الثورة البائسة د. موسى الموسوي / ج 4
ألف
خاص ألف
2013-07-30
رفض الصلحــ الالتقاء بين الخمينية والصهيونية لتضعيف الأمة العربية .ــ الخروج على نص القرآن الكريم .ــ التناقض في القول والعمل .ــ أحياء الغوبلزية .ــ احمد الخميني : نحارب العراق لان الحكومة العراقية قالت لابي : إما السكوت وإما الخروج .ــ فلسفة الخميني : البقاء في الحكم باي ثمن . (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34))***رفض الصلحلماذا يرفض الخميني الصلح الذي اقترحه العراق مرات ومرات ، واقترحته اللجان الساعية لاحلال السلام بين البلدين والجارين المسلمين اكثر من مرة ؟ والصلح لا يرفضه عاقل مسلم . والقرآن الكريم يقول " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " (سورة الحجرات الاية 9) .وهذه الاية الكريمة التي لاياتيها الباطل من بين يديه ولا من خلفه صريحة واضحة في ان واجب المتخاصمين من ابناء الامة الاسلامية هو الركون للصلح ولم تحدد الاية الكريمة المتعدي والمتعدى عليه حتى يتعذر احد المتحاربين بعدم الصلح كما هي الحالة في منطق الخميني . ان رفض الصلح خروج على نص القرآن الكريم ، وليت شعري ان اعرف كيف يدعي نظام انه ينبع من روح الاسلام وهو يناقض ما امر به ، ان من اغرب الغرائب في العقلية الخمينية المتناقضة التي ابتلي الشعب الايراني بها هو ان الرجل الذي اعلن للصحافة وهو على متن الطائرة التي اقلته إلى ايران بعد 15سنة من الغياب عنها (انه لايحس باي شعور تجاه الوطن الذي كان بعيدا عنه واليوم يعود اليه ) ، وانه القائل ( ان الوطنية ليست من الاسلام بشيء ) يعود اليوم ليتحدث عن الوطن والحدود والتراب الذي يرى حبه مغايرا للروح الاسلامية والذي لم يشعر نحوه بحنان وحب حتى بعد الغياب عنها خمسة عشر عاما .ان هذا التناقض في القول والعمل امر مألوف في قاموس الخميني والخمينية وسنشير اليها في فصل خاص به .اذن رفض الصلح له اسباب كثيرة منها نفس الاسباب التي ادت إلى الحرب وهي الاحقاد التي اشعلت نار الحرب وفصلنا في محلها . وهناك سبب آخر وهو ان الخميني والزمرة الحاكمة يعلمون جيدا انهم سينتهون بانتهاء الحرب ، فانهم يعلمون جيدا انهم لا ولن يستطيعوا تنفيذ الوعود التي اغروا الشعب بها ، بل ان وضع الشعب وصل إلى مرحلة من البؤس لم يكن لها نظير من قبل ووصلت البلاد إلى حافة الانهيار .ان الذريعة الوحيدة التي يتذرع بها الخميني في استمرار هذا الوضع الشاذ هي الحرب فكل نكسة وراءها الحرب .وكل كارثة اقتصادية وراءها الحرب .وكل فشل يصيب الدولة في اناء الليل واطراف النهار سببها الحرب .اذن ذريعة الحرب فرصة العمر بالنسبة للخميني وزمرته ، وتفويت هذه الفرصة تفريط بحياتهم وبقائهم على سدة الحكم ، وعلينا ان لاننسى ايضا ان اجهزة الاعلام الخمينية والخميني نفسه لم يعترفوا حتى الان بالهزيمة التي الحقها العراق بهم ، فالحكومة الخمينية بنت سياستها على نهج غوبلز وزير الدعاية النازي ابان الحرب الكونية الثانية الذي يقول ( اكذب ، اكذب ، اكذب حتى يصدقك الناس ) فكذبت وتكذب وستكذب ماشاءت إلى الكذب سبيلا . ومن هنا نرى بوضوح ان البلاغات التي تصدرها وزارة الدفاع الخمينية وحرس الثورة عن سير القتال انها بلاغات صنعت بذكاء مفرط لاغفال الشعب ، فهم يتحدقون عن النصر في هامش عبادان وعلى مرتفعات سربيل زهاب وعلى ابواب ديزفول وفي قلب خرمشهر وهذه كلها ارض ايرانية ، ولاول مرة يستعمل في القاموس الحربي كلمة النصر عوضا من كلمة المواجهة لايهام الشعب المسكين بالنصر ، ثم هناك ما هو اخطر من هذا بكثير ان البلاغات التسعمائة التي اصدرتها منذ نشوب الحرب حتى الان وزارة الدفاع الخمينية اذا جمعت الارقام المعلنة عن عدد القتلى والسلاح والعتاد الذي دمر من الجانب العراقي فستكون الارقام مدهشة ومضحكة في آن واحد.ان عدد القتلى من الجنود والعراقيين في مجموع هذه البلاغات حسب زعمها يتجاوز مليون وسبعمائة الف قتيل ، وهذا العدد من الجنود يزيد على ما لدى الحلف الاطلسي والناتو ووارسو ومجموع الدول العربية ، اما عدد الطائرات التي اسقطت حسب البلاغات المزعومة فهو يتجاوز الف وثمانمائة طائرة ، أي اكثر من مجموع الطائرات الحربية التي تملكها بريطانيا وفرنسا .اما عدد الدبابات التي دمرتها فهي تتجاوز تسعة الاف دبابة ، أي اكثر من مجموع الدبابات التي تملكها الدول الاوربية والاتحاد السوفياتي مجتمعة .اما عدد المزنجرات وسائر انواع العتاد التي دمرت حسب زعمها فانها تتجاوز الخمسين الف مجنزرة وناقلة جنود وشاحنات ، أي عددا يتجاوز كل ما لدى الدول العربية والهند وباكستان . بهذه الارقام الخيالية والوهمية يستمر الخيمني في حربه مع العراق ، فهو لا يستطيع الصلح فالغالب لايصالح بل يذهب حتى نهاية المطاف . ثم هناك شيء اخطر من كل الملاحظات التي اشرنا اليها وهو انه باعتقادي ويقيني ان السياسة العالمية الاستعمارية الكبرى والتي تريد دوما ان تجعل من هذه المنطقة الحساسة من العالم موضع اضطراب وعدم استقرار لن ترغب ابدا في ان يحل السلام في هذه المنطقة الحساسة كما هي الحالة في لبنان ، وحكام ايران الذين اعرفهم بسيرتهم البشعة وصورتهم الابشع لا يتورعون من افناء شعب وبلاد بكاملها اذا ما اقتضت مصالحهم الشخصية وهي البقاء على كرسي الحكم ، فانى كان للخميني القابع في زاوية من زوايا النجف الاشرف او المنتظري والرفسنجاني والخامنة اى والكنى ومحمدي كيلاني وغيرهم من الزمرة الخمينية تسييس البلاد باسم الامام ونائب الامام ورئيس الجمهورية ومجلس الشورى وغيرها من المناصب السامية التي اقترفوا لغصبها ما تقشعر من سماعها الابدان . وهم الذين الحقوا بايران من الدمار والفناء ما لايمكن تداركه في مائة عام ومن الاموال 500الف مليون دولار ، ان قوما كهؤلاء هل يتورعون من التعاون مع القوى الاستعمارية في سبيل بقائهم على كرسي الحكم ؟ كلا ثم كلا .ان هذا اوضح من الشمس في رائعة النهار وال كيف تفسر ان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تدعي انها الدولة الاسلامية الوحيدة في العالم وهي تصافح الاياد الملطخة بدماء المسلمين في افغانستان ، وتتعاون مع البلاد الشيوعية التي تقول فلسفتها : ان الدين افيون الشعوب وتستورد الاسلحة من اسرائيل لقتل الجار المسلم وتستخدم المستشارين العسكريين من كوريا الشمالية لتغير بطائرتها على اراضي الاسلام وتدمرها بالقنابل المحرقة . ان هذه الشرذمة من الناس لا ولن يانفوا القيام باي عمل اجرامي مهما كان نوعه لارضاء سيدهم الذي يحميهم ، واذا كانت من سخريات القدر ان تذل الامة الايرانية حتى يسودها اوباش اجلاف كهؤلاء ، فان الجلف الجاف عندما يجد ضالته المنشودة فلا ولن يضيعها حتى بحد السيف ومن دونها خرط القتاد .ان من اغرب الغرائب في تاريخ الحروب هو هذه الحرب التي يشنها قوم ضد بلد يقدسون ترابها ويسجدون عليها في صلواتهم الخمسة اليومية . ان الجندي الذي اغفله الخميني والشعوذة الحاكمة في ايران لقصف العراق ومدنه يحمل معه دوما قطعة من تراب ذلك العراق ( كربلاء ) وهو يسجد عليها في كل صلاة ويقبلها ويتبرك بها ويستشفي بها ، واعظم امنية له في الحياة هي زيارة صاحب تلك التربة الطاهرة المقدسة حسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام .والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، كيف يحارب الجنود الايرانيون في جبهات القتال ……؟ والجواب هنا اثبته للتاريخ ، ان الجنود المتواجدين على جبهات القتال على ثلاثة اصناف : مكرهون على القتال وهم اكثرية الجنود النظاميين الذين اعدم الخميني قوادهم وهم يعلمون ان هذه الحرب هي حرب الاحقاد التي يشعل الخميني نارها كلما جاء قوم لاطفائها وان شرطه لوقف القتال في عودة القوات العراقية إلى الحدود السابقة انما هو ذريعة جوفاء لان العراق اكد اكثر من مرة موافقته على ذلك اذا ما قبل النظام الحاكم على وقف اطلاق النار ، ثم انهم يعلمون جيدا ان الوطنية التي بداء الخميني يغني بها انما هي خدعة من خداعه فلن ينسى الشعب الايراني ان الخميني قال وهو على متن الطائرة التي كانت تقله من باريس إلى طهران ( اني لا احس بشعور خاص عند عودتي إلى ايران ) ثم هو الذي حارب الوطنيين من انصار مصدق ورماهم بالزندقة لان الاسلام على حد زعمه يعارض الوطنية ثم ان اكثرية هذا الجيش حاقد على تصنيفه في المرتبة الثانية وتقديم الحرس الثوري عليه في كل الامتيازات وفي كل الميادين ، والحرس الثوري مجموعة من المرتزقة جمعهم النظام الحاكم من الشوارع والازقة لا يحسنون استعمال السلاح ، وهذه المجموعة هي التي تتقدم على الجنود في جبهات القتال بصفتهم حراس الثورة وانهم المعتمد عليهم من قبل الخميني .والصنف الثاني هم العنصريون وانهم طبقة صغيرة من الجنود النظاميين الذين يحاربون لاحياء الامجاد الفارسية التي اكل عليها الدهر وشرب . واذكر هنا قصة للتاريخ لبيان هذه العنصرية التي نجدها لدى البعض من ابناء الشعب الايراني :عندما كنت خائضا معمعة الانتخابات ، كانت بعض الفئات السياسية المعادية لي تنشر المناشير وتقول معلنة ان اعتراضها على انتخابي هو انني سيد هاشمي انتمي إلى رسول الله ورسول الله عربي ، والغريب في الامر ان بعض هؤلاء الذين كانوا يقفون ضدي لانني هاشمي عربي كانوا اذا التقوا بي قبلوا يدي او ارادوا تقبيلها تبركا برسول الله وتقربا اليه ، هذه صورة للعنصرية التي اشرت اليها في هذا المقال .اما الصنف الثالث المغفلون واكثرهم من الحرس الثوري الذين جمعهم النظام الحاكم من هنا وهناك ، وقد امر الخميني بتقليدهم مفاتيح الجنة كما كان الباب غريغوار يقلد الجنود الصليبيين مفاتيح الجنة عندما ارسلهم لمحاربة المسلمين في فلسطين . حقا انه لامر مشين للغاية فيه سخط الله ورسوله ان يقلد مسلم مفاتيح الجنة لانهم يحارب اخاه المسلم ويريق دمه …… , واخيرا اختارت الزمرة الحاكمة الشباب المراهقين حراسا للثورة والحقوهم بجبهات القتال فكانت المآسي التي تحدثت عنها الصحف العالمية باسهاب وادانت النظام الارهابي الانتحاري في ايران وشبهت الخميني بهيتلر الذي جند المراهقين في الشهور الاخيرة من حربه الخاسرة .ان هؤلاء المغفلين واولئك المكرهين هم الذين يقصفون تراب العراق وهم يتبركون بها ، ويهدمون تربة العراق واعظم امانيهم هي زيارة تلك التربة ، ويقتلون ابناء كربلاء والنجف واسم كربلاء والنجف يبكيهم ويدمع عيونهم . لا انسى ان احمد الخميني قال لي مرة : انك تحاول القيام بعمل عظيم ، فلو قدر لك النجاح في عملك واستطعت ان تقرب بين العراق وايران وفتحت الحدود للزوار الايرانيين لزيارة العتبات المقدسة فستصبح محبوب الشعب كل الشعب ويذكر اسمك بعد اسم الامام ( السيد الخميني ) .قلت له : اذا كنت مؤمنا بما تقوله تعاون معي لنجاح المهمة ودع الناس يعتقدون انك فعلت ذلك فتصبح انت محبوب الشعب فليذكر اسمك بعد اسم ابيك .وقال لي احمد : كيف نلتقي مع الحكومة التي قالت لولدي اما ان تسكت واما ان تخرج . وهكذا يدفع الشعب الايراني المسكين ثمن الحقد والانانية والجهل والخيانة الذي كلفه حتى الآن 300الف قتيل و500الف مليون دولار الخسارة في الاموال و 3ملايين مشردي الحرب .واختتم هذا الفصل بمقارنة بين رجليين احدهما هندوسي وآخر يدعي الاسلام . احدهما مرشد للثورة الهندية وهو مهاتما غاندي الذي قال لقاتلة الذي ارداه قتيلا (السلام عليكم ) والآخر مرشد للثورة الاسلامية الايرانية الذي اعدم الآلاف من الصبية لانهم قالوا ( الموت للخميني ) .لقد بلغ إلى مسامع مهاتما غاندي ان حربا دينية قومية ضروسا نشبت بين الهندوس والمسلمين في وسط القارة الهندية يذهب ضحيتها المئات من الجانبين في كل يوم ، فطلب غاندي منهم ايقاف القتال فلم يستجيبوا فاعلن عزمه في السير إلى منطقة الحرب على الاقدام ، وخرج مهاتما من اشرم قاصدا المنطقة المنكوبة والتي تبعد حوالي الف ميل ، وكلما مر بمدينة على قارعة الطريق طلب من اهلها الانضمام إلى مسيرة الصلح ووصل غاندي إلى المنطقة المنكوبة ومعه جمع غفير يحملون لافتات الرجاء إلى المتحاربين بايقاف القتال ، فلم يستجب الطرفان لغاندي ولا للركب السائر في معيته ، فأعلن مهماتما عزمه على الصيام حتى الموت الا اذا استجاب الطرفان لندائه ، واستمرت الحرب واستمر الصيام ، واشرف غاندي على الموت واعلن الاطباء ان زعيم الهند العظيم سيلقي حتفه اذا لم ينه الصوم في غضون 48ساعة . واستيقظت ضمائر المتخاصمين اجلالا واكبارا للزعيم الذي يضحي بحياته لانقاذ حياة الآخرين ، وصام 45يوما حتى تنفذ كلمته ، وانتهى القتال وعاد الوئام ورجع القوم إلى شئونهم الخاصة واعمالهم اليومية ، اما غاندي فقد بقي طريح الفراش يعاني من آثار الصوم شهورا طوالا لايقوى على الحركة ولكن الابتسامة لم تفارق شفتيه لانه وجد إلى الصلح سبيلا .اما الامام الخميني مرشد الثورة الاسلامية الايرانية فرفض عروض الصلح من الجانب العراقي ورفض الوساطات الاسلامية ، ورفض كل مبادرة خيرة لانهاء الاقتتال بين آخوة مسلمين تربطهم روابط الجيرة والدين ، وها هو ينادي بالمزيد من اراقة الدماء ويسعى للمزيد من الدمار والفناء مناقضا بذلك ما امر به الله ورسوله وكتابه الكريم .وليت شعري ان اعرف ان الخميني اذا لم يشاء ان يسير على هدى الاسلام ورسوله في الصلح افلم يكن من الحري به ان يقتدي بسيره مصلح الهند ، ولكن صدق الله العظيم حيث يقول ، " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا " .***مهزلة الرهائنــ الخميني وراء التخطيط . ــ الطلاب الشيوعيين والتابعين (للإمام ) وراء التنفيذ . ــ الخسائر العظيمة لم تقدر بثمن .ــ الخميني يوقع وثيقة الاستسلام . ــ الرابع والخاسر في الميزان . (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6))***مهزلة الرهائنبعد مهزلة الرهائن بثلاثة اشهر جمع الخميني جمعا من مرتزقته وخطب فيهم خطابا جاء فيه هذه الجملة " ان هذه الثورة الثانية – ( أي اخذ الدبلوماسيين الامريكان كرهينة – حتى يعيد الامريكان الشاه وامواله إلى ايران ) ، اهم بكثير من الثورة الاولى التي ادت إلى تغير النظام " ، اما المرتزقة الذين كانوا من حوله فكانوا يحركون رؤوسهم تصديقا لقوله ويقولون بلى بلى ، واما الطبقة الواعية من ابناء الشعب فكانت تبكي وتضحك لما وصلت اليه امور البلاد . اما كيف بدأت تلك المهزلة المثيرة للسخرية ؟ فقد قيل فيها الكثير والفت عنها الكتب ومئات المقالات تصدرت الصحف العالمية بشأنها ، ولا اريد ان اكرر هنا ما قاله الآخرون فأنا لا أؤرخ المهزلة تلك وانما ابين هنا رأيي وقناعتي الخاصة حسب المعلومات التي توفرت لدي عندما عاصرت الازمة في طهران ، وما سمعته من الخميني عندما كان في باريس حول اسرة الشاه المتواجدين آنذاك في امريكا . انا شخصيا لا اشك ان الخميني بشخصه كان وراء مهزلة الرهائن ، وهو الذي اوصى بتنفيذها إلى الطلبة عن طريق ابنه احمد ، وهنا اسجل ما سمعته من الخميني عندما كان في باريس لاعطاء صورة عن المنحنى الفكري للرجل ، مضافا اليها عوامل نفسية وسياسية اجتمعت كلها فخلقت مشكلة باسم الرهائن نتجت عنها خسارة اقتصادية لايران ببلايين الدولارات وخسارة معنوية لاتقدر بثمن .في احدى المرات التي التقيت بالخميني في باريس ولعلها كانت آخر مرة التقي به هناك قال لي " ان الصحف كتبت خبر وصول اسرة الشاه إلى امريكا ، وكم يكون حسنا وياليت لو اخذوا هناك كرهائن ولم يفرج عنهم الا بعد ان تسترد منهم الاموال التي نهبوها من الشعب " ، نظرت إلى الرجل باستعجاب وقلت له " كيف يمكن ان يحدث مثل هذا ؟ وكيف يمكن القيام بهذه المغامرة ؟ فمغامرة اخذ الرهائن مغامرة فاشلة ، ثم اضفت ان الاموال التي خرجت من ايران لن تعود اليها ، حتى الحصول عليها عن طريق القضاء امر صعب المنال " .قال لي " اخرجوا معهم اموالا كثيرة ومبالغ عظيمة ، وكرر جملة مبالغ عظيمة عدة مرات " ، وانتهى الحديث إلى هذا الحد لانني لم اعلق عليه اكثر مما قلت ، فقد رأيت ان ما يقوله نوع من الهذيان ولايليق بعاقل ان يضيع وقته فيه ، ولكن لم يخطر ببالي في تلك الليلة ان القدر قد خبأ للرجل دورا بارزا وعظيما في مهزلة تكون حديث العالم وتشغل المجتمع البشري لشهور طوال ، وتسبب في سقوط رئيس الولايات المتحدة الامريكية في الانتخابات . فلنعد إلى الاسباب الحقيقية التي ادت إلى مهزلة الرهائن ، اذا اخذنا بعين الاعتبار ان موضوع اخذ الرهينة كوسيلة انتقامية ، او كوسيلة لاعادة الاموال والاشخاص ، كان من المواضيع التي تشغل بال الخميني قبل ان يستلم السلطة ، ثم اضفنا إلى هذا الانحدار الفكري لدى الرجل والذي اشرنا اليه في مكان آخر من هذا الكتاب ، هو ان الخميني يحب نفسه وسمعته ونقاء صورته اكثر من أي شيء آخر في هذه الدنيا ، وقد سبق وان خاطب الشعب الايراني بعد نجاح الثورة بقوله : " انه سيعيد الشاه إلى ايران لمحاكمته " ، فلو صدق هذا الوعيد واعيد الشاه حقا إلى ايران ، لكان الخميني يصل إلى مصاف الاولياء يعزى اليه علم الغيب والمعاجز ، الامر الذي كان يخدم الخميني ومآربه في تحريك الشعب حسب هواه وارادته ، وفي هذا الوقت حدث ما لم يكن بالحسبان ، فقد وصل الشاه من المكسيك إلى الولايات المتحدة الامريكية للعلاج ، والخميني الذي كان يسيء الظن بكل شيء وبكل احد ، زعم ان وجود الشاه في امريكا انما هو مؤامرة للاطاحة به وكان لا بد من عمل حاد لردع الامريكان من موقفهم العدائي ، ومع ان العلاقات الايرانية الامريكية إلى ماقبل مهزلة الرهائن كانت ودية وكان وزراء من اعضاء الحكومة البارزين يحملون الجنسية الامريكية ، هما اليزدي وامير انتظام ود. جمران ، ثم كانت الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية الايرانية الامريكية التي عقدت في عهد الشاه والتي بلغت الملايين كانت ولازالت قائمة بقوتها في العهد الجديد ، اذن كانت الصدمة قوية على الخميني الذي اعطى هذه الامتيازات للامريكان وهو يرى تلك الدولة تستضيف الشاه وتتعاون معه لتقويض حكمه ونظامه حسب زعمه . ودخل عنصر جديد في الميدان وهو الطلاب الشيوعيين (حزب تودة ) الذين كانوا ينتظرون الفرصة المواتية للقيام بعمل يفرح موسكو ويقضي على النفوذ الامريكي في ايران . والمطلعون على المنحنى الفكري لمرشد الثورة الايرانية والاضطراب الذي يسوده ، ومن ثم النتائج المغلوطة التي يستنتجها هو من معادلاته الفلسفية مضافا اليها روحه الشريرة التي لاتريد الهدوء والاستقرار لايران لأنه يرى ان الشعب سينصرف إلى اعماله وبناء نفسه اذا لم يخلق له مشكلة تصرفه عن واجباته وبذلك يصبح هو كمرشد للثورة مهمل الذكر نسيا منسيا ، الامر الذي يكون فيه نهايته وهو لن يسمح بذلك ما دام على قيد الحياة ، فخلق حالة من الهياج العام تحيي من جديد ذكره وتلقي عليه الاضواء ، وتجدد تماسك الناس حوله كان ضروريا في تقديره . وقد استخلص الخميني من معادلاته الرياضية انه اذا قام بعمل عدائي حاد للامريكان مهما كات نتيجته فانه سيكون جوابا رادعا لاولئك الذين يتهمونه بالتعاون مع الامريكان ، وهنا لابد من صريح القول ان كثيرا من الطبقة الواعية من ابناء الشعب الايراني قبل مهزلة الرهائن كانوا يعتقدون ان سياسة الخميني نحو الامريكان امتداد لسياسة الشاه وكانوا يستشهدون بالوزراء الامريكيين في الدولة وعدم الغاء الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين ، كما ان بعض الصحف المعارضة كانت تشير إلى هذا الموضوع بصراحة كما قلنا في مكان آخر من هذا الكتاب ، وحانت اللحظة المناسبة ، 1. ليدافع الخميني عن شرفه وقداسته امام الشعب الايراني باتخاذ موقف عدائي حاد ضد الامريكان يثبت فيه انه عدوهم اللدود وليس متعاونا وصديقا معهم . 2. ليرغم الامريكان على ابعاد الشاه من اراضيها واتخاذ موقف الحياد من الجمهورية الاسلامية الفتية . 3. او تسليم الشاه إلى ايران وبذلك يصدق وعده الذي يضيف له قداسة.4. او استرداد الاموال التي اودعها الشاه في البنوك الامريكية هو تتجاوز الآلاف من الملايين .5. او تسليمه إلى ايران مع الاموال التي اخرجها من البلاد ، وبذلك يكون النصر المبين له ولدولته . 6. خلق جو من الهياج العام يشغل الناس به عن مشاكلهم الداخلية العظيمة التي كادت تعصف بالنظام الجديد بذريعة محاربة امريكا .7. توحيد صفوف الشعب المتشتتة تحت لواء محاربة امريكا الشيطان الاكبر ، ويطول بذلك امد الحكومة الخمينية إلى ان يجد ذريعة اخرى لاشغال الناس من جديد . اما الاستيلاء على السفارة الامريكية واحتجاز موظفيها فلم يكن امرا صعبا بالنسبة لدولة تملك من الامكانيات الكثير الكثير . لقد صدرت الاوامر من الخميني عبر ابنه احمد إلى الطلبة الموالين لخميني باحتلال السفارة واحتجاز موظفيها ، وكان ضابط الاتصال بين احمد والطلبة شيخ في لباس رجل الدين يدعي خوئينيها كافأه الخميني بعد ذلك بمنصب نائب رئيس مجلس الامة ، ولهذا الشيخ سجل حافل بالعمالة لروسيا وهو من الشيوعيين الاوائل وكان على اتصال بالطلاب الشيوعيين بطبيعة نشاطه الشيوعي وبالطلاب الموالين للخميني بطبيعة الصداقة ……… الوثيقة التي كانت تربطه باحمد ابن الخميني ، فتحركت المجموعات الطلابية من الفئتين قاصدة السفارة الامريكية وفي ضمنها جماعة من حرس الثورة بملابسهم العسكرية او في ملابس الطلبة .وفي يوم الرابع من شهر فبراير تشرين الثاني عام 1979 تم الاستيلاء على السفارة الامريكية في وضح النهار واحتجز الموظفين الدبلوماسيين فيها واصبحت السفارة في يد الطلبة من كل جوانبها ، حدث كل هذا في الوقت الذي كان القائم بالاعمال الامريكي بروس لينغن في غرفة وزير الخارجية الايراني الدكتور ابراهيم يزدي يبحث معه حول المحادثات التي تمت بينه وبين بريجينسكي رئيس الامن القومي في الجزائر عن العلاقات بين امريكا وايران ، وعندما وصل الخبر إلى وزير الخارجية باستيلاء الطلبة على السفارة الامريكية طلب من القائم بالاعمال ان لايخرج من السفارة ريثما تنجلى الغبرة ، وبقي بروس لينغن في الجناح الخاص بالضيوف وفي ضيافة الحكومة الايرانية سنة واربعة شهور لم يغادر غرفته الا بعد ان حلت ازمة الرهائن ، وترك ايران مع اعضاء سفارته . وبعد استيلاء الطلبة على السفارة الامريكية بايام معدودة بارك الخميني رسميا عمل الطلبة ، ونعت اعضاء السفارة بانهم جواسيس وينتمون إلى الشيطان الاكبر ، وكانت مباركة الخميني تعني ان الدولة هي التي انضمت إلى الطلبة وهي التي تشترك في عملية اخذ الرهائن ، وتجلي امام العالم واقع النظام الارهابي الايراني ، والعقلية الارهابية الحاكمة في رأس مرشد الثورة . واستقال بازركان رئيس الوزراء من منصبه لانه لم يحتمل شيئا كهذا واعتبره اهانة لدولته ولسمعته في العالم ، وتولى زمام السلطة مجلس قيادة الثورة واكثرهم من زمرة الخميني المعممين ، ولم يعين المجلس رئيسا للوزراء بل طلب من الوزراء الاستمرار بالعمل ومراجعة المجلس في اعمالهم ، وهكذا زاد الطين بلة وارتبكت امور الدولة لعدم وجود رئيس مسؤول يحكم الوزارات ، وظهرت قوة جديدة هي قوة الطلبة المحتلين للسفارة الامريكية والذين لقبوا انفسهم ( التابعون للامام ) ، وشهدت ايران حالة جديدة من الفوضى اثرت تأثيرا مباشرا على الحياة الاجتماعية السياسة ، وكان من اهم تلك الاحوال الشاذة هي الاسرار والوثائق التي كان الطلبة يذيعونها على الناس زاعمين انهم استولوا عليها في السفارة الامريكية ، وبما ان السفارة كانت تحت سلطة الطلبة الذين استولوا على اوراق السفارة والاختام الموجودة فيها فلم يكن من السهل كشف الواقع والفرق بين الغث والسمين من الوثائق التي كانوا يذيعونها على الشعب ، وهذه الوثائق كانت تحتوي على علاقة بعض الساسة الحاكمين آنذاك مع السفارة الامريكية او المخابرات المركزية الامريكية واغرب ما في الامر ان الطلبة عندما كانوا يكشفون اسماء الشخصيات السياسية الواردة في تلك الوثائق كانوا يعتقلون اولئك الاشخاص ويأخذونهم مخفورين إلى محكمة الثورة ، والمحكمة كانت تأمر باستجوابهم واعتقالهم تمهيدا لمحاكمتهم . ووصل الاستهتار لدى ( الطلبة التابعين للامام ) انهم اذاعوا وثيقة جديدة عثروا عليها في السفارة تقول ان السيد منياجي وزير الارشاد قد التقى بالسفير الامريكي مرتين قبل نجاح الثورة ، وبعد اذاعة البيان داهم الطلبة التابعين دار الوزير في منتصف الليل واخذوه مخفورا إلى محكمة الثورة بتهمة التجسس ، والحاكم الثوري شكر الطلاب على عملهم وامر بسجن ( وزير الارشاد ) في احدى زنزاناتها تمهيدا لمحاكمته ، وفي صباح اليوم التالي وعندما ذكرت الصحف ذلك الخبر هاج الشعب وماج من هذا العبث بالقانون والتلاعب بمقدرات العباد وكرامة الانسان في ظل الجمهورية الاسلامية .وكان الكلام الذي يردده الشعب ( اذا كان الوزير غير مأمون في داره في اناء الليل ويلقى القبض عليه من قبل شرذمة غير مسئولة وباتهامات واهية ، والسلطة القضائية العليا ترحب بذلك ، فماذا يكون مصير الناس الدنيا ؟ واين هي الدولة ؟ واين هو الامان ؟ واين هو الاستقرار ؟ ) . ودخل الميدان الرئيس بني صدر وشد حيازيمه وقواه وارسل حرسه ورهطا من تابعيه إلى محكمة الثورة لانقاذ الوزير المسكين ، وبعد اللتيا والتي ومحادثات استمرت ساعات طوال استطاع بني صدر اطلاق سراح الوزير ، وعاد الوزير إلى داره واعلن في مؤتمر صحفي قائلا ان الطلبة التابعين شرذمة من الاوباش وما تضمنته الوثائق حول اتصال ومحاثاته مع السفير الامريكي كان بعلم رئيسه وامره وتوجيهاته . وظهر بازركان امام الصحفيين ليعلن لهم صدق قول الوزير ، واضاف انه بدوره تلقى التوجيهات من الامام الخميني وان الامام هو الذي امره وآخرين من اعضاء مجلس قيادة الثورة مثل البهشتي والرفسنجاني باجراء المحادثات مع الامريكان والبقاء معهم على اتصال ، وظهر البهشتي امين عام المجلس الثوري والذي والذي كان يدير دفة الحكم بعد استقالة بازركان امام الصحافة ليؤيد ما اعلنه بازركان ، وظل الناس في حيص وبيص من هذه التصريحات التي كانت تفضح الخميني والخمينيين القابضين على زمام السلطة باسم الثورة والاسلام . وشغل فكر الشعب الايراني وجهده ووقته مهزلة الرهائن لمدة سنة واربعة اشهر كانت الحصيلة خسارة في اموال الشعب تقدر ببلايين الدولارات وفي سمعة النظام الحاكم لاتقدر بثمن .اما موقف الامريكان امام هذه الازمة فكان : 1. تحرك الاسطول الامريكي إلى المياه القريبة من الساحل الايراني.2. التهديد باحتلال ابار النفط .3. تجميد ارصدة ايران البالغة 9 بلايين دولار في البنوك الامريكية . 4. شن الحملات الاعلامية ضد النظام الحاكم في ايران .5. تقديم الاقتراح إلى السوق الاوربية المشتركة بالمقاطعة الاقتصادية ووقف معاملاتهم التجارية مع ايران ، وقد نفذت بعض الدول هذا الاقتراح واوقفت صادراتها إلى ايران . وانذرت دول اخرى ايران بانها ستقف مع شريكاتها في المقاطعة الاقتصادية اذا ما استمرت في حجزها للرهائن .وعندما كانت الازمة في اوجها غادر الشاه امريكا إلى باناما ، وبعد ان تلقى العلاج في احدى مستشفيات نيويورك ، غير ان الخميني لم يغير شروطه لحل الازمة وكان يطالب بالشاه الذي اصبح خارج السطلة الامريكية .ومع انني شخصيا اشك كل الشك فيما اذاعه بيرسلينجر المعلق السياسي في التلفزيون الامريكي بعد انتهاء مهزلة الرهائن من ان الحكومة البانامية كانت تريد القاء القبض على الشاه وتسليمه إلى ايران وان صادق قطب زاده وزير خارجية ايران لجهله باختلاف الساعة بين البلدين ، واعلانه خبر الاعتقال باثنتي عشر ساعة قبل الموعد المحدد ، مهد الطريق لخروج الشاه إلى مصر المحطة الامنة بالنسبة لاه ولاسرته . فحتى لو صح ما ادعاه سلينجر وكانت الحكومة البانامية مصممة على اعتقال الشاه بعد وصول الوثائق التي تثبت ادانته ، الا انني اشك كل الشك ان كان بوسع الحكومة البانامية تسليم الشاه إلى ايران ، ولكن من المحتمل ان الاعتقال بحد ذاته كان يمهد الطريق لحل الازمة والحفاظ على ماء وجه الخميني امام الشعب الايراني . وفي يوم الرابع من شهر فبراير 1979 فوجىء العالم بالمؤتمر الصحافي الذي عقده جيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الامريكية ليعلن للعالم فشل خطة انقاذ الرهائن بعد ان ارتطمت طائرة ناقلة الجنود في مطار صحراء طبس الايرانية الواقعة في جنوب شرقي البلاد ، بطائرة حربية اخرى وقتل طاقمهما والجنود الموجودين فيهما ، وكانت الطائرتين في ضمن مجموعة اخرى من الطائرات التي ارسلت إلى تلك الناحية البعيدة من طهران لانقاذ الرهائن فيها ، وكلما قيل عن الخطة واحتمال نجاحها وكتبت عنها الصحف في وقتها لم يتعد كونها خطة جنونية وان شئت قل انتحارية مما جعلت كثيرا من الناس يعتقدون ان ما ادعته ايران وامريكا حول سقوط الطائرات ، والتخطيط الفاشل لانقاذ الرهائن ، انما هو لالقاء الستار على المهمة الحقيقة لتلك الطائرات ، وهي ايصال المهمات العسكرية لثوار افغانستان عن طريق نهر هيرمند القريب من ذلك المطار الصحراوي الذي حدثت الفاجعة فيه ، وكانت الاشاعات تقول ان هذه الامدادات كانت تصل إلى الثوار الافغان بعلم من الحكومة الايرانية ، وعندما سقطت الطائرات ولم يكن بالمقدور اخفائها وتغطيتها اعلن النبأ بالصورة التي سمعها العالم ومن الجهتين الايرانية والامريكية بصيغة واحدة ، ان هذه الاشاعة التي كانت تدور رحاها في ايران كانت في الوقت نفسه تعطي ذلك الانطباع الخطير لدى كثير من ابناء الشعب الايراني من ان مهزلة الرهائن انما هي مسرحية اريد منها اضفاء نوع من الواقعية على الثورة التي كان الخميني يدعي ان ثمانين الف شهيد راح ضحيتها والدعم الامريكي للشاه كان احدى اسباب تلك الضحايا ، ومن ثم فان الصداقة التي تربط امريكا بالزمرة الحاكمة والتي يرددها كثير من الناس انما هي اشاعات لتشويه الثورة ورجالها . اننا نسجل هنا صورة من تفكير المجتمع الايراني بكل اجنحته حول مهزلة الرهائن ، اما كشف الواقع فمتروك إلى الوقت الذي يسقط هذا النظام الجبار ويخلفه نظام آخر يكشف سوءة سلفه ، ومهما كان من امر فان حادثة طبس استغلت من قبل الخميني وزمرته ضد الامريكان واجهزة الاعلام الخمينية اظهرت الحادث في مظهر المعاجز والكرامات وبدأت تشبه بين سقوط الطائرات الامريكية اثر العواصف الرملية بسقوط جيش ابرهة من جراء طير الابابيل التي كانت ترميهم بحجارة من سجيل ، كما جاء في القرآن الكريم . وهكذا اخذ السذج الغفل من ابناء الشعب يطبل ويرمز ويتظاهر في الشوارع ابتهاجا بالنصر المبين لمرة اخرى ، وفي الوقت الذي كان كثير من ابناء الشعب يملأون الشوارع عرضا وطولا بالتظاهرات الصاخبة وبحماس منقطع النظير لتأييد امامهم الذي انتقم من الامريكان . كان صادق الطباطبائي رسول الخميني وصهره يقيم في المانيا الغربية وعلى اتصال مستمر بالحكومة الامريكية لحل مشكلة الرهائن ، والشيء الوحيد الذي كان يطلبه الخميني هو ان تحفظ امريكا ماء وجهه امام شعب ايران ، وتبقى التنازلات التي يقدمها لحل المشكلة سرية او في تعابير غير مفهومة للشعب الايراني ، اما حجم التنازلات وثمنها الباهظ فلم يكن موضوع المحادثات التي استمرت ثلاثة شهور بين الطباطبائي واعضاء من وزارة الخارجية الامريكية ، لان الخميني وزمرته كانوا يريدون الحل بأي ثمن ، وقبل ان يعتلي ريغان سدة الحكم ، وبشرط واحد فقط هو اظهار الخميني بمظهر المنتصر في هزيمته النكراء ، واخيرا انتهت الصفقة بين الخميني وكارتر اما قصة تلك الصفقة فهي كالآتي : لقد خسر كارتر والحزب الديموقراطي معركة الرئاسة امام رونالد ريغان والحزب الجمهوري فالجمهوريون استعملوا في حملاتهم الانتخابية ازمة الرهائن واستغلها الرئيس المرشح رونالد ريغان في خطبه ولم يستطع كارتر ان يدافع عن موقعه الضعيف لحل مشكلة الرهائن جيدا وخسر المعركة ، وفاز رقيبه باكثرية ساحقة ، الامر الذي اعتبره نصرا مبينا للحزب الجمهوري ورئيسه . وكان اول تصريح ادلى به الرئيس المنتخب حول ازمة الرهائن هو " ان النظام الحاكم في ايران يتألف من مجموعة من الوحوش والبرابرة وليس لديه تعليق اكثر من هذا " . وكان الخميني والخمينيون يعلمون جيدا ان المشكلة التي خلقوها لانفسهم لم تجن لهم ثمارا غير الشوك ولابد ان ينهوها بشكل او بآخر ، وكانوا على علم ان ريغان اذا استلم السلطة الفعلية بعد ان تنتهي مدة رئاسة كارتر سيواجهون شخصا عنيدا لا يلين ، وقد تكون ايران اول محطة من محطات العنف على يد الرئيس الجديد الذي وصل إلى الحكم بالتهديد والوعيد ، وحل مشكلة الرهائن بأي ثمن ، كما انهم كانوا بحاجة إلى ارصدتهم المحجوزة في بنوك امريكا للاستعانة بها في شراء الاسلحة للحرب مع العراق ، وشراء المواد الاستهلاكية ، وكان القحط يهدد البلاد بكارثة ، وكان الخميني وزمرته يعلمون جيدا ان مشكلة الرهائن اذا لم تحل على يد الرئيس القديم جيمي كارتر فان حلها على يد ريغان سيكون اصعب بكثير من سلفه مع الاخطار المحتملة اذا تأخر الحل إلى موعد استلام الرئيس الجديد للسلطة ، وكان الامريكيون يعلمون ايضا ان الخميني وزمرته يريدون الحل العاجل للاسباب التي مر ذكرها . الا ان النقطة الوحيدة التي كانت تهم كارتر وادارته هي حل الازمة قبل ان يترك البيت الابيض وبذلك يكون حل الازمة التي بدأت في عهد رئاسته على يده ايضا ، والنقطة التي كانت تهم ريغان هو ان يقارن وصوله إلى البيت الابيض حل ازمة الرهائن حتى لا يواجه مشكلة يضطر لحلها باتخاذ الاجراءات العنيفة التي المح بها مما كانت تنطوي على اخطار عظيمة محتملة . وعلى اساس هذه المعادلات السياسية كان كلا من النظامين الحاكمين في ايران وامريكا تواقا لحل مشكلة الرهائن قبل ان يستلم السلطة الرئيس الجديد ، ولكن رغبة الخميني كانت اشد واقوى ، وكان يريد حلها بالسرعة القصوى وبأي ثمن ، ولذلك ارسل الخميني الطباطبائي صهره وقريبه إلى المانيا ليجري الاتصالات المكثفة مع الامريكان ، واخذت الحكومية الجزائرية على عاتقها في ظاهر الامر القيام بدور الوسيط بين ايران وامريكا ، الا ان المحادثات الاساسية كانت تجري في المانيا وكانت نتائجها تصل إلى الخميني عن طريق احمد ابن الخميني وزوج شقيقة الطباطبائي ، واخيرا وقبل ان يترك الرئيس كارتر البيت الابيض وقع البلدان اتفاقية اطلاق سراح الرهائن واطلاق سراح الاموال الايرانية من البنوك الامريكية معا ، ولكن بهذا الفارق هو ان الخميني اطلق سراح كل الرهائن الموجودين في حوزته ، اما الامريكان فاطلقوا بعض الاموال الموجودة في حوزتهم ولم يطلقوا من مجموع 9بلايين دولار الا 6 بلايين فقط وبقيت البلايين الاخرى قيد الدرس وشروط اضافية جديدة حتى يبت فيها فيما بعد . واخيرا اطلق سراح الرهائن الامريكان من طهران بعد ان تعرضوا لاهانات غير انسانية من قبل حرس الثورة قبل مغادرتهم مطار مهر اباد ، ولكن عوضا عن ذلك كارتر إلى المانيا الاتحادية ممثلا عن الرئيس الجديد الذي شغل منصبه في نفس اللحظة التي اطلق فيها سراح الرهائن ليكون في استقبال الركب الحزين .وبعد وصول الرهائن إلى واشنطن وحضور الحفل الكبير الذي اقامه رئيس الولايات المتحدة الامريكية على شرفهم وسلامة وصولهم ، ذهب كل رهينة إلى بلدته ليستقبل فيها استقبال الفاتحين ويلقي محاضرة على المتجمهرين عن التوحش والبربرية ونقض العهد والمواثيق التي شهدوها في الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي ظل نظام يحكمه الكهنوت الاسلامي واستمع الشعب الامريكي بكامله عن طريق قنوات التلفزة والاذاعة إلى احاديث الرهائن ، واتخذوا اعداء الاسلام تلك المحنة ذريعة للنيل من الاسلام بالتهكم الجارح والنقد اللاذع والصقت بالشريعة المحمدية السمحاء من التهم الكاذبة الكثيرة وشنعت عليها ما استطاعت إلى التشنيع سبيلا . وهنا اختم هذا الفصل باعطاء تقييم عن مهزلة الرهائن من الناحيتين الاخلاقية الاسلامية والسياسية لتعرف الاجيال القادمة والحاضرة مدى الخسارة العظيمة التي الحقها الخميني بايران وسار الخمينيون على نهجه . لاشك ان الاسلام يامر باحترام المواثيق والعهود ، وهناك عهد واتفاقية وموثق بين ايران والدول الاخرى ينص على احترام الموفدين العاملين في سفاراتهم وحفظ جاليتهم ودفع الاذى عنهم ، وقد نصت هذه الاتفاقية على حصانتهم حتى اذا ارتكبوا خطأ يتغاير مع قوانين البلاد ولم يكن من اللائق على دولة تحترم نفسها ومواثيقها وعهودها ان تضرب صفح الحائط العهود والمواثيق المبرمة مع الآخرين ، ولكي اقيم برهانا واضحا على رأي الاسلام الصريح في احترام العهود والمواثيق ، استشهد بآيات من القرآن الكريم لكي تكون شاهدا وبرهانا واضحا على نظرة الاسلام في هذا المضمار :تقول الآية الكريمة من سورة المائدة :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ "" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)… وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) "ونرى بوضوح كيف ان في الآية الاولى يأمر سبحانه وتعالى الوفاء بالعقود المبرمة بين المتعاقدين وفي سورة المؤمنون يجعل من شروط الايمان الرعاية للعهد .واما الاخلاق الفاضلة فقد تفرض على الدولة حماية الذين يعيشون في كنفها وان لاتكون كما يقول المثل حاميها حراميها ، فليس من الاخلاق بشيء ان تقوم الدولة باقتحام الدار على جماعة عزل من السلاح وفيهم النساء والاطفال لايستطيعون الدفاع عن انفسهم ، وتهددهم بالقتل وتذلهم وتعذبهم بابشع انواع التعذيب بحجة ان حكومة هؤلاء اقترفت السيئات بالنسبة لبلادها ، والآية الكريمة تقول : " وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " ولذلك عندما كان الخميني يتبجح بمحاكمة بعض الرهائن بتهمة التجسس وكان يلمح باعدام بعضهم اذا لم يعاد الشاه وامواله إلى ايران ، كان السؤال الذي يطرح عليه دائما ولم يجب عليه ابدا لماذا لم يطلق سراح غير الجواسيس ؟ ولماذا لايحاكم الجواسيس اذا كانوا جواسيسا حقا ؟ وكيف يتهم بالتجسس من لم تثبت ادانته ؟ وكيف يهدد بالاعدام من لم يقدم للمحاكمة حتى الآن ؟ ثم ما هذه المقايضة بين متهم بالتجسس لم تثبت ادانته والشاه الذي ثبت عليه الاف التهم ؟ ثم ما هي البطولة من مداهمة من لاحول له ولاقوة واعتبار هذا العمل المشين والمهين للانسانية عملا بطوليا واعتباره اهم من الثورة الاولى ، ان هذا الانحطاط في درك المقاييس الاخلاقية كان السبب في الدرك الاسفل التي وصلت اليه اخلاق مجموعة من ابناء الشعب الايراني سموا انفسهم بتابعي الامام وذلك في دركها المعاكس لاخطر واهم الاسس الثابتة للاخلاق بحيث اصبح كثير منهم ينظرون إلى تلك الهمجية البربرية التي شاركوا فيها بنظرة بطولية كبرى ، وكانوا يصفقون تصفيقا حارا لكل ما جرى من ظلم وتعسف على اناس لم يستطيعوا الدفاع عن انفسهم حتى بكلمة تخرج من افواههم . وكم يكون الفرق كبيرا بين دستور الاسلام الحقيقي الذي نص عليه القرآن الكريم مخاطبا الرسول العظيم : " وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ "حيث امر الله تعالى رسوله باعطاء الامان للمشرك الذي يكون في حمايته وكنفه ويأمره بأن يبلغه إلى بيته ومأمنه سالما بدون ان يلاقي اذى واضطهادا ، من أي احد ، وبين ما ارتكبته الزمرة الخمينية باسم الدين . صحيح ان السياسة الامريكية في ايران طيلة 25عاما ، أي منذ سقوط مصدق حتى سقوط الشاه كانت اذلال الشعب الايراني وتأييد الشاه ، والتدخل في شئون ايران الكبيرة والصغيرة ، ثم استغلال ايران سياسيا واقتصاديا بحيث جعل من ايران مستعمرة يفعل الامريكان فيها ما يشاؤون ويحكمون ما يريدون ، لذلك فان اهم الاسباب الرئيسية التي اطاحت بالشاه هي الاستياء العام الذي حصل لدى الشعب من تدخل الامريكان في شئون بلادهم ، والذي كان اوضح معالمها قانون الحصانة الامريكية الذي سنه المجلس النيابي الايراني والذي كان في واقعه اهدارا لكرامة الامة الايرانية ، ثم تأييد الامريكان للشاه طيلة حكمه الذي دام خمسة وعشرين عاما ، كما ان القمع الدموي الذي كان يتعرض له الشعب على يد هذا الاخير قد سجل في سجل التدخل الامريكي في شؤون ايران الداخلية وارغام الشعب على قبول نظام موال لامريكا . ان تأييد الحكومات الامريكية المتعاقبة للشاه وما صدر من هذا الاخير تجاه وطنه وشعبه بمساعدة ومباركة الامريكان لايبرر ابدا الاستيلاء على السفارة وحجز موظفيها سواء للانتقام من السياسة التي اتبعتها امريكا في ايران او لتسليم الشاه اليها ، بل كان عملا طائشا ينمو من اللا مسئولية والحقد والغباء والجهل ، ولا سيما وان هذا العمل كان يهدد الدبلوماسيين الايرانيين الموجودين في امريكا بنفس المصير ، فلو كانت الحكومة الامريكية تريد ان تقوم بالمعاملة بالمثل وتحجز 200 دبلوماسي ايراني كانوا آنذاك في امريكا أي اربعة اضعاف الدبلوماسيين الامريكان المحجوزين في طهران لكانت مشكلة الرهائن تنتهي بين عشية وضحاها ، كما انتهت بأقل من ذلك عندما اراد الخميني ان يرتكب نفس الجريمة مع الدبلوماسيين العراقيين في الاهواز وخرمشهر فلم تمض 24ساعة على احتجازهم حتى وصل إلى علم الخميني بصورة مؤكدة انه اذا لم يطلق سراحهم في خلال 24 ساعة فقط فان الدبلوماسيين الايرانيين في العراق سيلاقون نفس المصير ، فارغم على اخلاء سبيلهم وترحيلهم بطائرة خاصة إلى بغداد ، ولكن الامريكان لم يعملوا بالمثل الامر الذي فسر بعدم الاهتمام الحقيقي لقضية الرهائن او لان ادامة المهزلة تضمن مصالحهم اكثر من حلها بسياسة العمل بالمثل فلم يكن باستطاعة الحكومة الامريكية تجميد 9 بلايين دولار لمدة سنة ونصف بدون ان يدفع على مثل هذا المبلغ الكبير ارباحا تصل إلى الفين مليون دولار اذا حلت مشكلة الرهائن بين عشية وضحاها ، ثم لم يكن بمقدورها ايضا ان تؤدب نظام الخميني وتجعل منه العبرة وترغمه على الخضوع والخشوع امام ( الشيطان الاكبر ) على حد تعبيره حتى يخرج من المأزق الذي صنعته يداه ، ولعل الخميني وزمرته لم يدركوا حتى الآن ان ترك الدبلوماسيين الايرانيين احرارا في امريكا يسرحون ويمرحون في القارة الامريكية بطولها وعرضها في المدة نفسها التي كان الدبلوماسيين الامريكيين محجوزين في سفارتهم بطهران كان جزء من الخطة التي لم يكتشف حتى الآن كل ابعادها . ولذلك استمر الدبلوماسيون الايرانيون في اعمالهم حتى ان قطع كارتر العلاقة الدبلوماسية مع ايران وذلك اثر فشل خطة تهريب الرهائن بسقوط الطائرات الامريكية في طبس فحملوا على مغادرة امريكا . وقبل ان اختم هذا الفصل لابد من الاشارة إلى عدة حقائق اخرى .اولا : خسرت ايران من مهزلة الرهائن التي عرفها مرشد الثورة بانها ثورة في ثورة ما يقارب من الفين مليون دولار وهي الارباح المتعلقة بـ9بلايين دولار التي جمدت في جست منهاتن بنك وبنوك امريكية اخرى لمدة 444يوما وهي الايام التي كان اعضاء السفارة الامريكية في رهينة الخميني .ثانيا : خسرت ايران ملايين الدولارات بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضته عليها الدول الاوربية بضغط من الحكومة الامريكية . ثالثا : خسرت ايران بلايين الدولارات بسبب الازمة الاقتصادية الداخلية والناجمة عن الحصار الاقتصادي وتضيع الوقت والجهد الذي صرف في التظاهرات اليومية التي ادت الى تعطيل مئات المعامل والمؤسسات المالية . رابعا : خسرت ايران كرامتها الدولية امام العالم وعرفت نفسها بانها لاتحترم مواثيقها وعهودها الدولية . نترك ايران وخسارتها جانبا لنسأل عن الخسائر التي الحقت بامريكا بسبب ما حدث لموظفي سفارتها في طهران ، يكون الجواب على النحو التالي : امريكا لم تخسر شيئا على الاطلاق ، وهنا لابد من طرح سؤال آخر ، اذا كانت ايران خسرت كل شيء وامريكا لم تخسر اي شيء ، وهذا يعني ان المستفيد من العملية هم الامريكان والخاسرون هم الايرانيون ، فمن الذي وضع هذه الخطة ؟ وهل كانت نتيجة لجهل الخميني وزمرته ؟ ام لخيانة ارتكبوها ؟ ام ان العملية كانت من صنع المتحكمين