مختارات من ديوان العقد الجوهري الملا أحمد الجزيري / ترجمة: توفيق الحسيني 1988
خاص ألف
2014-06-15
(1)
"لا تقرأ آية النفي وحدها "
***
أنا كالطود
أقتفي آثار موسى..
أعبدُ النارَ
أعبدُ النورَ المتجلّي
علّمني الباري سراً (( وعلم ))
فأنا آدم الأسماء.
أقرأ حروفَ لوح وجودي
لترى من أكون.
لا تحسبني مزعزعاً ... متشتتاً
فانا مجتمع .. متراص .. كالطغراء
ما العالمُ سوى حروف وإرعاب وكلمات
وهو نقطة بذاته
وما أنا إلا معناها ...!
لستُ
عابئاً بمائة نهر كالنيل يرفدني .. لأنني
أنا اليمُ .
لا تقرأ في كتبِ التوحيد آيةَ النفي وحدها،
بل أضف إليها آلة الإثبات.
تعلمتُ هذه الفتوى من معلمي.
مائة من المجلدات في وصف الخمرة الصافية
ليست إلاّ كشعرة لا يعتد بها
تناديني أبداً كالناي !
لكنني لا آتي إن لم تكن ثمة حبيبة وخمر وموسيقى ...
أيها الملا ..
يعلو صراخنا كالناي والمزمار
لأن سفود الحب مغروس في القلب.
***
(2)
" كان حسنُكِ أول درسٍ تعلمناه"
هبّت على الروض نفحات من النسيم
فاستيقظت البراعمُ
وهطل الطلُّ !
كم سعى الفؤادُ
حين سارت النرجسةُ متبخترةً سحراً
وتفتحت كما تتفتح البراعمُ
إلا ريشة واحدة
تجتمع حور الجنان
والحسان .. ويرقص كوكبُ الزهرة!!
وتهتفُ المزاهرُ
ويهتفُ الكمان
وتترنم الرياضُ
وتتأوّه أشجارُ الشمشاد
وزهور السوسن والسنابل
إن مشيتِ متبخترةً أيتها السروةُ المختالة..!
جيوشُ السرب غَزت بلاد الصين
فُجّرت الدماءُ وعلا
الزبدُ الدماءَ المهراقة
وتجمّد النجيع على السيوف
فإذا الدنيا نثار تحت السنابكِ !
شنَّ فارسان حرباً شعواء على الأحباش
كانت صفات حسنكِ أول درسٍ
تعلمناه ... فحفظناه جيداً
كذلك أخبرنا أستاذُ العشقِ يقيناً:
لم يكن حسنكِ بدراً منشطراً بأصابع القدرةِ
لكنّه كان بدراً تماماً أيضاً ...
كذلك .. أضيئت جوانحنا بالفجرِ
من جراء حبّكِ
وصار هواكِ كالشمسِ
يتحدثون بهِ في كل الآفاق
إن الخطوط ونقط العنبرِ والمسكِ
وما نقشتها الأقلامُ سهواً على الوجه الكافوري
وما سطرت القوسين الهلالين .. على هذا
الألق سهواً
فما أعظم .. يد القدرة
أيتها الحبيبة .. مادامت بين الحسان
فإن قلوبهنَ يتأكّلها
الحسدُ والغيرة !
وتتفتت أكبادهنَ أسىً ولوعة ...
إن يكن من شاهد
فمَ افتقارنا إلى القسم؟!
إن تكن الأوثانُ والأصنامُ نِثاراً تحت قدميكِ .. فلا تعجبي .
أيها القلبُ:
لا تتذمّر .. ولا تشكّ ألماً.
هل رأيتَ حظاً مباركاً كحظكَ !؟
فقد نالتكَ السهامُ من شمالكَ
وأنتَ شهيدُ الأقواسِ
هنيئاً لكَ .....!
إنكَ أسيرُ الأقواسِ المدرارة
لكل سهامكَ ونظراتِ عينيكَ
الكحيلتين
نصبتَ الصدر هدفاً
فما أخطأته ... مامن
آهة إلا ترنّمت بها صدورنا
حتى أصبح لنا سجية
أصيبت الكبد ..!
فكان الأنينُ صارداً عن القلب
فهل أنّ أحدٌ كأنيننا
رسوتُ في شاطئ الأمان
وما كان فرقي من البعاد
حين تنسمت نفحاتُ الوصال
جرفني الموجُ وراء الحبيبة .. فقالت:
بُعداً لكَ ...
يا " لاغر" أنتَ في عصركَ " كالعلاء "
وجسمكَ المثخن بالكيّاتِ والجروح (( كولائي))
ما أعجب
طبيعتك الإنسانية أيها الملا
فكم
تعاني من جور
وكم تعاني من جفاء ؟!.
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |