Alef Logo
ابداعات
              

سبع قصائد

هبة عصام

خاص ألف

2014-04-03

1ـ أكسجين

...


الشَّبابيكُ الخشبيةُ لم تنسَ الغابةَ

فاجتذبت الدهاناتِ الخضراءَ

والفراغاتِ بين أغصانِها

هكذا أتنفَّسُ، فيما تظلُّ مغلقةً

ليس هذا ما أردتُه

لكنني أمرِّرُ الهواءَ من زاويةٍ صغيرةٍ

كي لا تقفزَ الحواديتُ المرهقةُ إلى صدري

الحواديتُ التي تنقطعُ فجأةً

كنومٍ يفتحُ عينيهِ

الحواديتُ التي تقضمُ قطعةً مِن الرُّوحِ وتمضي

تتشابهُ حدَّ السخريةِ والتندُّرِ

أحتاجُ هدنةً وأقفالًا ومرآةً

ضحكاتي تستفزُ المتعبينَ

وأنا أولُهم

السحرةُ ماتوا،

الرُّهبانُ يتعثَّرونَ في الطريقِ إلىَّ،

والشيوخُ يسقطونَ في الحبِّ،

ليس لي إلا تلك الواقفةُ أمامي

المرعبةُ.. أنا

...


2 ـ قويةٌ كالموتِ؟

...


مَن يدفعُ الفاتورةَ عند الله؟

أن تستيقظَ أُمٌّ على بكاءِ ابنتها

أن يجرَّ النعوشَ ضعفاءُ طيبون

أن تختنقَ زجاجةُ عطرٍ ملفوفةٌ في هدية

المحبةُ ضعيفةٌ كالحياة

.

مَن لوَّنك بالأبيضِ؟

الأبيضُ لا يَضحَكُ، الأبيضُ أضحوكةٌ

الأبيضُ نجمةٌ غارقةٌ في شُرفةِ رجلٍ مائي

الأبيضُ حدوتةُ النِبال

.

ألم أُحذِّركَ أن كلامَ الماءِ مسمومٌ؟

كيف جعلتَ مِن زاويةِ الحائطِ كفّينِ

يحتضنان وجهي؟

...


3- سحرٌ قديم

...


حين تنتهي اللعنةُ

سأضعُ ضحاياها أجنّةَ زهرٍ في ذاكرتي

وآخرهم في طينٍ وماءٍ

لا ضغينة ً

الآن فهِمتُ

منذ ألفِ عامٍ كنتُ راهبة ًهاربةً،

منذ ألفينِ

على سفحِ جبلٍ كانَ موطني

كنتُ الصغيرة َابنة َالخبازِ

قتلني مُزارعٌ شَبِقٌ،

منذ ثلاثةٍ كنتُ ساقية َالمطر ِ

أمضغُ الثلجَ على شواطيء َبعيدة ٍ

منذ أربعةٍ

كنتُ أسطورةً تعودُ الآن َ،،

الآن فهِمتُ..!!

...


4- عصام

...


كان يتحسسُ التذكرةَ التي وضعوها في جيبِه

حين احتضنني بعطشٍ أخير

أبي..

أنفاسي المحمَّلةُ بصورتِك،

صورتُكَ المحمَّلةُ بعقودٍ من التفاصيل

التفاصيلُ المحمَّلةُ بالأغاني وإذاعةِ البرنامجِ العام

بصوتِك القادمِ مِن آخرِ غرفةٍ في البيت،

ضحِكاتُكَ العاليةُ

ضوضاؤك الجميلةُ توقظُهُ

ذلك النصلُ المتربصُ داخلَ رئتي

حين أتنفسُ كَ

.

كان يَسقي الطينَ كل يوم

وينتظرُ ما تحملُهُ الرياح

لم نؤمن مثلَه

لكنه اقتسمَ معنا الطماطمَ الطازجة

وانتظارَ البلحِ الأحمر

شجيراتُك يا أبي

نادتكَ بثمراتٍ أخيرةٍ

وحين لم تُجِبْ.. أعادتها للرياح

لكن الطينَ يعرفُ بالأمر:

أبي كان يزرعُ النخلَ

داخلَ إصيصٍ صغير

.

لروحِك يا أبي

أفسحُ مكانًا في سريري

تُربتُ على كتفيَّ

حين أنام

...


5 ـ أبريل

...


يختبرُ هزيمةَ الوقتِ في يدهِ المرتعشةِ

الرقمُ كما هوَ

ربما الآنَ يحملُ كنيةً أُخرى

ليسَ لأنَّ شيئا تغير

لكنَّه اعتادَ طِلاءَ القلبِ

بقشرةٍ رمادية

.

في قارةٍ قريبةٍ

ثمة أشياءَ لم تَعُدْ كما كانتْ

في كلِّ صباحٍ

ثمةَ ضبابٌ يسكبُ نفسَهُ

داخِلَ فنجانٍ

وبنتٌ تشربُهُ دونَ سكَّر

.

مدنُ الرَبِّ حوائطٌ كثيرةٌ

ساعاتٌ مُعَلَّقةٌ على كُلِّ شبْرٍ

الساعاتُ الراكضةُ دونَ وَعْي

والساعاتُ المعطلةُ دونَ اكتراثٍ

كَـ رِهانٍ بين سماءين

.

الآنَ..

إلى أيِّ سماءٍ نتوسَّلُ أنْ ترفعَ يَدَها؟

اللعبةُ لم تَعُدْ حُلوةً

الحنينُ كلعنةٍ أبديةٍ

وإنْ وَجَدَ طريقَهُ إلى فُوَّهَةٍ خامدةٍ

لم يكنْ مُرِيحَا أبدا

.

كأنها إيزيسُ حيثُ تنظرُ

تتجدَّدُ الأساطيرُ ملعونةً بالخلودِ

كأن المعابدَ التي حفظتْنا على جدرانِها

حشرتْ في جيوبِنا سحرًا قديمًا

.

ربما المداراتُ أغنيةٌ قديمةٌ

ربما الصدفةُ وهمٌ كبيرٌ

ربما الإرادةُ وهمٌ أكبرُ

وربما نحن العرائسُ القماشيةُ

ربما حركتْك الخيوطُ

دون وعيٍ منك

فلا مبررَ للقتلِ.. إلا المشيُ نومًا

.

أبريلُ ليس تعبًا يتفتَّحُ كلَّ عامٍ

ليس المسلسلاتِ التي نشاهدُها معًا

ـ نتخيلُ أننا معًا ـ

نتخيلُ أكوابَ الشَّايِ

وحديثًا متقطعًا

تحتَ غطاءٍ شتويٍّ

ليس طفلتَنا التي كبرتْ مع الكلمةِ

ـ نتخيلُ أنها كبرتْ مع الكلمةِ ـ

نتخيلُ غرفتَها المراهقةَ

مزاجَ الألوانِ وربطةَ الشَّعرِ

ليس هذا البيتَ الذي بنيتَهُ معي

ثم دفنتَني تحتَهُ

ليس كلَّ الخياناتِ الكبيرةِ

فوق البلاطِ الباردِ

لكنه القتلُ القديمُ الذي

لم ينتَهِ بعدُ

...


6 ـ لغة الزائرين

...


ملاك الثلج في قارة بعيدة

تقف الآن على باب شجرة

ربما تفهم السناجب لغة الزائرين..!

...


7 ـ ليست لك

...


الرسائلُ ليستْ لكَ

ربما لبقعةٍ فوق وجهٍ قديمٍ

لشهيقٍ ينتظرُ زفيرًا يليقُ

لعملةٍ قبلَ إلقائِها في البئرِ

بئرِكَ الصالحةِ لمياهٍ ثرثارةٍ

بغطائِها المحكمِ.

الرسائلُ قطعًا ليستْ لكَ

وإن كان عليك استقبالُها كلَّ صباحٍ

في بريدٍ إليكترونيٍّ

...


هبة عصام



















































































































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

3 قصائد

09-حزيران-2018

جِنازةٌ هِندية

28-آذار-2015

سحابةٌ حولَ قلبي

15-آذار-2015

3 قصائد

05-شباط-2015

قصائد

09-تشرين الثاني-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow