Alef Logo
ابداعات
              

مرثيات غير تـقليدية

عبد الله غباش

خاص ألف

2014-05-05

( 1 )
إنهم يموتون بدون قبور
يدفنون بدون تراب
و يصلى عليهم بدون تراتيل
إنهم موتى القرن الواحد و العشرينْ


( 2 )
إن قلنا نحن أو هؤلاء ... لن يصل المعنى
فحتى الأحياء خرجوا من أجسادهم
أما هؤلائك الذين ينادون .. هم أشباحنا
تعبوا التقمص لحياتنا
و أكلوا من الكرمة المتهاوية على توابيتنا
فخرجنا من سكرة صراخهم منتشينْ


(3 )
بياضٌ لا ينتهي و لا يُنهي ممراً طويلاً
قلتُ لكل الذين يسيرون معي
ولا أراهم :
يا لذلك الحلم ما أشقاهُ
أما من ملاكٍ يفتح لنا نهايةً للطريق ؟
كنتُ المستعجل الوحيد وهم يرتبون
ذكرياتهم ليقولوا لله :
هذا حلمنا الذي كـنّـا منه خائفين


(4 )
بحثنا بين الجموع الخفية عن أم الشهيد
أما زالت تحيك الصوف
و تقطبُ شفتيها ليعود ابنها بعد نعوتهِ ؟
كانتْ في أول الصف تتمتم في إذن حارسٍ :
تركتهُ ليتـزوج و ينجب أولاداً
أعطوه يوماً فقط ليصبح رسول العاشقينْ


( 5 )
صاح رجلٌ مكسور القدمين
أريد وطني
فأعطوه عكّازينْ


(6 )
كانت تسير بقربي رصاصةٌ ذهبيةٌ
لم تخترق أحداً بعد
أرى ملامحي عليها
أقول ما أجملني حين أموت
فقالتْ :
لستُ مرآتك و لا مداك
أنا خائفةٌ مثلكَ
سأقتلكَ حتى في موتكَ
لأقطع الشك باليقينْ

( 7 )
أصبحنا لا نرى أول القافلة
و لا آخرها
و في كل ثانية نزداد واحداً لا نراه
خجلنا من السؤال .. كم عددنا
و ضحكتُ على خيبتنا
ما الفرق ... ؟ ما دام الطريق لا ينتهي
و لسنا آخر المسافرينْ


( 8 )
حتى القاتل كان يسير بيننا
و لكنّا لم نأبه لذلك ..
في القيامة
كل الذكريات و الأوجاع
تُصادَرُ و تُرْمى في القمامة
ففكرتُ ماذا سنفعل إذاً
لا الجنة ... و لا الجحيم
لسنا خائفين!! ..
لسنا جائعينْ !!


( 9 )
سأل الملاك المرابط على أحلامنا
ذلك العجوز المُسِنْ :
أتريد حبّة الضغط .؟
رد العجوز :
استغنيتُ عنها
مذ تركوني أحتضرُ تحت وابل الرصاص
شربَ الرصيف دمي حتى آخر قطرة
و ها أنا آتِ إليكم فارغ الشرايينْ


( 10 )
لم نعرف هل متنا
أم رُفِعْنا
و هل البرزخ يأتي قبل الخيبة أم بعدها
هل هي حياة أخرى ؟
صرخ الشبح الهارب منّا :
كفّوا عن الهراء
لا يولد الإنسان مرتين
و لكنّا
متنا مرتين !


( 11 )
أتانا ملاكٌ يتلو علينا البيان
و لكن اللغة لم تكن واضحة
فلم نميّز بين أسماء القتلى و القَتَلَةْ
فروقات طفيفة في اللغة هنا
تغير النّـا الدالة على الفاعلين


( 12
من نافذةٍ تطلُ على هوّة سحيقة
نظرَ الجميعُ ليودعوا أقاربهم
مدّ الولد يدهُ فصافح الغيم
و رضع من صدر السحابة
لم يفكر وقتها لا بزيتون و لا تين


( 13 )
تساءلنا... أنكبرُ ؟
لم نقل شيئاً
فكرنا بصوت عالٍ في أفئدتنا
اهتـز الصراط .. فانتبهنا
للملائكة الضاحكين


( 14
وصلنا إلى لوحٍ كُتِبَتْ عليه أرقامنا
" أترهقكم أسماؤنا ؟ "
( لم نقل .. شاهدوا السؤال في جوف عيوننا )
و عصفور بلا أجنحة يدندن :
"و ربكم خير الحافظين"


( 15 )
على يميننا بحرٌ
على يسارنا بحرٌ
لا نوح هنا
ولا سفينة
قلنا انشق البحر إذاً
فرأينا اليهود يغسلون خوذة صلاح الدين


( 16 )
صخرة كبيرة تظلّنا
كُتب عليها بلغة
لا عربية .. ولا آرامية
لا سريانية و لا هي نقوش فرعونية
من صاحب هذا الرُقمُ القديم
فنهض ملاك نائمٌ :
إنها نصر من رب العالمين
تثائب عجوزٌ متسائلاً :
أتحررت فلسطين ؟


( 17 )
مشينا مشينا
و لم نصل إلى غرفة التحقيق
هل نعود إلى الأجداث
وننتظر الصيحة الأخيرة
أم ننجو من العقاب لأننا
متنا واقفينْ !؟!






تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow