مختارات من شعر نديم محمد
خاص ألف
2014-01-25
من ديواني ( آلام ــ فراشات )
النشيد الأول:
هبّ من وحشة السنين غرامي ..|.. وأفاقت من غفوها آلامي
أي ذئب مَهَمْهِمِ الشِدْق في صدري ..|.. وسهم ممزِّق وضرام
هدرةٌ.. في جراح نفسي..وجوعٌ ..|.. ينهش الحس بالنيوب الدوامي
وتفحّ الأوجاع ملء ضلوعي ..|.. كالثعابين في الرمال الظوامي
أتركوني أطفئ بنيرانها الخضراء ..|.. ناراً مشبوبة في عظامي
أتركوني للّيل.. للخمر.. للدّمع ..|.. لشهق مرّ.. وموت زؤام
أتركوني أطعم شعوري من الحزن ..|.. وحسبي.. فالحزن كل طعامي
أنا طيف الشقاء.. يرجمني الكون ..|.. بلحظ البغضاء.. والانتقام
أنا كالإثم.. يرقصون على لحني ..|.. ويصمون مهجتي.. بالسهام
أنا كالذرة الحقيرة لا أملك ..|.. أمري في المهمه المترامي
أنا كالقتل في شريعة موسى ..|.. وأنا كالجحود.. في الإسلام
أنا مشروع صورة.. خطها ..|.. المبدع، بين الإقدام.. والإحجام
قبعت في الظلام آمالي الزُّهر ..|.. وضلت سبيلها.. أحلامي
أين زهو الشباب.. أين لِعابي ..|.. أين لهوي.. بل أين اين ابتسامي؟
مات في نظرتي البريق.. وجفّت ..|.. في لهاتي مخضوضلات الكلام
يا رفيف الشعاع في شفة النرجس ..|.. يا غفوة الندى.. في الكِمام
يا رجائي البكر المطهّر.. ياعذراء ..|.. حلمي.. يا فوق كل مرامي
بالذي لوّنت شفاهك يمناه ..|.. وسواك.. فتنة للأنام
بالفتون المخضوب.. في خدّك الأحمر ..|.. ندّي.. بالعطف حرّ أوامي
وأذني لي.. أمسح بكفّي كفّيك ..|.. بخوف.. وذَلّة.. واحتشام
ومريني أنشد بحسنك أشعاري ..|.. وأرفع إليك نجوى هيامي
وعديني برشف ثغرك في الحلم ..|.. فقد يسعد الفتى.. في المنام
ما لهذا الهوى يمزّق أوصالي ..|.. ويفري جوانحي.. كالحسام
ويمجّ اللهيب في كبدي الثكلى ..|.. ركاماً.. ينهدّ فوق ركام
فأغنّيه من دمي.. ويغنّيني ..|.. من السُخر أوجع الأنغام
ما أبالي شحوب لوني وضعفي ..|.. ونحولي ورقّتي وسقامي
ما أبالي ضحك العواذل من شيبي ..|.. وعجزي ورعشتي في الزحام
وخمودي سكران.. في مطلع الفجر ..|.. على الشوك.. والحصى.. والحطام
أيها المشفقون.. لا تلمسوا الكبر ..|.. بنفسي.. فتقصروا أيامي
النشيد الثاني:
صُوّر الكونُ من خيالكِ اشكالاً ..|.. توالى..مع الضّحى..والمساء
أنت..في الشرق..حين أنظر ..|.. والغرب.. وفي الماء..والثرى..والسماء
أنت في خطرة النسيم..على الرّوض ..|.. وفي العطر..والنّدى والضياء
أنتِ خمري..إذا شربتُ..وشكوي ..|.. حين أشكو..ولوعتي..وبكائي
النشيد الثالث:
لا تقولي .. خدعته عن مرادي ..|.. بابتسامي ..ومنطقي المعسول
إنّ لي ناظراً يرى الوهم في النفس ..|.. وقلباً يحسّ خلج الميول
فإذا أطبقت على الشوك.. أجفاني ..|.. فضنّاً بألف سر..جميل
من بريق في مقلتيك.. مريع ..|.. وانتفاض على لماك.. مهول
ورجاء حيران ملء ذراعيك ..|.. وشوق .. ممنّع .. مكبول
وجموح مقنّع.. واشتهاء ..|.. خلف عينيك.. أعزل مشلول
وشعور طاغ يدمدم كالأنواء ..|.. في صدرك ..المشوق ..الملول
ورغاب سواعر.. كالمنايا ..|.. وأمان جوارف.. كالسيول
وغيوب.. من كلّ لون.. وأسرار ..|.. فؤاد.. محيّر.. مشغول
شهوات عواصف تتنزّى ..|.. في صحارى مرامك المجهول
وتشائين أن ترفّي على الغيم ..|.. وقد تختفين.. بين الطلول
كجناح السنى.. يحوم على الطين ..|.. التماساً.. والمورد السلسبيل
كل حسن هوى جديد ولحن ..|.. سائغ في فؤادك المتبول
لست أنثى.. ولست شيئاً من ..|.. الناس.. ولكن وهم.. سرى في العقول
النشيد الرابع:
أمهروك الطيوب والحلل الزهر ..|.. الحوالي.. بكلّ عقد فريد
وأعدوا لك الخمائل.. والقصر ..|.. ودنيا من الجميل.. الجديد
واسروا الوعود عطراً وأضواء ..|.. عذارى.. على شفاه الورود
شَرَكٌ ..مذهب الحواشي خلوب ..|.. ماتع النسق.. ملهم التنضيد
شرك للمنى الفواجر والحلم ..|.. الإباحي.. والشهوة العربيد
فخذي من جنى الحياة..واعطي ..|.. والبسي الحب..واخلعي..وأعيدي
إنما تلمح العيون بنهديك ..|.. وثاباً.. مستهتراً بالحدود
فاغفري لي.. إن الرزايا دواه ..|.. والدواهي.. يذهبن رشد الرشيد
أنت روحي.. وهل أزجّ بروحي ..|.. في غمار التأنيب.. والتفنيد
ويل نفسي ممّا أكابد.. بل ويلي ..|.. وويلي.. من يومك الموعود
النشيد الخامس:
انظري.. كيف تأكل الأرض أشلائي وأفنى..كالسّر..بين القبور
لي على الشوك من دمائي تهاويل ووشي..على نيوب الصخور
والسواقي..ملّت أنيني..وملّ السّر ونوحي..وملّ سمعي زفيري
بهدوئي.زفي الموت..رعشة زنديك وما كان..في غداة مسيري
النشيد السادس:
هجع الناس..والطبيعة كالموت سكون.. يمتدّ.. خلف سكون
والضباب المحموم.. يلهث من حولي ويعدو في الليل.. كالمجنون
وقفة مرّة على شرفة العهد ودمع أمرّ..ملء جفوني
"كسفت نجمتي"..بذلك تملين رسالات قلبك المحزون
سلم الحرص.. بين سمع من الأهل رهيف..ولحظ عين فطين
النشيد السابع:
فتعالي.. نخلص من القيد والسجن ونهرب..من الرقيب الوقاح
إنما العيش أن يقيك أذى الحرّ جناحي..والبرد حرّ جراحي
فتعالي نهرب على زورق الفجر تعالي قبل اشتهار الصباح
ودّعي القصر.. لا وعيشك ما في القصر معنى لألفة الأرواح
ستنامين.. ملء صدري.. وتصحيْن على لحن خفقه..المرتاح
النشيد الثامن:
أخذتني عيني..فأبصرت أطلالاً وأسمعت بينها..كالغناء
فتلفت في الطبيعة ألقاه غريباً مزمّلاً برداء
شاعر.. يشهد السكينة في الليل على بؤس روحه..العذراء
النشيد التاسع:
يا شعوري يا حية تنفث السم فيجري في القلب، من ألف ناب
كبرَتْ فيك علّتي، وتناهى فيك حزني، وطال فيك عذابي
وأكبّت عليك روحي فأسقتْك دمائي..وأطعمتك شبابي
أي عرق لم تلتهمه، وعظم لم ترعه بعاصف أو شهاب؟
شهد الحب ما تركت لأثوابي من الجسم غير جلد خراب
النشيد العاشر:
أتراه..رجوع نفسي إلى الحلم وهديي..إلى الصراط القويم؟
أم تراها.. إيماضة تسبق الموت وهذا..دبيبه..في صميمي
لملمي سخر مقلتيك..أبعد الموت مرمى للمستبد..الظلوم؟
لملمي سخر مقلتيك.. فروحي بلغت..منتهى العذاب الأليم
سلكت للنجوم كفي..وما أخسر كفاً..تسعى وراء النّجوم
تنشر الفقر والدمار..بمرقاها فراراً..بحلمها المحموم
النشيد الحادي عشر:
ما لقلبي..كأن فيه جناحاً يملأ القلب رعشة ودويّا؟
أمِّ.. شدّي على جبيبي..ويا أخت..أعيدي إلى الغطاء يديّا
واسقياني شيئاً يلطّف من حرّ فؤادي..ويبعث الروح فيّا
النشيد الثاني عشر:
مزّقي الليل عن جراحي وهزّي الجرح..تنبع منه دماء الضياء
مربع الحسن والنبوة..والحق وهمر العلى..دم الشهداء
يسجد الزهو حين تحفر في الأفق خطاها..قصائد الشعراء
ورسالاتنا دروب..إلى المجد وأهدى إليه..درب الفداء
فتحٌ ونصرٌ.. وما أزهى.. وترفعٌ.. أبداً وكبرُ
المجد مولده على راياتنا.. والدهر بكر
لبست مطارفه دمشق وجررت برديه مصرُ
عرس العروبة رشَّه ألقٌ.. وغرَّد فيه عطرُ
شهد العلى أنّا وفينا والعلى نسب وصهرُ
في الأفق نحن الطالعون فكلنا شمسٌ وبدرُ
عُرْبٌ وتنمينا إلى أعراقها مضرٌ وفهر
تاريخنا أغنيةٌ ألوانها خضرٌ وحمرُ
***
عب الناس من الرقص ..|.. على مخمل الظل وعاج الزبدِ
ويمين الله لا يعجزنا ..|.. فرقُ ما بين العمى والرمد
أبزندٍ قطعتْ أوصاله ..|.. يُكتبُ النصر، وسيف ومغمد
مات إلاّ ذلُنا في أرضنا ..|.. مات إلاَّ رمق المستنجدِ
سحرونا لعبةٌ واجتذبوا ..|.. ثوبها من خلف باب موصد
لعبة السلم تعرَّى غدها ..|.. فلمسناه بأطرافِ اليد
لعبة مولودة في عالمٍ ..|.. رضع الحُمق ولمّا يولد
خطوُ إسرائيل في لعبتهم ..|.. واضح النهج مريب المقصد
***
"قالت: مسختَ الشعر حتى صار "مشموم العرار"
لو كنتَ إنساناً، عصرتَ الشعر، من حقد وثار
يا بنت، ما شعري سيوفٌ، أو رماح، للشّجار
يا بنت، ما شعري تلال، أو قلاع، للحصار
شعري، عناقيد اللآلىء، في مصابيح الدراري
وعواطفي، ماء، وأنسام، وظل في صحاري
يا بنت، ما شعري بموسوم، ولا بطليق عار
أنا لم أحطّم "خير" آنيتي، على "شر" الحجار
أبقيتها لزنابق، بيض كأجنحة النهار
لبنفسج وقرنفل، للياسمين، وللبهار
وفم، يقبّلها، طرٍ، ولمعصم ترف السوار
أبقيتها للفن، لم أعدل بها، صنم النضار
أنا لا أحطّمها، ولا أرمي بها، بين الغبار
لتروح في أيدي الصغار، وتحت أقدام الصغار؟
***
أين كأسي يا ليل هل حطم العزَّال دنّي ونفَّروا السمَّارا
ورفاقي حراس خطوي على الدرب إذا سرتُ أنكروني جهارا
مات أمسي ومات صحبي وماتت بيديه عواطفي أبكارا
قدر الخالدين أن يطعموا البؤس جزاءً.. وأن يموتوا صغارا
***
لا يدخلنْ أحدٌ كوخي فلست أرى
في الدّاخلين سوى لصٍ ومغتاب
جارٌ من الوحش أو طيرٌ أعلمها
أوفى وأخلص من جاري وأترابي
حولي من الذئب والعقبان طائفةٌ
هم كل صحبي وسماري وأحبابي.
***
خدٌّ شواه النوم تحت الشمس مهروءٌ معفَّرْ
وفمٌ تلاقي ريشتين تراختا من تحت منقرْ
ملمومة بقميصها المشقوق من جهةٍ وأكثرْ
بنتٌ بعمر وريقة الريحان، أو في الحقِّ أصغرْ
تنجرُّ خلف أبٍ مريضٍ أرمد العينين أغبرْ
متعثر الخطوات، كالسكران في درب محفرْ
رخوٍ قصيرٍ في عباءته.. تجمعَ أو تكسَّرْ
حافٍ.. تسهَلْ عسر كبوته عصاه إذا تعثّرْ
والطفلة المذعان.. في أعقابه ذيلٌ مجرَّر
تبكي فيمسح دمعها، ودموعه أسخى وأغزرْ
بنتي خذي هذا.. وصب بكفّها حبّات سكرْ
فيهلُّ من فمها شعاعُ طلاقةٍ يخفى.. ويظهرْ
وتلوك أسئلة مبعثرة بمنطقها المبعثرْ
أبتاه أين تروح؟ أين يروح؟ يا الله أكبرْ
أبتاه.. مالك يا ابنةٌ؟ أين تذهب؟ قلْ تذكرْ..
وتراعشت أجفانها لغةُ الصغير إذا تحيرْ
الفقر هذا الكافر الملعون ما أطغى وأجبرْ
والمال في شقٍ خفيٍّ في عباءته تحشّرْ..
ورقٌ ضعيفٌ تستذل الناس قوته وتقهرْ
أما الصغيرة. فاحتواها القصر. لا أشقى وأحقرْ
للشتم والتعذيب والشيءِ المكذّب حتى يُذكر.
***
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |