Alef Logo
دراسات
              

الأعلام اليهود في دار الإسلام كانوا عبريين وعرباً / محمود الزيباوي

ألف

2014-06-03

اهتمت الأوساط الثقافية المصرية بالميراث اليهودي العربي، وسعت إلى نشره ودراسته في المرحلة التي سبقت نشوء الدولة الصهيونية فوق أرض فلسطين. لكن هذا الاهتمام تراجع بشكل كبير بعدها لأسباب لا تُخفى على أحد، وانحصر في بعض الاصدارات التي تعنى بهذا الشأن.

عام 1922، قدم إلى مصر طالب يهودي من فلسطين يُدعى إسرائيل ولفنسون، والتحق بجامعة القاهرة، ونال فيها شهادة الدكتوراه، ثم سافر إلى ألمانيا والنمسا، وأتمّ دراسته في جامعات فيينا وميونيخ وبرلين، وحاز إجازة دكتوراه في الفلسفة من جامعة فرانكفورت عن بحث تناول تاريخ "كعب الأحبار" ونتاجه، العالم اليهودي اليمني الذي أسلم في عهد خلافة أبي بكر وقدم إلى المدينة في عهد عمر بن الخطاب، وكان له الدور الأبرز في نشأة ما يُعرف بـ"الإسرائيليات" في تفسير إلماعات القرآن وأخباره. وُلد ولفنستون في نهاية القرن التاسع عشر في حي مئة شعريم في القدس، من عائلة متدينة قدمت من روسيا البيضاء إلى فلسطين عام 1809. درس في المدارس الدينية اليهودية، ودخل بعدها "دار المعلمين"، ومارس مهنة التدريس في مدرسة يهودية في يافا، ثم أبدى اهتماماً واسعاً بالتراث اليهودي العربي، فعاد إلى "دار المعلمين"، ودرس تحت إدارة خليل طوطح وأحمد سامح الخالدي، وأتقن العربية، وتتلمذ على يد معروف الرصافي وأسعاف النشاشيبي.
لمع اسم إسرائيل ولفنستون في القاهرة حيث نشر ثلاثة أبحاث بالعربية حازت شهرة واسعة. في عام 1927، صدر كتابه "تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام" عن "لجنة التأليف والترجمة والنشر"، وهو في الأساس أطروحة في الجامعة المصرية أشرف عليها طه حسين الذي وضع كذلك مقدمة الكتاب. بعد عامين، نشرت هذه اللجنة كتاب ولفنستون الثاني، "تاريخ اللغات السامية"، ورحّب عدد من كبار المستشرقين بهذا البحث ترحيباً كبيرا. في عام 1936، أصدرت اللجنة كتاب "موسى بن ميمون، حياته ومصنفاته"، مع مقدمة بتوقيع الشيخ مصطفى عبد الرازق، وأهدى المؤلف كتابه إلى يوسف قطاوي باشا، رئيس الطائفة اليهودية المصرية، ووزير المال السابق. قبل صدور هذا الكتاب، عُيّن ولفنسون استاذاً محاضراً في دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1933، كما عمل سكرتيراً للجالية اليهودية في العاصمة المصرية، وكانت له علاقات وثيقة مع أعلام الأدب العربي في مصر والعراق. من مصر، عاد الباحث والأستاذ الجامعي إلى فلسطين عام 1940، وتسلم منصب رئيس قسم المعارف لتعليم اللغة العربية في المدارس اليهودية، وارتقى إلى مرتبة "مفتّش" بعد قيام دولة إسرائيل، واحتفظ بهذا المنصب حتى 1965. واصل ولفنسون نشاطه العلمي في الأربعينات، وكلّفه الملك عبد الله دراسة مخطوط "المصائد والمطارد" لأبي الفتح كشاجم، وقد نشر الباحث هذا الكتاب محقّقاً في مجلة "المجمع العلمي العربي" في دمشق. لأسباب نجهلها، استعاد ولفنسون في فلسطين اسمه الأصلي إسرائيل بن زئيف، وعُرف بأبي ذويب، وقد نُشر بحثه "كعب الأحبار" بهذا الاسم في القدس عام 1976، كما صدر بالعربية بالإسم نفسه في 2008.
قبل قيام دولة إسرائيل، رحّبت الأوساط الثقافية والعلمية المصرية بإسرائيل ولفنستون، وحضنت دراساته وأبحاثه باهتمام بالغ. كتب طه حسين مقدمة "تاريخ اليهود في بلاد العرب"، واشاد بمؤلفه، وقال: "وإذا كان لي أن أتمنى للدكتور إسرائيل ولفنسون شيئاً، فإنما أتمنى له مخلصاً أن يمضي في عنايته بهذه الناحية من حياة اليهود، والصلة بينهم وبين الأمة العربية بعد الإسلام. كما عني بها قبل الإسلام مهتدياً بهدى العلم الصحيح الذي لا يعرف ممالأة، ولا مشايعة، ولا يرى للعالم إلا غرضاً واحداً مقدساً، هو السعي إلى الحق والجد في الوصول إليه". من جهته، استقبل الشيخ مصطفى عبد الرازق كتاب "موسى بن ميمون" بحفاوة، واعتبر ان دارسة "الحركة الفلسفية اليهودية ورجالها لازم للإحاطة بتاريخ الفلسفة الإسلامية". شدد الشيخ الأزهري على أهمية نتاج موسى بن ميمون، "أعظم فلاسفة اليهود" في القرون الوسطى، وجعل من هذا العالم اليهودي الأندلسي فيلسوفا من فلاسفة العرب وفلاسفة الإسلام، لأن "المشتغلين في ظل الإسلام بذلك اللون الخاص من ألوان البحث النظري، مسلمين وغير مسلمين، يُسمّون منذ أزمان فلاسفة الإسلام"، و"ابن ميمون من فلاسفة العرب على رأي من يسمّي الفلسفة الإسلامية فلسفة عربية نسبة إلى العرب بمعنى اصطلاحي يشمل جميع الأمم والشعوب الساكنين في الممالك الإسلامية، المستخدمين للغة العربية في أكثر تآليفهم العلمية لتشاركهم في لغة كتب العلم". امتدح مصطفى عبد الرازق العالم المستعرب الذي وضع أول بحث عن هذا الفيلسوف اليهودي الأندلسي بالعربية، وختم مقدمته بقوله: "والأستاذ ولفنسون بذكائه ونشاطه واستكماله لأدوات الدرس العلمي أهل لأن يستوفي البحث في فلسفة القرون الوسطى اليهودية فيكمل بذلك ما ينقص الآداب العربية في هذا الباب، وهو جدير بالتشجيع والثناء على ما يقدمه لقراء العربية اليوم وما يرجى أن يقدمه غدا".
ألقى اغتصاب دولة فلسطين وقيام الدولة الصهيونية بظلّه على هذا النوع من الأبحاث، وشكّل تحولاً جذرياً في الذاكرة العربية الجماعية. عام 1968، غنّت أم كلثوم من شعر جورج جرداق قصيدة "هذه ليلتي"، وأصرّت على تبديل كلمات مطلعها: "هذه ليلتي وهذا العود/ بثّ فيه من سحره داوود". ردّ الشاعر على المطربة وقال لها إنها غنّت قديماً من شعر أحمد شوقي "جرت على فم داوود فغنّاها" في قصيدة "سلوا كؤوس الطلا"، كما أن عبد الوهاب غنّى من شعر شوقي أيضا "وهل ترنّم بالمزمار داوود" في قصيدة "تلفتت ظبية الوادي". فأجابت أم كلثوم: "أيوه، بس يومها ما كانش فيه إسرائيل ونجمة داوود". تختصر هذه الواقعة البسيطة الانقلاب الكبير الذي أحدثه نشوء دولة إسرائيل فوق أرض فلسطين، وتظهر بشكل بالغ الدلالة تغيّر "المزاج" العربي في تلك الحقبة من التاريخ الحديث. منذ سنوات، عمدت "دار ومكتبة بيليون" إلى انشاء "سلسلة اليهودية بأقلام يهودية"، وكتبت في تعريفها بهذه السلسلة: "شارك اليهود في النشاط الأدبي الفلسفي في الدولة الإسلامية ولكن المكتبة العربية تفتقد اليوم إلى كثير من كتب ابن كمونة، ابن ملكا البغدادي، أبو الحسن اللاوي، موسى بن ميمون وغيرهم، وهذه الكتب جزء من التراث العربي الإسلامي". في هذا السياق، أصدرت "منشورات الجمل" أثرين من هذا التراث المنسي، الأول "تنقيح الأبحاث للملل الثلاث" لعز الدولة سعد بن منصور بن كمونة، والثاني "الكتاب الخزريّ"، أو "كتاب الردّ والدليل في الدين الذليل" لأبي الحسن يهودا بن صموئيل اللاوي الشهير عالمياً اليوم باسم يهوذا هاليفي. نشر العالم الأميركي موسى ليبرمان كتاب "تنقيح الأبحاث" للمرة الأولى عام 1967، وأعيد نشره تصويراً عن هذه الطبعة الأولى تباعاً في مصر وإيران ولبنان. وها هو اليوم في طبعة جديدة وضع مقدمتها وعلّق على نصّه سعيد الغانمي.
في تعريفه بابن كمونة، يقول الغانمي: "لدينا دليل تاريخي موثوق به على حسن سمعة ابن كمونة في الأوساط الإسلامية يأتي من مصدر حنبلي لا يقبل المساومة. فالترجمة العربية الوحيدة التي وصلتنا لابن كمونة مكتوبة بقلم مؤرخ العراق في العصر المغولي، العالم الحنبلي الشهير ابن الفوطي، الذي راسل ابن كمونة طالباً منه أن يطرز كتابه بترجمته، ومبدياً أسفه لعدم تمكنه من خدمته". تقول الترجمة التي وضعها ابن الفوطي: "عز الدولة أبو الرضا سعد بن نجم الدولة منصور بن سعد بن الحسن بن هبة الله بن كمونة، الإسرائيلي البغدادي الحكيم الأديب، كان عالماً بالقواعد الحكمية، والقوانين المنطقية، مبرزاً في فنون الآداب، وعيون النكت الرياضية والحساب، شرح كتاب "الإشارات" لأبي علي بن سينا، وقصده الناس للاقتباس من فوائده. ولم يتفقْ لي الاجتماع بخدمته للمرض الذي عرض لي، وكتبت إلى خدمته ألتمس شيئاً من فوائده، لأطرِّزَ به كتابي، فكتب لي مع صاحبنا وصديقنا شمس الدين محمد بن أبي الربيع الحاسب المعروف بالحشف سنة ثلاث وثمانين وستمائة:
صُنِ العلمَ عن أهل الجهالةِ دائماً/ ولا تولهِ من لا يكون له أهلا
فيورثه كبراً ومقتاً وشِرَّةً/ ويعقبه النقصان من عقله جهلا
فكنْ أبداً من صونه عنه جاهداً/ ولا تطلبنَّ الفضلَ من ناقصٍ أصلا"
كان ابن كمونة "يهودي الديانة، إسلامي الثقافة"، على رأي سعيد الغانمي، ويشعر القارئ عند مطالعة مؤلفه أنه يقرأ كتابا من كتب "الملل والنحل" التي راجت في العصر العباسي. انتهج في بحثه موقفاً مماثلاً لموقف الأشعرية، وتأثر بفكر ابن ميمون من دون أن يذكر اسمه صراحة، واكتفى بالإشارة إليه تحت عنوان "أحد الفضلاء"، فتبنى نقده للميتافيزيقيا الأرسطية، "وبضمنها بالطبع علم الكلام المعتزلي"، و"وجد في كتب الأشعرية سنداً له". وفقا لرواية في كتاب "الحوادث الجامعة"، اتهمت العامة ابن كمونة في نهاية حياته بالطعن بالإسلام، وطالبت بإحراقه، فعملت السلطة الحاكمة على حماية العالم اليهودي، ونقلته في صندوق مقفل إلى الحلّة، "وكان والده كاتباً بها، فأقام أيام وتوفي هناك". تشهد هذه الحادثة على "سماحة الثقافة الأسلامية، وثقتها بنفسها، في ظرف من أصعب ظروف انحطاطها وتدهورها"، كما يقول سعيد الغانمي في مقدمته. "فحين كانت حفلات الإحراق تجري في محاكم التفتيش على قدمٍ وساق، كان علماء الأمة الإسلامية يدافعون عن الفكر والمفكرين، بمن فيهم من يختلفون معهم دينياً، ويطفئون الحرائق التي تشعلها العامة". تبعت هذه الانتفاضة الشعبية سلسلة من الردود العنيفة على الكاتب بعد رحيله، منها رد للفقيه الحنفي ابن الساعاتي، وردّ للمتكلم المسيحي ابن المحرومة، وتبع هذه الخطب رد لسريحا زين الدين محمد الشافعي عنوانه "نهوض حثيث النهود إلى خوض خبيث اليهود".
يختلف كتاب أبي الحسن اللاوي اختلافاً جذرياً عن كتاب ابن كمونة في توجهه، كما في مغزاه. وضع المؤلف كتابه بـ"العربية اليهودية"، وهي العربية بالحرف العبري، تماماً كما فعل من بعده موسى بن ميمون، أشهر علماء اليهود في العصر الإسلامي. نقل النص إلى الحرف العربي وعارضه وهذّبه وعلّق عليه وحرّره نبيه بشير، والنتيجة كتاب مُحقّق بدقة عالية يثير القارئ العربي ويطرح عليه العديد من الأسئلة. كتب اللاوي حصرياً لأهل ملّته، وكتابه من النوع "الدفاعي"، الغرض منه الرد على المسيحية والإسلام، و"تعزيز العقيدة اليهودية ومكانة اليهود السامية، بوصفهم أفرادًا وجماعة إثنية، وإعلاء مكانة بلاد الشأم أرض النبوّة كموطن اليهود الحصري"، كما يشير نبيه بشير في مقدمته الطويلة. لا نجد أي ذكر لهذا الحبر اليهودي في كتب التراث العربية، غير أن فكر أبي الحسن اللاوي انتقل إلى العربية من طريق ابن كمونة الذي نقل في كتابه "تنقيح الأبحاث للملل الثلاث" صفحات عديدة من "الكتاب الخزري"، من دون الإشارة إلى العنوان ولا إلى اسم مؤلفه. كما رأينا، ثارت العامة على ابن كمونة، وردّ ابن الساعاتي وابن المحرومة وسريحا زين الدين محمد عليه، ويظهر أن هذه الردود كانت بصورة غير مباشرة "أجوبة على كتاب اللاوي" الذي نقل منه ابن كمونة صفحات عديدة، من دون أن يذكر مصدر النقل. "رأى اليهود في العصر الوسيط أن هذا الكتاب يسعى إلى التوفيق بين الفلسفة والشريعة الدينية، واعتبرته نسبة قليلة مصدرًا للتشريع اليهودي، واعتبره البعض كتابًا فلسفيًا أو كتابًا يدخل في فئة كتب الجدل الديني". ويمكن القول إن هذا الأثر يحمل كل هذه الأوجه.
ولد ابو الحسن اللاوي في الأندلس في عام 1085 على الأرجح، وتوفي في عام 1141، مبحراً من الأسكندرية إلى فلسطين. عاش الكاتب متنقلاً بين الجزء المسيحي من شبه الجزيرة الأيبيرية والأندلس المسلمة، واحتل منزلة عظيمة وسط جماعته "بوصفه شاعرًا، ومتعصّبًا لانتمائه اليهودي، وناشطًا اجتماعيًا لخدمة الطائفة اليهودية"، "وذاع صيته لاحقًا جراء دفاعه الصريح عن فكرة أنَّ الشريعة اليهودية حصرًا هي الحاملة للحقيقة الإلهية". "ويبدو أن اللاوي لم تربطه علاقات مع مفكرين وشعراء ورجال دين من غير اليهود، كما يظهر في رسائله، الأمر الذي يشير إلى انطوائه داخل الطائفة اليهودية حصرًا وابتعاده عن الحياة الثقافية العامة". عمل ابو الحسن على تأليف "الكتاب الخزري" خلال عقدين من الزمن. "كُتب هذا المؤلَّف بالعربية اليهودية بأحرف عبرية، فهو لذلك كتاب عربي وإسلامي بامتياز من حيث ثقافته، فحتّى وإن تناولت مضامينه الدين اليهودي تحديدًا فهو مكتوب بلغة العرب وبمفاهيم إسلامية وإن ذكر فيه العديد من التعابير العبرية والآرامية القديمة. كذلك، فإن يهودية العصر الوسيط، وخاصة منذ القرن العاشر وحتى الرابع عشر، على أقل تقدير، هي يهودية مصوغة بمفاهيم عربية وإسلامية، وبالتالي فهي بدون شك تنتمي إلى الحضارة العربية الإسلامية الحاضنة".
حصد هذا الكتاب شهرة واسعة في الأوساط اليهودية، وهو "الكتاب الأكثر انتشارًا بين مثقفي بني إسرائيل في جميع العصور، وحتى أنه الأكثر انتشارًا بين شرائح عامّة الناس أكثر من أي كتاب فكري آخر". تبنّت الحركة الصهيونية منذ نشوئها هذا المؤلف، اذ وجدت فيه أول دعوة صريحة إلى الهجرة الجماعية إلى بلاد الشام، "وقد استخدم الإنجيليون بصورة خاصة والبروتستانت بصورة عامة هذا الكتاب في وجه المتدينين وغير المتدينين اليهود لدفعهم للهجرة إلى فلسطين وإقامة دولتهم هناك"، وهذا ما جعل مؤلّفه "بحق المؤسّس الأول للصهيونية في العصر الوسيط الأوروبي"، كما كتب حسن حنفي. يستعير المؤلف رواية معروفة في المصادر العربية العباسية تقول بأن ملك الخزر على مصب نهر الفولغا اعتنق اليهودية تحت تأثير جماعة من اليهود لجأت إليه هرباً من الأمبراطورية الرومانية التي حاولت اكراههم على التحول عن ديانتهم. في رواية اللاوي، يدخل ممثلو اليهودية والمسيحية والإسلام في مناظرة، وينجح الحبر اليهودي في استمالة ملك الخزر إلى ديانته من خلال عرضه لأسس هذه العقيدة. "بخلاف الكتب الفلسفية التي تعاملت غالبًا مع الأفكار المجرّدة والأسلوب الجامد، يتبنّى هذا الكتاب أسلوبًا أدبيًّا روائيًّا ويقوم بتطويع المقولات الفلسفية والعلوم الطبيعية في قوالب أدبية لخدمة هدفه الأساس ألا وهو تعزيز العقيدة والواقع اليهودي في ظلّ دونيتهما أو ذلّهما قياسًا بالعقيدتين والواقعين الإسلامي والمسيحي في حينه".
أراد اللاوي أن يؤلف كتاباً يهودياً خالصاً، وجعل نفسه حارسا لعقيدته الدينية "بصفته متطهراً، متحدثاً ومدافعا عنه"، غير أن حضور الثقافة العربية الإسلامية تجلّى في منهجه كما في استعاراته وطرقه الدفاعية. بحسب الناقد ايهود كرينيس، نهل اللاوي من "المشارب العربية" واستعمل أدواتها للدفاع عن شريعته. لهذا السبب، "يُعدّ الكتاب الخزري كتابًا أساسيًا مهمًا لا في عالم الثقافة اليهودية على اختلاف عصورها فقط، وهذه منزلة حظي بها بترجمته للعبرية، بل في عالم الثقافة العربية أيضًا، وهذه منزلة سُلِبَها حتى الآن لكونه كتابًا غلقًا أمام قرّاء العربية".


عن جريدة النهار



تعليق



محمدشرف

2016-01-19

أتمنى لكم التوفيق في توفير المزيد من المؤلفات عن اليهود ، وأرجو لو تكرمتم مدي بمؤلفات عن اليهود في صدر الإسلام ،لأني اكتب بحثاً عن أثر اليهود على الدولة الإسلامية في صدر الإسلام

أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow