه إذا كانت هناك مؤامرة تستهدفهم فهي الإسلام نفسه بتناقضاته التي لا حصر لها منذ نشأته؟.
أما (الإسلام السياسي) المتمثل بالأحزاب الإسلامية التي تصاعدت عقب الثورات العربية وأدت إلى الدمار الذي نراه اليوم لا سيما في سوريا ومصر فإنه مجرد شماعة يعلق عليها كثير من مثقفي العرب أسباب الهوة التي وصلنا إليها!، وكأن محمداً لم يكن سياسياً وزعيماً عسكرياً وداعية دينياً في ذات الوقت، فعن أية علمانية نتحدث والدين الإسلامي في صلبه يتدخل في الحكم والاقتصاد والجيش وتنظيم الحياة الاجتماعية؟؟.
ظهر خلال السنوات الأخيرة دعاة إسلاميون يحاولون تلميع صورة الإسلام بوسائل كثيرة، آخذين منه بعض الشرذمات التاريخية والمقولات المحمدية متغاضين عن حقائق لا تدع مجالاً للشك في حجم التخلف الذي يحتويه هذا الدين، فهم بذلك لا يطبقون الإسلام الذي من صلبه أن تأخذ به كله أو تدعه كله، هؤلاء الذين يتقنون السمسرة واللعب على عقول الناس (طارق سويدان وعمرو خالد ومحمد العريفي وزغلول النجار) وسواهم من الذين يبحثون عن منافذ ومخارج وتأويلات لبشاعة هذا الدين وجرائم قادته عبر التاريخ ثم يعملون على إلصاقه بالتطور الحضاري وملاءمته للعصر، اشتقوا من الإسلام صناعة الحياة والقدرة على الإنجاز والإعجاز العلمي وسوى ذلك من الخزعبلات متجاهلين مسائل غاية في الوضوح ولا تحتاج إلى تأويلات فقهية فهي تصب في عمق الإسلام، على رأسها زواج نبيهم من 14 امرأة بينهن قاصر في التاسعة من عمرها (عائشة) (تزوجها وهو ابن ثلاثة وخمسين عاماً)!.
كثيرٌ من المسلمين اليوم اقتنعوا بانحراف هذا الدين عن الطبيعة الإنسانية، لكنهم إما يفضلون الصمت لاقتناعهم بأن شيئاً لن يتغير، أو يخافون من الجهر الذي سيؤدي بهم إلى النبذ والتهميش أو القتل من قبل اللوبي الإسلامي المسيطر (حكم الردة)، غير أن ما يدعونا إلى التفاؤل تزايد أعداد المفكرين التنويريين الذين أسهموا في تفكيك التاريخ الإسلامي بكل جرأة، فالبذرة التي غرسها طه حسين ومن بعده نصر حامد أبو زيد لم تكن وقفاً على أشخاص محددين ولم تأتِ نتيجة اكتشاف فردي لتراكمات من الأكاذيب التاريخية، بل هي نتاج أجيال من الباحثين الذين رفضوا فكرة التسليم لخليفة الله على أرضه حتى ولو كان نبياً، ويبقى تفكيك التاريخ الإسلامي وإعادة تشريحه بنزع مفهوم القدسية عنه المهمة الأصعب، تلك المهمة لن تتحقق حتى يضع الناس الإسلامَ بكفة السبب، وليس بكفة الحل، بعيداً عن الانتماء إلى دين لا وجود له خارج التناقض والطوائف والصراع، لأن هذه الأشياء من مكوناته، ولعلها التي تبقي على استمراريته
08-أيار-2021
17-حزيران-2014 | |
27-كانون الثاني-2014 | |
21-تشرين الثاني-2013 | |
07-تشرين الأول-2013 | |
27-آب-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |