الكرسي الوحيد الملقى أمام الباب
خاص ألف
2013-11-18
في ساعة متأخرة من الليل ، تفتح باب غرفتها المطل على كرسي قديم ملقى أمام الباب.
ينهش المطر جسده و كأن القطرات تراه عائقا أمام احتضانها للأرض.
بعد شوق عمر بأكمله تنظر إلى الكرسي تراه رجلا بثلاث عكازات، وبسرعة تغلق الباب هاربة من نظرة الكرسي الوحيد الملقى أمام الباب ..
تعود إلى طاولتها ؛ كتب ودفاتر و أوراق مرتبة بعناية شديدة، لكن ثمة قلق يعتمل داخلها يجعلها تشعر بفوضوية كل شيء حولها . . .
لبرهة تتأفف ثم تحمل روحها الثقيلة لتتجول قليلا في فناء الغرفة المليء بأفكار متضاربة .. يزيد من قساوتها سطوع الضوء المترامي على امتداد الغرفة
.. تطفئ أحد الأنوار علها تلتقط فكرة مشردة بين العتمة والنور، تتجه إلى النافذة، تفتح إحدى درفتيها علها تطرد بعض الأفكار من الغرفة .. تسترق السمع إلى صوت المطر: "إنه لا يتكلم ولكنها الأرض من تعاتب القطرات على الغياب .. " إحدى القطرات تقفز إلى غرفتها لتلمس يديها الناعمتين .. بغضب تنظر إليها معتقدة أنها رسالة من الكرسي الوحيد الملقى أمام الباب، ثم تعود لتجلس على الأريكة المقابلة لباب غرفتها، تشعل نفسا آخرا للنرجيلة لتصنع جدارا من الدخان بينها وبين الباب ..
الدخان المتصاعد يلتف حول الأفكار المتضاربة في فضاء الغرفة ويصنع سحبا من الجمل السوريالية، بلهفة تتجه نحو طاولتها وقد تناهى إلى مسمعها صوت خرج من إحدى الكتب يسألها عن الكرسي الوحيد الملقى أمام الباب، تفتح دفتر مذكراتها، تخط جملة ثم تعود لتمسحها معتقدة أن أحدا ما تسلل إلى مكتبها ودوّن الجملة ثم تذهب إلى فراشها وقد بدا لها أن ليلها ومعه صوت المطر إلى زوال ، تترك نصفها في العتمة ونصفها الآخر في النور .. والديك ينادي الفجر: تستطيع القدوم فقد نامت ..
أما الكرسي، الكرسي الوحيد الملقى أمام البيت، فكان قد خسر عكازا آخر
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |