شعر معاصر عبدالرحمن العشماوي
خاص ألف
2014-03-23
( 1 ) هذا مصيرك
اركض إلى ما تشتهي ...
لكن لتجعل كل ركضك للوراء...
فالعصر عصر فيه خوف وانكفاء ...
والعصر عصر فيه ذل وانحناء ...
عصر القساوسة الذين رموا إلى الحاخام أطراف الرداء ...
وتلفعوا بسواد جبته التي لم تعرف الخلق النبيل ولا الحياء...
وتقوقعوا في ثقب إبرة ناسج الثوب المدنس بالوباء...
لا تمشِ يوما للإمام..
فلربما تهموك أنك سرت تزرع في طريقك..
ما سيحرق كل أوراق السلام.
ولربما وصفوك بالإرهاب واختلقوا الأحاديث الجسام
ولربما عرضوا بصوتك أنت ..
ما لم تنبجس شفتاك عنه من الكلام ...
ولربما اتهموك بالقتل الشنيع ...
وأنت لم تمسك برشاش ، ولم تسلك طريقا للخصام ...
إياك أن تبكي إذا أبصرت في الأرض الدماء....
ورأيت جيش المعتدين يدك دور الأبرياء ...
يرمي الرجال بألف صاروخ ..ويغتصب النساء...
ورأيت وجه الصبح مخنوق الضياء
وسمعت أقصانا الجريح يقول : يا بغداد...
يا ظمأى ... وفي يدها السقاء ...
أواه يا بغداد أين الأوفياء....
لا تلتفت أبدا....
ولا تسمح لعينك بالبكاء....
لا تنتقد من يسلبونك حق دمعتك الحزينة ...
حين يدهمك الشقاء.
لا تلفت أبدا إذا أبصرت " خارطة الطريق "
يسير فيها السامري كما يشاء .
ورأيت فيها بعض من شربوا الغثاء.
ورأيت فيها ألف سرداب وصورة خنفساء.
لا تلفت أبدا إذا أبصرت أشمط قومه ..
يمشي إلى " أقصاك " مشية كبرياء.
انظر إلى الأخبار في القنوات..
تقرؤها وجوه تختفي...
خلف الطلاءْ.
فيها التقارير التي ما صاغها إلا ذكاء الأذكياء.
أو قل غباء الأغبياء ....
اسمع .. وقل :
أحسنت .. لا تنقد إساءة من أساء
كن لعبة أو دمية ...
تمشي بأزرار مكهربة .. وقطعة مومياء..
حتى يراك المارد الغربي تمشي ...
فوق أشواك الطريق بلا حذاء....
فالربما في حينها تحظى بركلة مشفقٍ..
توحي بعطف الأقوياء
هذا مصيرك أيها المسكين ...
مادامت رياحك لا تهب بما تحب سفينة الحزن المحطمة البناء..
مادام ليلك لا يريك سوى قراصنة المساء....
مادام قلبك بالعقيدة لا يضاء..
***
( 2 ) غريب
غريـب ، وأوطاني تُداس وأمتي تعاني وموج الظلم يشتد صائله
غريب ، وهل في هذه الدار منزل؟
لمن في سواها تستقر منازله
ألا ليت شعري يا بلادي متى أرى خميساً من الأبطال سارت جحافله
يجَّمعنا شـرع حكيم وسنّة فيبدوا لنا زيف الضلال وباطله
أقافلة الإسـلام هيا تحفزي
وسيري فإن الشر سارت قوافله
أيا أمتي ، قد يأنس المرء بالهـوى ويشتاق للدنيا وفيها مشاغلُه
ويمضي مع الأيام يشدو بحبها
وفيها ولو يدري تقيم مقاتله
غريب ، أنختار الحياض ، وماؤها غثاء وحوض الدين تصفو مناهله
وكم من صديق تحسب الخير قصده فتبدو على مر الليالي مهازله
ومن سار في الدنيا بغير طريقـة فقد بات والأوهام سم يداخله
تناول من الأغصان ما تستطيعه
ودعك من الغصن الذي لا تطاول.
***
( 3 ) هو رامي
هو رامي أو محمدَّ
صورة المأساة تشهد:
أنَّ طفلاً مسلماً في ساحة الموت تمدَّد
أنَّ جندياً يهودياً على الساحة عربَد
وتمادى وتوعَّد
ورمى الطفلَ وللقتل تعمد
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد :
أن طفلاً وأباً كانا على وعدِ من الموت محدد
مات رامي أو محمد
مات في حضن الأب المسكين..
والعالم يشهد
مشهد أبصره الناس..
وكم يخفى عن الأعين مشهد
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد:
أن إرهاب بني صهيون..
في صورته الكبرى تجسد
أن حس العالم المسكون بالوهم تبلد
أن شيئاً إسمه العطف على الأطفال..
في القدس تجمد
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد:
إن لصا دخل الدار وهدد
ورأى الطفل على ناصية الدرب فسدد
وتعالى في نواحي الشارع المشئوم صوت القصف حيناّ..
وتردَّد
صورة المأساة تشهد :
أن جيشا من بني صهيون..
للإرهاب يُحشد
أن نار الظلم والطغيان تُوقد
إن آلاف الخنازير..
على المنبع تُورَد
هذه الطفلة ساره
زهرة فيها رُواء ونضاره
رسم الرشاش في جبهتها..
شكل مغارة
لم تكن تعلم أن الظالم الغاشم أزبد
وعلى أشلائها جمَّع أشلاءً وأوقد
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد:
أن جرح الأمة النازف منها لم يُضَمَّد
أن دَينَ المجد ما زال علينا..
لم يُسدد
أن باب المجد ما زال..
عن الأمة يُوصد
صورة المأساة تشهد:
أن أشجاراً من الزيتون تُجتَثَّ..
وفي موقعها يُغرس غرقد
أن تمثالاً من الوهم..
على تلَّ من الإلحاد يُعبَد
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد:
أن ما أدلى به التاريخ..
من أخبار صهيون مؤكَّد
أن ما نعرف من أحقاد صهيون تجدَّد
ما بَنُو صهيون إلا الحقدُ..
في صورة إنسان يُجسَّد
أمرُهم في نسق الناس معقَّد
يا أعاصير البطولات احمليهم
ووراء البحر في مستنقع الذلِّ اقذفيهم
وعن القدس وطهر القبلة الأولى خذيهم
قرَّبيهم من مخازيهم وعنَّا أبعديهم
هو رامي أو محمد
هو سعد وسعيد ورشيد ومُرشد
هي لُبنى هي سُعدى وابتسام وهي ساره
هو بواكير زهور المجد في عصر الإثاره
هم شموخ في زمان أعلن الذلَّ انكساره
هم وقود العزم والإقدام عنوان الجسارة
هم جميعا جيلنا الشامخ..
أطفال الحجارة
لو سألناهم لقالوا :
ما الشهيد الحر..
إلا جذوة توقد نار العزم ..
والرأي المسدَّد
ما الشهيد الحر إلا..
شمعة تطرد ليل اليأس..
والحس المجمد
ما الشهيد الحر إلا..
راية التوحيد في العصر المُعَمَّد
ما الشهيد الحر إلا..
وثبة الإيمان في العصر المهود
ما الشهيد الحر إلا..
فارس كبر الله ولما حضر الموت تشهد ..
ما الشهيد الحر إلا..
روح صدِّيق إلى الرحمن تصعد
أيها الباكون من حزن عليتا..
إنما يُبكى الذي استسلم للذلِّ و أخلد
نحن لم نُقتل..
ولكنا لقينا الموت أعلى همَّة منكم وأمجد
نحن لم نحزن ولكنا فرحنا ورضينا
فافرحوا أنَّا غسلنا عنكم الوهم الملبد
طلِّقوا أوهامكم،.
إنا نرى الغاية أبعد
هو رامي أو محمد
هو سعد وسعيد ورشيد ومرشد
ربما تختلف الأسماء لكن
هدف التحرير للأقصى موحّد.
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |