كـوبــْرا
خاص ألف
2013-08-13
وتختبئُ هناكْ،
بِغور دغلك السرمدي
تبحث عنها..
في أخبية الأبجدية
تستدرجها إلى مكمنك
تتحسسها.. تلتف وتشمها..
تدغدغ مسامها
وتتسلل زاحفا إلى أعماقها..
تجدل حبل غبطتها،
تراود أفكارها،
وتتقرى هذيان الوقت في زفراتها..
لتعبث بسامق أزهارها
بأقاصي ضفاف التّيه
ومن ألوانك تختم
وتهدي اللقاح المكنون..
وتلف
من غير هوادة
ثعبانَ الكوبرا!
&&&
لفحيحك نفخُ روح ونماء..
صَلبُ جدع تعرّى من وهمه،
وتذرية حطام ارتواء..
وهوى وجدُه يتلوى إغراء وحياء..
يرقصُ
يأخذ.. ويفيء
يدنيها خصبا وارفا..
يبعدها قفرا جائح المعنى..
يحممها من شوائبها العتيقة،
يلبسها بردة الغنج،
لهتكِ سرها..
يزرعها على بعد خطيئة
كأحلام صغيرة
في حقول البيلسان والسوسن والياسمين..
ويسقيها ماء الدهشة الخفيف،
يعللها بسراب الحنين..
فتميس لهفيف جنونك
لصرير الغواية فيك..
لفحيح الرغبات الشاردة..
لهسيس النار في الأحشاء
ولحفيف أجنحة الفراشات الأكثر خفة،
لأطياف المتبقي من أحلامك الطريدة،
وتهرب من سرِّ اليواقيت وبهجة الجلنار إلى يديك
والأمل ينضجها على مهل
على لهب الترقب والبشارة
وتلفُّ
من غير هوادة
ثعبانَ الكوبرا!
&&&
قُل ما أنت؟
أ أنت إله عشق ساخط؟
أ لم تكفِك كلُّ تضرعاتِ صرعاك؟
أَ تروي رحيق فتنة
لترتوي حريق صبابة
وعذابا أزليا..؟
أم إله غواية غاضب
ترضيك رائحة شيِّ القلوب الملتاعة؟
ما أنت؟
كل ما نعرفه،
أن أفكارا ستفقس
ورياحينا ستزهر
وأنت تخاتل وتخادع
وتهادن وتراوغ
وتلف..
تستهويك الأدغال
ترشف نسغ التوق..
وترجّ هدأة عابرة للشوق
يثمر فيك الذهول
جداول خيبات..
تغازل خلاياك المترعة زهوا
تنضر جنان الروح
همس أنفاسٍ وأمنيات
وسحر أغنيات وكمنجات..
وخربشات الأنامل لوحات..
وتصدح كأرغن دوزن أوتاره
لتوقيع الفالس الأخير
من عشقِ الجنون
في عمر قصيدة..
تغزلان من وحيِها جناحين
وعاليا تطيران
على هودج الريح..
ومن كل السماوات،
تقتنصان للموت نغمة
على مقام الفناء
وتلف.. تلف..
من غير هَوادة...
يا ثعبان الكوبرا !
مراكش في:
17/5/2013
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |