مختارات من صلاة الوثني لسعدي يوسف3
خاص ألف
2013-12-07
صـــوتُ البحـــرِ
يا صوتَ البحرِ الخافتَ
يا وشوشةً ، وهسيساً ، وحشائشَ فيروزاً
وأغانيَ بَـحّـارٍ أعمى
يا آخرَ آهاتِ الـحُــمّـى
يا بوّابةَ بُـرْدِيٍّ
وحصيراً من سعفٍ ضفرتْـهُ يدا طفلٍ في الليلِ
ويا ريشاً وسلاحفَ
يا مبتدأَ الرِّحلةِ من قرطِ امرأةٍ
يا أرَجاً يلمع ُ في أشجارٍ دائمةِ الخضرةِ ، شـرقيَّ الصين
ويا صوتي المتعَبَ
يا صوتَ البحرِ الخافتَ :
هل أخطأَنا التكوينُ ، لننتظرَ التكوين ؟
...............
...............
...............
يا صوتَ البحرِ الهاديءَ
يا صوتاً أسمعُـهُ يتسللُ من قصب الكوخٍ
سلالاً ملأى بالسمكِ المتواثبِ والأعشابِ ...
وأسمـعُـهُ صلْـداً ، وجهيراً ، كالقيظِ المتدلِّـي من سقفِ الأعنابِ
أقولُ :
لماذا صرتَ المسموعَ ؟
تُرى ، هل ضقتَ بشكلِ القوقعةِ؟
البحرُ محيطٌ ...
لكنّ الصوتَ من القوقعةِ ارتدَّ إلى القوقعةِ !
الآنَ سنبحثُ عن أرضٍ أخرى
عن صوتٍ أعلى
يا صوتَ البحـــرِ الهاديءْ ...
..................
..................
..................
يا صوتَ البحرِ الحاضر
يا صوتَ البحرِ الهادر
يا الـمُـصّـاعِـدَ من وديانِ الأعماقِ
إلى تيجانِ الآفاقِ
ويا صوتَ البحرِ الهادرَ
خَـلِّ القمصانَ تطيرُ مع الريحِ
القبضاتِ المضمومةَ والراياتِ تطيرُ مع الريحِ
وخَـلِّ ضفائرَ مَـن أحببناهنّ ، ومَـنْ أحببنَ ، تطيرُ مع الريحِ
تطيرُ مع الصوتِ الهادرِ
أعلى من هذي الدنيا
أعلى حتى من مَـأتى الرؤيا
يا صوتَ البحرِ الهادر !
لندن 24 / 8 / 2003
منتظراً الزوبعةَ المطرَ
في الأغصان العليا
من اربعِ أشجارٍ أعلى من سقف بنايتنا ( أعني مبنىً كان يقابلني حتى هذي اللحظةِ )
كان الـبُـنِّـيُّ
جوارَ الأخضرِ ...
أحسستُ بأنّ اللونَ الـبُـنِّـيَّ تحرّكَ
أنّ نقيعاً من أزرقَ ، شِـبْهَ رماديٍّ ، يدخلُ في الـبُـنِّـيِّ ،
وأحسستُ بأني سأموتُ ( إذا ما مُـتُّ ) على شاطيء بحرٍ ؛
أحسستُ بأني سأموتُ سعيداً ...
لندن 6/9/2003
قطراتٌ أولى
تلك القطراتُ الأولى تختبيءُ الآنَ
ولكنْ ، أينَ ؟
تُـرى ، أهيَ بذيلِ الغيمةِ؟
أو تحتَ وُريقاتِ البلّــوطِ ؟
وهل ستقولُ : سلاماً ؛ إنْ نزلتْ في عينيَّ مباغِـتةً ؟
أنا في ركن الساحةِ ، منتظِـرٌ …
فلَـئِـنْ جئنَ فأهلاً !
ولَـئِـنْ غِـبْـن فأهلاً !
يكفيني أني في الساحةِ أنتظرُ القطَــرات …
لندن 8/9/2003
الســنجاب
شـرَعَ السنجابُ يـخَـبِّـيءُ تحتَ الأرضِ مؤونـتَـهُ
مقترباً حتى من بابي ؛
ما أجملَ هذي الدنيا قبلَ المطرِ !
السنجابُ يـمُـرُّ على السنجــابِ …
لندن 8/9/2003
مُــفاعَـلَــتُـنْ مفاعلتُــنْ فَـعولُ
لماذا الكستناءُ تظلُّ مثلَ النساءِ الجالساتِ على رصيفٍ ؟
هو العُـمْـرُ
الذي وهَـبَ ارتفاعَ الأغاني ، ثمَّ أوشكَ ...
أيُّ معنىً سأسـألُـهُ ؟
كأنّ يداً تهاوتْ على شفتي
وقالتْ : أيّ معنىً ؟
وفي حانات لندنَ ، كان شخصٌ يتابعُ خطوتي ؛
وأنا بريءٌ :
أقولُ لأيِّــما سببٍ أراهُ وراءَ خُطايَ ؟
لم أعرفْــهُ يوماً
ولم ألْـمَـحهُ في بارٍ قديماً ...
إذاً ، سـأخافُ ؛
إنّ الخوفَ مثل الحياةِ
أردتُ : مثل الموتِ حقٌّ .
وأخرجُ ( من وراء البارِ ) ...
أمضي
لأجلسَ ، دونَ مصطبةٍ ، وأُلْـقي على النهرِ
الذي جمعَ الغروبَ المشعشعَ نظرةً ...
ما كنتُ وحدي
بمرآةِ المياهِ ...
..............
..............
..............
أكنتُ وحدي ؟
لندن 11 / 9 / 2003
إلى شيخ عشائر الـ …
سيكون الأمرُ ـ كما تعرفُ ـ معروفاً
لا ســرّ لديكَ
ولا ســرَّ لديّ
الدنيا ، الآنَ ، غدتْ أضيقَ من جُـحْـرِ الضّبِّ ...
ـ الخيلُ تخِـبُّ بعيداً ـ
والمرأةُ ( أعني آخرَ زوجاتكَ ) تعرف هذا
والمارّةُ
والمرآةُ
وآلافُ الناسِ على شاشات التلفزيون ...
أنا أيضاً أعرفُ هذا
( حتى وأنا في الريفِ بأقصى لندنَ )
أعرفُ أنكَ ملقىً :
وجهُكَ للأرضِ
وجزمةُ جنديٍّ أمريكيٍّ تسحقُ فِـقْـراتِكَ حتى الأرضِ ؛
زمانٌ مختلفٌ ؟
لا بأسَ ...
إذاً ، ألصِـقْ إحدى أذنيكَ بأرضكَ !
ألصِـقْـها كي تسمعَ
ألصِـقْـها كي تسمعَ ، مثلَ الخيلِ ، مُـغارَ الخيلِ
وألصِـقْـها كي تسمعَـني
( أرجوكَ )
أتسمعُـني ؟
لا تحزنْ
إحزَنْ
فالخيلُ ، الآنَ ، تخبُّ بعيداً
وتخبُّ بعيداً
لكنْ أقربَ من نبضكَ ...
لا تحزنْ
إحزَنْ
لا تحزنْ !
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |