العدمية على الطريقة الاسلامية
خاص ألف
2013-08-04
متابع التاريخ السياسي العالمي في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين, ومحاول قراءته عربيا , أي تجلياته العربية, سيصاب بالدهشة, أولأ لتأخر العرب في تحركاتهم ووعيهم السياسي, و....وصول المذاهب والتحركات السياسية إليهم محورة حسب أذواقهم وتاريخهم وقراءاتهم للعالم.,و...حسب موهبة المترجم اللغوية وقدرته على فهم خطورة ما جرى في العالم.
كان بدء الاحتكاك السياسي العربي, أو فلنقل الإسلامي مع البراكين السياسية التي كانت ترجف العالم وتجعل قادته يستنفرون قواهم الديبلوماسية, وتجعل مفكريهم الذين لم ينحازوا للحراك العالمي يحاولون قراءة ما جرى, وما يجري, وما يمكن أن يجري ومحاولة البحث عن علاج له, فلا يصل الحريق إلى غرفة نومهم, وكان بدء الصدام ــ الاحتكاك في العام"798 1"في المغامرة البونابرتية في مصر ونقله لبذور الثورة البورجوازية الفرنسية على غير إرادة منه"كان دوره مشابها تماما لدور الفراشة في نقل غبار الطلع إلى النبات الأنثى المنتظر" والسؤال:هل كانت الفراشة أو النحلة تعرف بعظمة دورها في استكمال دورة الطبيعة, أم أنها كانت تبحث عن متعتها وفائدتها الشخصية في الحصول على السكريات من الرحيق النباتي فقط, وما حصولها على الرحيق إلا استكمال لدورة الطبيعة .
لم يكن بونابرت مبشرا, ولا نبيا يهمه خير العالم, ولو قرأنا حياته كضابط من أسرة أرستقراطية ريفية من كورسيكا التي تبعد بضع مئات من الكيلو مترات عن مقدونيا حيث ولد الاسكندر الكبير, وعرفنا قراءاته عن أبطال العالم العسكريين, وعلى رأسهم بالطبع الاسكندرلاستطعنا فهم حلمه في أن يكون جنرال العالم والمنتصر الأول فيه, ولاشك أن الاسكندر كان تحديا لكل القادة العسكريين عبرالعالم, وعبر التاريخ, فهو أول من اعترف له العالم بإنجازاته العسكرية التي وصلت به إلى الهند وأفغانستان, ترى متى بدأ ذلك الضابط الريفي, من كورسيكا, الحلم في أن يصبح اسكندر العصر؟ منذ طفولته؟ أم منذ تخرجه من ا لكلية العسكرية؟ أم منذ رؤيته الملكية التاريخية تسقط؟ أم منذ رؤيته رأس الملك لويس السادس عشر تحت فأس الغيلوتين؟
نقلت الفراشة بونابرت الثورة البورجوازية مع العلماء الفرنسيين الذين سيضعون كتابا هوالأهم حتى ذلك الحين عن مصر" وصف مصر" واستعرضت البعثة العلمية علمها الحديث أمام علماء الأزهر, وقد نجحت هذه الاستعراضات في هزّ المسلّمات الاسلامية للمرة الأولى عن تفوق المسلمين, وعن مشروعيتهم في تسيد التاريخ, الأمر الذي سنقرأ صداه في كتابات الجبرتي فيما بعد, وكان لتأثير هذه الثورة التي قلبت المفاهيم في أوربة كلها بالرغم من محاولات مترنيخ, الشديد المحافظة, الإعاقة الطويلة لحركة التاريخ بعد إسقاط نابوليون, وقد تركت هذه الثورة في مصر التأثير نفسه وإن تأخر قليلا, مع ذلك فقد أخفق نابوليون في مغامرته المصرية, ورجع إلى فرنسة.
في الوقت الذي كان نابوليون يودع مصرمن سطح البارجة البريطانية التي ستعيده إلى فرنسة كان هناك بين المراقبين لجلال اللحظة ضابط ألباني هو محمد علي, والذي يقال إنه تبادل مع نابوليون التلويح, هل كان التلويح الوداع؟ أم تلويح تسلم المهمة؟ ولكن ما حصل فعلا, وهي واحدة من ألاعيب التاريخ, أن الألباني المولود في قولة المهتم برؤية الفرنسي الشهير مغادرا لم يكن يعرف أن بلدته قولة لم تكن تبعد إلا عشرات الكيلو مترات عن البلدة التي ولد فيها الاسكندر, أو بضع مئات من الكيلو مترات عن أجاكسيو التي ولد فيها بونابرت, والمدهش أن الرجلين ولدا في العام نفسه "1769"م.
