نص / بابُ الغَاوين "والعَودُ أحمدُ"
2006-05-22
خاص ألف
* مدخل صادق
إن ذلك لكم وحجة عليكم، وهو عود أبدي لذات النفس؛ التي من الأكيد أنكم ستذكرونها حبّاً و بغضًا وما بينهما، ولكنني لن أتذكرها، فأنا لم أغب عني قط، ولم أمت من قبل وكان التنبيه واجبًا وضرورة صارخة.
* نصٌ أمينٌ
إلى كل الناس الذين يفهمون بأعينهم ويمتلكون ألبابًا ضخمة، لها ألسنة صموتة، إلى المعجزين في تصورهم والقادرة عليهم أفكارهم والقاصرة عنهم مدركاتهم وأحوالهم، إلى المؤيدين من الله بثقة يستحي الله منها؛ فلا حاجة لهم وإلى المقربين بالفعل والممدودين بالقوة والمشورة والمستعدلين بالتنويه وإلى الذين تكون جانية عليهم موازينهم وعندهم خبرهم والذين على دراية بعلمهم بجهلهم ولا يخاتلون أنفسهم بالرسوخ وبالضياع وقت الجوع والنشوة وإلى الخارجين على الدائرة المسكونة عن قناعة وبأس صلب والتاركين القطا ينام ليلا ونهارا لأنهم صالحين بالفعل وإلى الداخلين على الذي يتكلم من داخلهم في عقولهم بأيديهم والمفترضين إمساكه والموقنين بظهوره والجاحدين لوجوده والمتيمين به والمتهورين عليه وإلى المنفرجة أرواحهم من فرط الراحة الحقة والسلام الذي يفهمه صاحبه كنفسه لأنه هي.
إلى الكل الجميع بأعلاه، إلى كل الذين تسبقهم إلى .. لهم هم , لكم أنتم , وإليكَ خاصة أيها المندهش وفي قلبكَ فرح وحلٌّ.
لكم جميعا، أتوجه بالروح التي تأتمنون وبالتعب الجليل عن الظهور، إلا رمزا واضحا وبالزهق مني وفيكم وبالأمل العصي على التشبيه؛ لأنه ضئيل كعددكم وبالتشوه الذي ينقلب إما حكمة وإما فجورا.
لكم جميعا، أقول إنكم أناس نبلاء ولا يبلو عناصركم سوى المواقف العسيرة والأسئلة الأعسر، ولستم أنذالا كالذين يبكون أحدهم حيا وينادمونه ميتا.
لذا سأسألكم سؤالا عسيرا وحيدا، ليس كالأسئلة تماما؛ بل هو كلكزة كتف على حين غرة وعلى عَجَلٍ سنفترض جميعا أن موسى قد ألقى عصاه فإذا بها عصا ليس أكثر ولا تأكل الحِبال وأنها فاسدة بالقدرة وحَطَبٌ غليظ بالواقع أفيستحق عندئذ أن يبقى بلا عَون ولا رِفقة تُهيئ له الفرار من الملأ الكافر وأن يترك يُتَألبُ على وجوده ويَتَألّب الوجود عليه مفكرا في خسارته الجشعة حتى الصرع ثم المُخَدِّر ثم الصرع مرة أخرى وأن يودع البحر كالجثث ولا ينزله كالنازلين الفاتحين الماء وهم له متدنسين ومهيئين أن يطّهروا ؟
سيقول الكافر تلك حياة ويقول المؤمن هذا مكتوب وهما سيان كبعضهما في قوليهما وسيقول المعنيّون بكتابي ما هذا إلا نحن وإننا لنا مصدقين وسيندم الذين يزايدون بأنفسهم فيه وجميعهم في كتابي فاعلين وعارفين أنه موسى ولا يستحق ذلك وأنه ليس بخارق في الأرض ولكن الله لا يكلّم أحدهم جزافا ولسوف تضطربون أو تطربون فلا هذي ولا تلك .. فقط تعالوا مهادنين يا أيها الناس الذين تعتصرهم آمالهم كالحزمة ويعميهم خوفهم كالنور الشديد وليسوا على ذواتهم بقابضين وإن فعلوا ولن يفعلوا فهم غير حاكمين عدا المُحَيّين منهم بأرواحهم وألسنتهم والمتوترة قلوبهم كالأجنّة فهؤلاء على الطرق ثم المسارات ثم الظنّ وخلف البيت هم يتحركون , ناظرين موطئ أقدامهم أو السماء ولا يبصرون ما بينهما ولكنهم سيصدفون أو يجدون عما قريب أو بعيد وإنه ليس بِشِعْر ولا بكلام جميل تستنكفه الأفكار وليس بقَبس من الذي هو حق سوى في السمع والنظر والحق ذلك للعلم والتأكيد ألا يُأوّل باطلا ولجذب الروح لما سيجري من طلب يئوس كرسالة* بها سرٌّ في زجاجة تطفو على الماء يتأكّلها الملح وتحرقها الشمس ويُنهكها العَصف فكم سيلبثون ؟ الرسالة والرسول وسرهما معا ضائعين , إن اليأس لشيطان قعيد, إذ يقسم لحامله أنهم لا يلتقطون ولن يصلوا سوى الماء ولن يقعوا في شبك مشدود لحَىٍّ موصول, فمن للشياطين غير الله يحرقهم أو يصلح أبدانهم فينهض أحدهم عن ظهري ويبطل عنه سمعي فما أخفيكم نَصَبي وما أستعلي على الألم وضيق الوحدة والشجن وجرأة الذنب فيما استودعت من سرّ ثقيل ككتمانه أو أوسع ثقلا.
أفأجهر أمْ أنني قد جَهرت وجأرت بالفعل وجحدت من بعد أيماني الذي أوتيته رزقا يسقط فوق الأذن والعين وما خلفيهما كسقوط الماء على ظامئ يبكي من الظمأ إن تشفق عليه يبكي وإن تسقيه يبكي, ذلك بعد كفر هو أحكم سطوة وأمكن من الفقر على النفس
" وكانت نفسي أنفذ عمقا من الأرض وأثبت فتنة من الدنيا ولا يدانيها عَنتا ووعورة إلا القتل ولم يُجاذِبُها أحَدٌ إلا خبلته فشرخت أعزّ ما فيه ثم أسلمته نفسه تأكله ويأكلها حتى يُقضَى تخمة أو قهرا وكانت نفسي وحيدة لأنها غريبة في الوحش فلا تأنس لشيء مخلوق مخافة جهله أن يجبرها على موته حيث لا مطلق غير الخلاء ولا مَرجِع غير المخلب وكانت تسعى وتقف ثم تسعى مزيدا حتى انعدم الأمل فولج الذي نزل واصطفى فبان ووضح فمحى آية الظن وأنشأ قليلا ودك كثيرا فارتاح الذي خُصّ واندحت عن نفسي فإذا هي أثر بعد عين وبغتة للمبصر إذ يرى بموضع نفسه الكلمات منشورة في الخواء الحي وإنه يسمعها ويعي إنما لا يتقن قولها رسما أو نطقا وغير مكلف بالمعنى فيمتنع عليه كامتناع الظل على التجسم وكنت أعتمل حزنا ثم بهجة وأتوجس من هذا الكيان العظيم الذي نما علمي إليه فكدت أألفه ولا أخرج من الشهادة له حتى جاءني الرعب الرحيم ( وإنه إحساس يميت ويحيي ) إذ اتحدت الكلمات عليَ وطفق الحق كالعبارة فأيقنت كيقين الواحد بنفسه وُأعطِيت سرا لا يجوز لأحد غيري وشيئا هو كمفتاح الدخول ولي به إرادة قُصوى دعوت الشيء عصا فإذا جاز السر عن وَهن في الكتم أو فَخر في سَكّرة من الخمر عجز لساني وعجزت يدي ففسد إفشائي وفسدت العصا وهي الآن فاسدة بالقدرة وحطب غليظ بالواقع "
فمن سينيخ البلاغة عن النص ثم يذبحها ويلقيها للملأ الكافر فينفض من حولي فأبدو عنده ويظهر لي
فالسرعة السرعة العَجَل العَجَل
.. ذلك أني أدهم الأرض بكتفي لأدخل ولن أبالي بصمت غيركم أو أفجع في صمتكم ولن أنتظر أحد منكم في أزل أو أبد ولكنني سأريه هناك .. حيث يعرف .
*الرسالة
مِن المتأذي للحق ومن الصمت ومضطرات القول وتقوّض الركن أنا
إنني هنا
لست قابع في المدى ويلحقني النداء لأني أقع في الظلمة ولست بعيدا والريح عاملة
فاستجيبوا لي صوتا أو اضربوا لي نارا لأرى وآنس وأسلك نحوكم
فقط أزيحوا الملأ الجاهل في الظلمة من حولي
إنتزعوني أنتزع لكم ولستم دوني ولست دونكم فافقهوا صاحبكم
فقط أدركوا قبل أن يُستدرَك عليكم احتكامي للحزم واكتتاب الدهر وختم الأمر
"ولا أتحننُ سِمانا أو عِجافا فقط أنوه لكبدي ذا العزم لئلا يُنْعت مقصرا ولذوي الوعي المنزّه عن العِي واللغو
وأنتم أُناس تفهمون كما تفهمون "
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |