على بعد مذبحة من الذاكرة
تلبسين أحزانك بكامل أناقتها
وتأتين مع نهاية المساء.
حضورك على إيقاع النبض
يلتهم ـ مكابرة ـ عزلة المكان
ويشعل في دمي لهيبا من الأنغام
لتمتد في اللحظة
. . المواتية
. . . يدٌ
تغرس في بؤبؤ العين. . دمعة
تطبع فوق الجبين. . وردة
وتحضن يداً من نحاس
مهلاً. .
يا عاشقة القلب الحافي
هل يجدي الرقص بين المنافي
على أرض لا تحتفي باختلاج الخطى
أو سماء ننتشي في مداها
. . . . بالخمرة الصاحية. . !
***
في المسافة الفاصلة
أستعين بكامل صبري ومقدرتي
على ارتكاب الحماقات
وأنتظرك في مرسمي لعدة مساءات
كي أرسم معك لوحتي الأخيرة
و أراقصك ـ مخموراً بالدهشة ـ
حافي القلب والقدمين . . .
متناسياً ما ينهشنا في الصمت
من أمراض . .
من برد
و خوف
و زرقة أصابع
مائلا بأوراق عمري على شفتيك
لتمنحيها لوناً . .
وتأشيرة سفر في حدود المعنى
ـ قريباً جداً ـ من أوطان
تسقط في أعيننا . . .
جدارا
. . . وراء جدار
. . . وراء جدار


( إحالة )

وأما فوق هذا الخراب
فنرقص . .
ونرقص . .
ونرقص . .
حتى تزهر أجسادنا على بياض
وتصير دماؤنا المستباحة . . سنابل !!

تفاصيلُ عراقية

ـ 1 ـ
عطرك نسمة صبح
يفيض بالنور. .
تحملني كقصاصات ورقية
لأنتهي في المدى سرباً من الطيور
وأكتشف أنني أتجاوز معك
حدود أيامي. .
نحو أفق مفتوح،
أو على سطح بحيرة صغيرة
. . . الفرح والحزن فيها متجاوران
ـ 2 ـ
حضنك أرض انتظاري
. . . واحتضاري
عليها زرعتِ في جسدي حروف الدهشة
وأجمل ما يبعث الموت المستفيض
من مواويل . . .
" قوانين حمورابي"
" تقاسيم زرياب"
" قصائد المتنبي"
" أنشودة السياب"
أنفاس امرأةٍ
حكايات قلبٍ
ذكريات حربٍ
كلها،
تنساب كالماء من تصدعات الروح
تعيدني طفلاً بين ضلوع الألم
أو حلماً من لحم ودم
رغم "الإشارات"
التي تزعم أنني لست موجوداً ؟؟
ـ 3 ـ
يداك . .
أسطورتان بابليتان
أتظلل تحت سمائهما
أنتشي بالحكايا والخرافات
. . . والموسيقى . . . والنساء !!
وأعود بزاد من الشبق
ـ 4 ـ
روحك طائر
لا يتسع الكون لخفقة من جناحيه
لحلم واحد . .
من أحلامه الشاسعة كأحلامي بكِ
يعلمني التحليق في حدود المعنى
ويهمس لي :
" إن الحياة أكذوبة
الموت صورتها الأجمل"
......................
كالتي تخطفنا ونحن نلعب
على حبل الأمنيات المستحيلة . .!
ـ 5 ـ
جسدك سنديانة
تقف مبتسمة في وجهي
الذي لا ملامح له . .
هي أعذب ما استطعت ادخاره
في دفتر ذكرياتي القادمة

( إحالة )

اسمك ؟
قنينة خمر من زمن "الرشيد"
أشربها . . .
قطرة
قطرة
إلى يوم القيامة . .!!