زهرة سوداء على جمجمة الشاعر
خاص ألف
2013-12-10
إلى صديقي الشهيد الشاعر محمد وليد المصري
صديقي، أخي يا وليد
وما حسنٌ أن تكونَ الشّهيدَ الجديدْ
لماذا وأنتَ بلا أيّ سدّ حواليكَ غير الكلامِ ؟
وقهقهةْ وزنُها ثابتٌ في عروق النّشيدْ ؟
وليد الذي كلما كثرتْ زحمةُ القهر كان يداري شظايا قصيدتهِ بالورودْ
وليد الذي كان يصعد منبر أيامنا العبثيّةِ،
يقرأ موجزَ أحلامه ويعودُ سريعاً بغمزتهِ ،
جالساً في مكانٍ بعيدٍ قريبٍ بعيدْ
وليد ... وما حسنٌ أن أراكَ قتلتَ
أخي يا أخي يا وليدْ
وأرجوك ألاّ تغبْ عن مدينةِ ابن الوليدْ
سنرثي خرائبها كلّنا ، ثم نبدؤها من جديدْ
فمن أين جاءك هذا المزاح الثقيلُ ونمتَ مهشّمةٌ روحكَ الشاعريةُ ؟
من أينَ أمكنكَ الموتُ وهو صديقٌ قديمٌ عنيد ؟
هل انسحبت " شهرزادُ " من السّردِ في ليلكَ العاطفيّ الشّريدْ ؟
وهل وجدتْ مخرجاً للحكايات في أن يموتَ الفتى البلديُّ المضمّحُ بالطّين والفقرِ والأغنياتِ ؟
وهل آن أن يغلق القلبُ فيك " مدى " ؟
وماذا تقول لأولادكَ الموغلين بقهر الرّدى ؟
وكيف نواجههم يا أخي بعد هذا التّآكلِ والانهيارْ ؟
وماذا نقول لهم، عظّم الله أجركمُ في بلادٍ تجرّ الخراب على عاشقيها ؟
تمهّل قليلاً وكن سنداً للغيوم
تمهّل فقدْ ربّما نلتقي في سرير النجوم
تمهّل أخي يا أخي يا وليدْ
وخذ حصة القلب من طعناتِ المنافي
أخي يا فتى النّاي في رمل أحلامه الناشفاتِ
لقد خدعتك الخرافُ وما عادةُ القلب إلاّ الغناء وراء الخرافِ
وماذا أقولُ غداً عدما يرجع المهرجانُ
وفتّشَ عنكَ المساءُ وحرّكت الياسمينةُ أذيالها
وهي ترفض ألا تجيءَ وتلقي عليها رحيق " القُصيرِ "
وسوف يحاصرنا شارباكَ بكمّاشةٍ قاهرةْ
وسوف نقدّم أعذارنا وتوبّخنا الباصرةْ
أخي يا أخي يا وليدْ
رجاءً تمهّل لأرجعَ ، ماعاد قلبيَ يحمل هذا الهروبَ المدوّي لأخوتي الشعراءْ
رجاءً أعدْ هذه الشاهدةْ
فلا أستطيعُ كتابةَ اسمك في فائض الشّهداءْ
أخي يا أخي يا وليدْ
وقل لي هيَ الآن فاتحةٌ للقيامةِ
حين تسافر أسماككَ الأزليّةُ عكسَ الزّمانِ وضدّ المياهْ
وقل لي هي الآن تقتربُ الأرض من عرسها يا علاءْ
وقل لي بلا خجلٍ إننا وحدنا من يشارك حزن الإلهْ
وليد وليد وليدْ
عصيّ على الماء حملُ الجثثْ
عصيّ على الروح قهرُ الرّجالْ
عصيّ على الوطن المتفزّر أن يرحل الشعراء يتامى
وهم من مضوا في بساتينه كالأيائلِ
يلتقطون حبوب المطرْ
لعاشقةٍ أجّلتْ عرسها الدّمويّ ليحضر " لوركا "
ويحضر " ديكُ الضّفافِ " المتيّمْ
وليد وليد... ألا لعنةُ العمر فوق الجميع
ألا لعنةُ القلب شاملةٌ كلّ حيّْ
ألا لعنةُ الشّعر حلّت على كلّ من ساهموا في السقّوطِ
ومن ولغوا في دماء القمرْ
ومن أرجعوا الماءَ خلف العصورِ
ليبقى لنا أن نخطّ مراثينا فوق قبر الحجرْ
وليد وليدْ
لقد أحرقوا دفتر العائلةْ
ولم يبق منكَ سوى جثّةٍ تتفتّحُ في سنبلةْ
· علاء الدين عبد المولى
25 نيسان 2013
شهرزاد: زوجة الشاعر وليد – مدى: بنته وأولى أولاده – القُصير: مدينة الشاعر وليد
08-أيار-2021
26-تشرين الأول-2019 | |
28-أيلول-2019 | |
07-نيسان-2018 | |
30-أيلول-2017 | |
28-كانون الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |