هاجرت الدروب
صحراء بلا خطى
والكاهن قبض على التراب
وختم الملامح
عصف الوباء بالقبيلة
كانوا يتآكلون ويتساقطون
كأوراق الخريف
في فصل مهجور
بلا لون
امتلأت الخيمة
قالوا وصل غبقل الأبشري
من بلاد عويلستان
سجد إلى العزيز
يحمد نعمة الوصول
فنما العشب على الأطراف
صرخت النسوة بألوان الصغار
قد وجدنا الطاعون
كانت تفور بالأجساد الحسرات
حبّات من الجمر
وكان الإحتضار أبيضاً
طيفاً يتصاعد نوراً
وعيون الوقت
كمسامير النعش
ساعة الغروب
لحظة الشجون
عليكم برائحة الزبد
إنها النصوص القديمة
صاح العرّاف االضرير
وامتد صوته مطراً
وترياقاً
لم يقبل توبتهم
فهاج الجراد
يقرض البلاد
والعباد وهم راحلون
نزل الناس إلى وادي الموت
وقد هجع الليل
والذئاب التهمت المأذنة
تجمّع المُريدون حول الضرير
ينشدون أهوال الزمان
قالت النسوة
أن النخيل ابتلع الخيل
وقال أحد الشيوخ
أنه شاهد الرجال
يسيرون بلا أنوف
وقال الأبشري
أنه شاهد شجر الرمل
يسير فوق الماء
وصرخ بالراحلين قبل أن يموت
إنها الوديعة يا قوم
فشيوخ القبيلة
كاذبون منافقون