العبقري الأمي محمد علي لم يكن يدرك أنه الفراشة التي اختارها التاريخ لتعبيد الطريق لتقدم الشرق وتمثله لمنجزات البورجوازية التي غيرت مسيرة التاريخ, وهكذا أعاد محمد علي بناء مصر بعد إخراجها من المجمّدة المملوكية والقرافة العثمانية, فكان أول ما فعل هو التخلص من "العقبة "أمام التاريخ "المماليك"الذين خرجوا من ساحة الفعل التاريخي, ثم التخلص من النير العثماني المباشر, ثم إنشاء المنهج التعليمي الأرقى في العالم, والذي سماه "المهندس خانه", ثم إنشاء الجيش المصري المكون للمرة الأولى من الفلاحين المصريين, الأمر الذي لم يحدث منذ سقوط مصر الفرعونية تحت بساطير الفاتحين, هذا الجيش الذي سيستكشف أفريقية العميقة والتي لم يجرؤ أبيض على اختراقها حتى ذلك الحين, وهو الجيش الذي سيفتح الشام وجنوب الأناضول, والذي سيهدد بقاء الدولة العثمانية نفسها.
المدهش أن "فراشة التاريخ" لم يكن مقدرا له تثوير مصر ونقلها إلى البورجوازية فقط, بل كان مقدرا له القفز ببلاد الشام من حفرة الجمّادة التاريخية إلى الدخول في العصر.
مات ابراهيم باشا في حياة أبيه الذي لحق به بعد بضعة أشهر, وكان هذا لسوء حظ المصريين والعرب إذ توقفت حركة التقدم الذي حمله الفراشتان محمد علي وابنه ابراهيم بمجيء البخيل الرجعي الابن عباس, وأخذت البورجوازية الثورية تتعثر في العالم كله, فمن الجهة الأوربية تصدر المشهد السياسي النمسوي" مترنيخ "الذي استطاع لأكثر من ربع قرن احتواء آثار الثورة الفرنسية وتجميدها, وأحيانا نكوصها حتى قامت الثورة الثانية سنة 1848التي كتب عنها فيكتور هيغو رائعته" البؤساء" ثم تسلل إلى المشهد ابن أخي بونابرت الذي سيصبح الامبراطور نابوليون الثالث, ورجع فساد الاسترخاء إلى فرنسة وغرب أوربة, خاصة بعد أن خدع الملك فيتوريو ايمانيويل الفحامين من الثوار الإيطاليين الراغبين في توحيد ايطاليا, وكان على رأسهم السياسي الثوري ماتزيني, والثائر المغامر غاريبالدي, وما إن نجحت الثورة في القضاء على الإمارات والدوقيات وجمعها جميعا في المملكة الإيطالية تحت راية فيتوريوحتى قلب الملك لهم ظهر المجن, وأخذ في مطاردتهم, ففروا يتخفون بين أميريكا ومصر, وسوريا ...حلب .. تحديدا حيث كانت لهم الخانات التجارية والعلاقات التاريخية.
في تلك الأيام التي تشبه عصرنا, اي أيام الجفاف حيث لاحلم, ولاثورة, ولا إيمان بأن الكابوس الإنساني قد آذن بالانقضاء, وأن أيام الفرح الإنساني قد حانت, ويتنهدأحفاد الثوار, كانواما يزالون يذكرون أيام الجنون الفرنسي حيث لاملكية, ولا نبلاء, ولا كنيسة متسلطة على أعناق الناس, أيام الثورة, ويتنهدون, فلقد أسقطت الثورة الزواج في الكنائس, وأطلقت الحب, وأسقطت الثورة الثروة, فصار خبزي خبزك, وبيتي بيتك, ويتنهدون: لاكهذه الأيام حبث الشرطة تلاحقك وراء كل غمزة لامرأة, ووزارة المالية تطاردك وراء كل قرش كسبته.
في تلك الأيام التي كتب فيها اميل زولا رواياته عن الفساد الذي استشرى مع بلاط الزوجين نابوليون الثالث وامبراطورته الفاتنة اوجيني وزمنهما العقاري, في تلك الأيام التي انسدت فيها الآفاق أمام الفقراء والعمال, فليس من وعد بفرح أو بتغيير, وليس من مفكر يقرأ ماحوله قراءة علمية ليدل الناس على طريق للخلاص, في تلك الأيام ظهر باكونين وأطلق متفجرته المزلزلة: هذا العالم قد غرق بالفساد والانحطاط, ولاأمل إلا بتدميره لبناء عالم جديد أبيض لم يلوثه الفساد والرشوة وبيع أجساد النساء, وأطلق كتاباته الداعية إلى الفوضوية .
فلاسفة الربع الأخير من القرن التاسع عشرهايدغر ونيتشه وشوبنهاور الذين حل عليهم التشاؤم الأسود وبدأوا في التنظير المعمق للعدمية...لافائدة...الإنسان فاسد بالطبع, وأهريمان رب الشر الزرادشتي كان سيد العالم ولايزال, وخير ما يفعل الإنسان العاقل هو المساعدة في تدمير العالم" الفاسد" لعل التدمير يعطي الفرصة لبناء عالم أكثرإنسانية, وأكثر سعادة, وعادوا إلى التنظير لثنائية قدر العالم "أهورا مزدا وأهريمان "" الرحمن والشيطان"في الديانات الابراهيمية"الثنائية الصينية" إلخ.
ازداد التصنيع في العالم الغربي, وازدادت هجرة الفلاحين من الريف للانضمام إلى ملايين العمال " البروليتاريا", وأخذت مشاكل جديدة للمرة الأولى في التاريخ في البروزأمام البشر, وهبّ المنظرون والمفكرون يبحثون عن الحلول لمأزق بني البشر" ماركس, وانغلز,وبليخانوف", وبدأوا في وضع الرؤى والحلول لمشاكل الطبقة التي برزت للوجود بعد التصنيع الكثيف, وازداد التشاؤم من الماضي والحلم بالعالم الجديد, عالم ما بعد ظلم التصنيع, وهنا وجدت العدمية اليائسة من إصلاح العالم الميدان الذي تبحث عنه: دمرو هذا العالم الذي ليس لنا, إنه عالم الطغاة والمتجبرين الجدد, وكانت ذروة هذه الصرخة العميقة والأصيلة في الفكر والفعل الإنساني "مقتلة ساراييفو"والتي اغتيل فيها, الارشيدوق النمساوي فرانسوا جوزيف ولي عهد الامبراطورية النمسوية الهنغارية, هذا الاغتيال الذي سيكون شرارة الانطلاق للحرب العالمية الأولى.
كان أهم ما انتهت إليه الحرب الأولى هو قيام ثورة اوكتوبر في روسيا, تلك الثورة التي قدمت الأمل بغدأفضل لبني الإنسان, وأن زمن التفاوت الاقتصادي والحياتي بين بني البشر إلى زوال, وما إن وصلت أخباروصول الفقراء إلى السلطة وانتصارهم على قوى الظلم إلى سكان الكو كب حتى انحاز الحالمون في الكوكب إلى الحلم,و...خفت صوت الثائرين على سواد العالم, فالجنة خلف الباب, ولكن أهريمان لايموت, وهاهو يتسلل حتى إلى جنة الفقراء الذين رضوا بجنة الوفرة وإن حرموا من جنة الحرية ليقوم سيد الوفرة بجريمة الهجوم على بلد لايمكن احتلاله, ولايمكن هزيمته هو أفغاننستان التي لم تستطع بريطانيا ولا روسيا القيصرية احتلالها أو استعمارها, ولم يكن حظ الاتحاد السوفييتي بأفضل من حظ بريطانيا أو فارس.
بعد احتلال الجيش البريجينيفي لأفغانستان وجدت اميريكا أنها الفرصة الذهبية تتاح لها لجعل الاتحاد السوفييتي يغرق غرقها فيما مضى في فييتنام, ولكنها لم تخطئ فتتورط كالسوفييت في المستنقع الأفغاني, بل هيّجت المتحمسين المسلمبن لإنقاذالشقيقة الأسيرة من يدي الدب الروسي صاحب التاريخ الأسود في اعتدائه على الجيران المسلمين وتشريدهم في الآفاق, ونهب أراضيهم وسبي نسائهم,و...هبّ الحالمون الذين خيّبت خيانة الدب الروسي آباءهم في حلم بني اليشر في الخبز والحرية والعدالة, وتحول دولة الخبز والحرية إلى دولة الظلم والدكتاتورية, وتميز الحزبيين حتى التأله عن باقي البشر ,
ما بين مدبولي المعلم الابتدائي المغلق الأفق, فحياته معروفة البداية والنهاية, وبين لخضر الجزائري الميكانيكي الذي لم يستطع أبدا أن يملك ورشته الخاصة, وسي حسين التونسي البقال المتدين, ومزيد السعودي العاطل عن العمل, فالعمل الذي يطمح إليه أكبر من هذا الزمان الذي لا يحب الجهاد لإعلاء كلمة الله, و بين هؤلاء الذين هجرهم المجتمع لفقرهم وعدم قدرتهم على الانزلاق بين الطبقات, والحصول على "هبشتهم"من ثروات الوطن, ومن بين كل هؤلاء الذين ازدراهم المجتمع خرج فجأة المجاهدون الذين سيعيدون العدل إلى مجراه, والذين سيهزمون الدولة الأكثرعتوا في العالم مفاجئين العالمين الشرقي والغربي, وحين سيفاجئهم الاتحاد السوفييتي بتفككه بعد إبعاده عن بطن الفريسة أفغانستان سيحسون أنهم قد هزموا ودمروا دولة الكفر الكبرى.
كانت أميريكا الدولة التي اخترعت علمين لم تعرفهما البشرية من قبل, وهما علما الإدارة والتخطيط, فهي من جعلت من التخطيط وإدارة المشاريع مفتاح كل نجاح في العالم, وهي من جعلت من تجزئة المشروع بحيث لايعرف العاملون ما يعملون, ولا إلى أين سيصل بهم العمل الذي يقومون به, هذا العلم الذي بدأته مع "خط فورد"لصناعة السيارات والذي تقوم فيه كل مجموعة من العاملين بدورها في العمل دون أن تعرف ما تقوم به المجموعة المجاورة, فمجموعة التأكد من صلاحية المحرك لاعلاقة لها بصانعي المحرك, أو بصانعي جسم السيارة إلخ.والذي انتهى إلى تجزئة الخطط العسكرية والمخابراتية بحيث لايعرف "ا" بمايفعل"ب" ولاما العلاقة بين الفعلين.
والسؤال الآن هو: أميريكا التي صنعت علمي الإدارة والتخطيط, ألم تكن تعرف أن الحرب في أفغانستان ستنتهي يوما إما بالنصر أو الهزيمة, ولكنها ستنتهي. حسن, فماذا سيحصل لهؤلاء الناس الذين انتزعوا من جنة الرضا وقبول الواقع الذي يعيشون فيه؟ هل سيرجعون المعلم المغلق المستقبل؟ والميكانيكي الأجير؟ هل سيرجع الأجير من جديد؟أميريكا سيدة علم التخطيط كانت حسب دارسيها تعرف أن الحرب الأفغانية ستنتهي يوما, حسن, وماذاعن أولئك البسطاء الذين نزعوهم من جنة الرضا والقبول بالمقسوم إلى التحول إلى مدمري دولة الكفر والإلحاد, هل سيرجعون المواطنين البسطاء بعد أن تذوقوا متعة الإمساك بقرني ثور التاريخ وتحويله والتحكم به حسب قناعاتهم وإيماناتهم.
فجأة تحول المحررون إلى طرداء, والمجاهدون إلى إرهابيين, ولكنهم رفضوا العودة إلى ماضيهم ما قبل الجهادي مخالفين ما خطط له من دفعهم للخروج من سكونيتهم, فتحولت أميريكا إلى العدو الصليبي الأول, وكانت غزوة برج التجارة العالمي. لماذا؟ لاأحد يعرف, وبدأت المطاردة لأصدقاء الأمس وحلفاء البارحة الذين تعرف المخابرات عدد أنفاسهم, وخاصة بعد أن شيطنوهم, وجعلوا منهم إرهابيين عالميين, أو هذا ما صار الإعلام العالمي الذي استهلكهم يدعوهم.
مئات, أوآلاف من اولئك الذين دمروا حياتهم حين جعلوهم يؤمنون بأن في استطاعتهم الإمساك بقرني ثور التاريخ وإدارته لخدمة قضيتهم التي لاشك في عدالتها, ناسين أن العدالة في عالم فاسد مفسد لاتكفي, وأن أحلاف الأمس قد صاروا الأعداء المطاردين, و....بدأوا في كراهية العالم الفاسد الذي لايصلحه شيء قدر تدميره لبناء عالم جديد نظيف, وأخذت أجهزة المخابرات في بيعهم للعملاء من المخابرات الأخرى واحدا إثر آخرمع الوعد بأن الحلم قد صار قريب المتناول, وتوجيههم عبر عملاء منفصلين عن بعضهم بحيث لايعرف أحدهم الآخر, ولا ما يفعل, فأخذوا في الغرق في مستنقعات يظنونها ما سيحملهم إلى الجنة الموعودة, وازداد الأمر سوءا هزيمة إثر هزيمة, وغرقا في المستنقع إثر غرق, وأخذوا في التحول إلى العدميين يقتلون ويقتلون لايعرفون إلا أن البوصلة قد ضاعت, وأن الأقوياءمن المخابرا ت يتبادلون خدماتهم التي لامكافأة لها إلا الموت....هل عرفوا أنهم قد صاروا ألعوبة في أيدي أجهزة المخابرات وهم يقتلون ويَقتلون على طريق تحقيق دولة الخلافة الحلم؟...إنها العدمية على الطريقة الإسلامية!!
خيري الذهبي
عبد الرحمن الفرا
2013-08-06
سلام كبير للأستاذ خيري الذهبي المفكر السوري الكبيروسؤالي ما تعكس العدمية الإسلامية هل هي الوجودية ، سؤال ضج. فيرأسي بعد هذه المقالة المهمة
08-أيار-2021
06-شباط-2021 | |
28-تشرين الثاني-2020 | |
22-آب-2020 | |
15-آب-2020 | |
09-أيار-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |