نص/ ياسمينة أتعب الريحان سفرها
2006-05-27
مساءها..
تأخذ كل ياسمينة مقعدها المعتاد في الحديقة، والنسيم يسرّح قلقها في انتظار خيط ريحان، سيميل ـ أمامها ـ بقامته الرفيعة.. ثم يجلس بجانبها لتخبئ بياضها الخجول، بعد هنيهة، في حضنه الأخضر المندى، كحضن عاشق متأخر؟!
مساءها..
هل أصدق عيني؟؟! «كيف لي أن أصدقهما!!.. و....» كل ياسمينة تأخذ مقعدها..
إنها هي.. حقاً، ياسمينة يلف خصرها العمود الأخضر لـ«موقف الباص»..
ياسمينة بوجه شاحب غباري وبقامة منهكة......
/«لكأنك غريبة أيتها البيضاء الشاحبة!!
لكأنك ما اخترت خيط ريحان بعد!؟
«بعد قليل، سأتحسس وريقاتك، علني أعرف أي طريق
زينك كل هذا الغبار والشحوب.. علني أتأكد منك..؟؟
ألست تلك «الياسمينة» التي كانت تدلي برأسها فوق ذاك
السور الطيني الموصد!!»
وكانت تكتفي بعينيها، حتى أنحني على قلبي، آن عينيها والنزيف.
فقط، سأكتفي بالتأكد من شحوبك؟؟؟»/
مساءها..
..وأنا أستعيد ـ خلال نبضات معدودات ـ الشمال كله، بعشقه، بياسميناته، بنزيفه الطويل، وعلى سهو مني، خطفت يدي الراعفة وريقة من وريقاتك، فكانت دليلي إلى غبار حزين حتى الشمال، إليك، وإلى غرفتك التي تضيق بك والكتب، والكراسي، والطاولة، وبالفناجين التي تملئينها بي، كل أوقاتك.. وكانت الطعنة التي أحدثت، إثر اقتلاع الوريقة، ما يجعلني «أميزك» من كل الياسمينات الأخرى..!!
و..
و..
من ثم كانت الحديقة وكرسيان يجلسان قبالة بعضهما سنة بأكملها..؟!
دون أن يدفن تويجك في حضني، ولو مرة!! أن أميل عليك، ولو مرة..؟؟
فقط، اكتفيت بعينيك «كان السور الطيني ما زال..» وشفتيك اللتين تصيغان الأغنيات على هواك، كغجرية لم تأبه لغجريتها.
واكتفيت أنا، أنا «الريحان»، بالانحناء على قلبي الذي كنت ستطرقينه حتى يوشك على الزلازل، حتى يغادر الدم كل أعضائي ويستنفر في القلب، استعداداً لدخولك!!..
ولن تدخلي؟؟ أيتها البيضاء؟؟ أيتها الشاحبة!!
هكذا نثرتك في الجهات المختلطة، بيد من هباء، وقلب من اشتياق.
وهكذا، ما استرحت بإحداها.. إلا وأعلنت نفسها «زاوية!!» لتحاصر أصابعك قامتي، قلماًَ، ولم يكتب في دروبك الهاربة سوى الخطوات؟؟ خطوة.. «أ! ح! ب! ك!؟»
ألا أنزف.. أحبك ـ هذا علي؟؟ وهذا عليك، أن أخطو أكثر، كي تقرئيني إلا قليلاً.
«هيه......»:
لقد أنهيت وظائفي الكبيرة! هذه شوارعك.. أوراقاً مطلية بنزيفي، ألم تقرئيني..!!
/«.. لن تقرأ خطاك إلا خلف أسوارها التي تعلو.. و.. تعلو.. لتغلق فيك السماء؟؟!»/
خطوة..
أصلب على شوكة في السور، ولا شاهدة على «ضريحي»، سوى وريقة بيضاء، وشيء من الشحوب»
لقد تعبت
منك.. ولن
أكف عني؟؟
أنا ـ هذا ـ انتزعت
من اخضراري ورقة..
ورقة، من أريجي زفيراً.. زفيراً،
خيطاً هزيلاً بقيت ـ هكذا ـ
أمرر/، متعباً، كل الجهات سوى
شمالك..
والشمال؟؟!
وهكذا، عنيداً،
أعلو أسوارك العالية،
خطوة، أصلب على شوكة
في السور
خطوة، أنجو من شوكة فيه،
ثم قلب، وأتناثر عليك
برجاً.. برجاً
ـ كما ـ
نثرتك!!
وها أنا
المتناثر عليك،
يجتاحني
التناثر الأكبر؟؟!
نزار سرطاوي
2017-04-14
نص رائع بنثره وشعره. لكن يفيض وجعاً. دام ابداعك أيها الشاعر الراقي
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |