مختارات من شعر أحمد مطر
خاص ألف
2014-03-07
(1) حوار مع الحاكم
قلت للحاكم: هل أنت الذي أنجبتنا ؟
قال: لا لست أنا
قلت: هل صيّرك الله إلهاً فوقنا ؟
قال: حاشا ربنا
قلت: هل نحن طلبنا منك أن تحكمنا ؟
قال: كلا
قلت: هل كان لنا عشرة أوطان
و فيها وطن مستعمل زاد على حاجتنا
فوهبنا لك هذا الوطنا ؟
قال: لم يحدث و لا أظن هذا ممكنا
قلت: هل أقرضتنا شيئا
على أن تخسف الأرض بنا
إن لم نسدد ديْننا ؟
قال: كلا
قلت: مادمت، إذن، لست إلها
أو أبا
أو حاكما منتخبا
أو مالكا
أو دائنا
فلماذا لم تزل، يا ابن الكذا، تركبنا ؟
و انتهى الحلم هنا
أيقظتني طرقاتٌ فوق بابي
افتح الباب لنا يا ابن الزنى
افتح الباب لنا
إن في بيتك حلما خائنا
***
(2 ) الخلاصة
أنا لا أدعو
إلى غير السراط المستقيم
أنا لا أهجو
سوى كل عُتلٍ و زنيم
و أنا أرفض أن
تصبح أرض الله غابة
و أرى فيها العصابة
تتمطى وسط جنات النعيم
و ضعاف الخلق في قعر الجحيم
هكذا أبدع فنّي
غير أني
كلما أطلقت حرفاً
أطلق الوالي كلابه
آه لو لم يحفظ الله كتابه
لتولته الرقابة
و محت كلّ كلامٍ
يغضب الوالي الرجيم
و لأمسى مجمل الذكر الحكيم
خمسُ كلماتٍ
كما يسمح قانون الكتابة
هي
قرآن كريم
صدق الله العظيم
***
(3) الحاكم الصالح
وصفوا لي حاكما
لم يقترف، منذ زمان
فتنة أو مذبحة
لم يكذب
لم يخن
لم يطلق النار على من ذمّه
لم ينثر المال على من مدحه
لم يضع فوق فم دبابة
لم يزدرع تحت ضمير كاسحة
لم يجر
لم يضطرب
لم يختبئ من شعبه
خلف جبال الأسلحة
هو شعبيٌّ
ومأواه بسيط
مثل مأوى الطبقات الكادحة
**
زرت مأواه البسيط، البارحة
وقرأت الفاتحة.
***
(4) كنت طفلا
عندما كان أبي يعمل جنديا
بجيش العاطلين
لم يكن عندي خدين
قيل لي
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين
لكنِ الدمعة في عين أبي
سر دفين
كان رغم الخفض مرفوع الجبين
غير أني، فجأة
شاهدته يبكي بكاء الثاكلين
قلت: ماذا يا أبي؟
رد بصوت لا يبين
ولدي.. مات أمير المؤمنين
نازعتني حيرتي
قلت لنفسي
يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟
كيف يبكيه أبي، الآن
ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟
**
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
كنت أبي منذ سنين
كنت طفلاً
لم أكن أفهم ما معنى
بكاء الفرِحِين.
***
(5) الخراف
نزعم أننا بشر
لكننا خراف
ليس تماماً...إنما
في ظاهر الأوصاف
نُقاد مثلها؟ نعم
نُذعن مثلها؟ نعم
نُذبح مثلها؟ نعم
تلك طبيعة الغنم
لكنْ.. يظل بيننا وبينها اختلاف
نحن بلا أردِية
وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف
نحن بلا أحذية
وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف
وهي لقاء ذلها.. تثغو ولا تخاف
ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف
وهي قُبيل ذبحها
تفوز بالأعلاف
ونحن حتى جوعنا
يحيا على الكفاف
هل نستحق، يا ترى، تسمية الخراف؟
***
(6) لماذا خلق الله يدك
أيها الشعب
لماذا خلق الله يديك؟
ألكي تعمل؟
لا شغل لديك
ألكي تأكل؟
لا قوت لديك
ألكي تكتب؟
ممنوع وصول الحرف
حتى لو مشى منك إليك
أنت لا تعمل
إلا عاطلاً عنك
ولا تأكل إلا شفتيك
أنت لا تكتب بل تُكبت
من رأسك حتى أُخمصيك
فلماذا خلق الله يديك؟
أتظن الله جل الله
قد سوّاهما
حتى تسوي شاربيك؟
أو لتفلي عارضيك؟
حاش لله
لقد سواهما كي تحمل الحكام
من أعلى الكراسي.. لأدنى قدميك
ولكي تأكل من أكتافهم
ما أكلوا من كتفيك
ولكي تكتب بالسوط على أجسادهم
ملحمة أكبر مما كبتوا في أصغريك
هل عرفت الآن ما معناهما؟
انهض، إذن
إنهض، وكشر عنهما
انهض
ودع كُلك يغدو قبضتيك
نهض النوم من النوم
على ضوضاء صمتي
أيها الشعب وصوتي
لم يحرك شعرة في أذنيك
أنا لا علة بي إلاكَ
لا لعنة لي إلاكَ
إنهض
لعنة الله عليك.
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |