جرار الماء طافتْ زهرَ شوكٍ وهي على رؤوس الراعيات

آبار الصحراء والمدن ملئتْ دماً

بحيراتُ الموسيقى تتراقص فيها الجثث

أنهارُ الوقتِ فيضُ عفنٍ وأشلاء مذبوحين وحناجر مقطوعة ورؤوس مجوّفة

عطشان يا صبايا

أحمل على ظهري رمالي وأرحـّل قلبي في الهجير

أجلس مع أشجار الصبارِ فتدمعُ معي ولا تمنحني سوى الصمت

أشربُ ماءً ملوّثاً بالكيمياء وصراخ الحنين

أصلّي للبحرِ صلاة الحاضرِ، يقذفني بأسماكٍ حمراء تنفث من غلاصمها دم الصيادين

عطشان يا صبايا

والسبيلُ دليلٌ إلى المهاوي

لا جبريل يضرب بجناحه أرضاً، ولا إسماعيلُ يرتوي

وأبي حائرٌ بين عمامته البيضاء وجبّته المرشوشة بالدماء

جدّي توقف عن الحفر في الصخر لأن يديهِ قطعتا

جدتي تخبّىء تحت سريرها خوابي الماء فتسرقها شياطينُ الظلام

عطشان يا صبايا

دلّوني على سوريا ....................
**
كل منتصف ليلٍ يسمع حارس المقبرة صوتاً

فلا يعرف هل هو أنينُ مقتولٍ بين قبرين،

أم أنينُ ميتٍ تحتِ شجرة الشوك بلا قبر ؟

كلّ ليلةٍ يذهبُ يتفقّـدُ مملكتَـه،

ويوزّع حصص الأحلام على الأموات.

ثم يرجعُ إلى قبره المتنقّل.

آخر مرة انتبهَ إلى أنّ يداً ممدودةً نحو الشاهدة من داخل القبر،

تمحو اسم الميت... وتكتب: هنا ترقد سوريا.