شعر / قصائد حب
2006-05-27
1-
ليس هذا ما كنتُ أقصدهُ
عندما تطرقين عليّ الباب، أسمع رنَّةَ الندى الخفيّة، في أطراف أصابعِكِ،... ثم... حين بطرف لساني، أبلّلُ بشفتك السفلى. تتلعثمُ أصابعي على الثياب، ويحدث في حدائق الشتاء الخالية،
أن شيئاً ما
يسقط
على
العشب
شيئاً ما يتحرّك في روحي،...
وليس هذا
ليس هذا ما كنتُ أقصده
* * *
وأنتِ
عندما تكملين الهواء، ثمةَ جرحٌ على الحائط، لا تنتبهين له، إنه يؤلمني...
* * *
وليس هذا على وجه التحديد، ريش العصافير ولا كحلة عينيك، ليس هذا وقعُ خطاكِ، يهزهز الأزرق في الروح، ولكن، أنا أحبُّكِ جداً...
* * *
وأنتَ
حين تكلمين الهواء، وتحكين جرحاً في أطراف الليل، فليس هذا، ليس هذا ما كنتُ أقصدُهُ...
2-
الملائكة والشتاء
ظلُّ خفيفٌ يصنع فنجانَ قهوةٍ في الحديقة، ظلُّ وطيورٌ وهادئةٌ، خطواتٌ خفيفةٌ، تضع آثارَ أصابعٍ حول الفنجان، كل هذا – يا شجرة الآس – ذكريات غصن الرمان، ألتفتي أليه: أنهُ غائبٌ وحزين.
* * *
قليل من بروق الشتاء على ثيابك، الشتاء الذي يحسِبُ أصابعَه، ويطقطقها واحداً تلو الآخر، سترته ملقاة على السياج، هنا في الحديقة، حيث الملائكة يضعون فنجان قهوة له، له وحده يا غائبه
* * *
لا أحد في حديقة البيت،... الملائكة والشتاء بقايا بروق على الأعشاب، وفنجان قهوة ينتظر...
ينتظرُ دون جدوى
3-
جرحٌ في أغصان الرمان
وهناك المكان يمشي، وقعُ خطىً على الماء، عصافير المشمش تتلمس البشرة، وريش المساء له رائحة النارنج... وهناك المكان يمشي
بهجةٌ حزينةٌ على الماء، أوراق مُهمَلةٌ بين الأصابع، قطتان تحت الطاولة، وقمر وحيد جرحٌ آخر على السجادة...
ثمة من يطرقُ على الباب الآن، ثمة من ينصت لطقطقة فناجين القهوة، لوجعٍ في طرف الثياب...
فراء الأرانب على الأشواك، وقت يشبه الليل والحرير، يتلمس النهدين والذكريات يتلعثم الكلام ويهذي الرذاذ...
تخرج العاشقة وتدخل الروح، تحكُّ جرحاً في أغصان الرمان.
4-
لسبب أو لآخر
لسببٍ أو لآخر
كان الظلُّ عسل المساء المرّ
جرحٌ صغيرٌ على قميص الفتاة
يؤلم البستان ونوافذ بيتنا الأول
ربما هي وربما شوارع دمشق
جعلتني حزيناً وأفكر بالموت
فوضعتُ أربعةَ عصافيرٍ
كي تسهر على روحي
* * *
لسببٍ أو لآخرَ
بدا الكلام وكأنه لا شيء على الإطلاق
فأطفأتُ سيجارتي على الحائط
ومضيتُ وحيداً
5-
كلّ المساء أول الحديقة
العصافير تغمر المساء، ظلالك أول الخريف، ولا شيء سوى المدينة، كلّها في سلّةِ عنب، يضحك الهواء، وحدَكِ في جميع الشوارع، أربعُ قططٍ تقفزُ كلما تقفزين، أحدهم يفتحُ نافذةً في الطابق الثالث
يرمي
إليكِ
حديقةً...
كل المساء أول النافذة، الأشجارُ هادئةٌ، قميصك الأخضر الفاتح سرقتُهُ من على الحبل، الأرانب أخذته إلى سلة الروح، المدينةُ بستان، كل العصافير في أول الشارع، والمساء ضجيج المصافحة. أصابعُكِ تمزقُ أوراق المطر، أول المطر نهاية الليل، كلما تساقط على حافة السرير، ذهبنا معاً وعدنا بمناشف مبللة، كل المساء في وجع الأصابع، هل تتذكرين جرحاً في الغيوم؟!
* * *
أحيّيكِ تحتَ خوخِ الضحى
وأنتِ
تلعبين بقلادة أختي
تودين لو نغلق الباب، وأقول لكِ: انتهينا، سأذهبُ غداً إلى بغداد
خرزٌ
أزرقٌ
يساقط
من أطراف
أصابعي...
أنتِ لا تفهمين شيئاً، اتّكئي على شجرة التفاح، اذكري الله، وكوني هادئةً في موقف الباص،...
أنتِ لا تفهمين شيئاً...
ستائر البيت تفضح الخوخ، دعينا نذهب، نذهب إلى بغداد مرةً أخرى، كي يظلَ المطرُ وحدَهُ في الشوارع، يمحو الضجيج يمحو ظلالنا، يمحو الحديقة كلها، الحديقة كلها أول المساء،
ستأتي
معنا
الحديقةُ كلها إلى البيت..
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |