حينَ كنّا في المدرسة ..
خاص ألف
2015-04-07
حينَ كنّا في المدرسة..
الدُّمية اللّذيذة ( ياسمين )
كانت عُضواً مُهمّاً في العائلة
مثلَ أُختي الصّغيرة
حينَ كانت تقفِز
على أريكة القُلوب
. . .
حينها..
كانَ كلّ شيء
كما هو الآن
ونحنُ نعلَمُ جيِّداً
أنَّهُ لم يختلِف شيء سِوانا
الرّيح - ذاتُها -
مازالت تهُزُّ جدائلَ أشجارنا القديمة
الدّكاكين - ذاتُها -
مازالت تبيعُنا سكاكرَ الضّحكات والنُّجوم
المِدفأة - ذاتُها -
مازالت تُتمتِمُ بِلهب الأمان العسليّ
لكنّها البُيوت
- البُيوت ذاتُها -
لم تعُدْ تسكُن أعماقنا
. . .
حينَ كنّا في المدرسة
أهدَتني أُمّي كِتاباً وقُبلة
اشترى لي أبي قِطاراً من ضوء
سافَرتُ طويلاً
بِجَواربي العجيبة
وفمي المُستغرِب
كمغارة استفهام
. . .
كنتُ فخوراً بِاختراعاتي
التي غيَّرت التّاريخ
وبِالأيّام والوُجوه
التي خبَّأتُها مؤونةً
في قفص حقيبتي الصّدريّ
. . .
كانَ المرَح طائرةً من صوف
والأناشيد عصافيرَ تتقافَز
من كِتاب القِراءة
. . .
أطلَقتُ زعانفَ الحُلم
في كأس الحليب الصّباحيّ
فأبحَرَ قلمُ الرّصاص
كمِكنسة السّاحرة
وخربَشَ بِالفُروض المدرسيّة
على سطحه الوسيم
. . .
ملأتُ أفواه الأرصفة
بِالدّحل الصّاخب
وجُنون حبيبتي
وقْتَ نامَتْ على مقعد الرّبيع
بينما الرّذاذ يغسِلُ رِيْشَ وجهها
يخطِفُها فُتات البسكويت
وتطيرُ فوقَ بِساطٍ
من صُوَر العِلكة
مازلتُ أُفتِّش عنه
في آبار الذّاكرة
وبينَ ذِراعيْ
قوس قزح
. . .
كانَ مَريولي العبقريّ
فَضْفاضاً..
مثلَ حافلة
تنقُلُ قبيلة مجانين
إلى دُرْج المقعد
. . .
كانت قُبّعتي
أشدَّ حُمرة من شِفاه المُعلِّمة
وكشكولي الطّافح بِالزَّوّادة والنَّصائح
أغزرَ ثماراً
من بُستان بدين
. . .
كنتُ أقصَرَ من عروسة الجَدّة
وكلّما قضَمتُ منها قليلاً
ازددتُ نماءً
وقَصُرَت عُطورُ الحياة في دمي
فأرسُم على سَبّورة الرّوح
أُغنية.. بِحجم الكُرة الأرضيّة
أُعلِّقها على شُرفة
يتّكِىء عليها الزّمن ..
أركُلها في الرَّدهة المُستلقية
بينَ جاريْن
مُسجِّلاً أهدافاً مُشتاقة
لأطيافٍ تُشبِه وجهَ أُمّي
وتعاليمَ أبي
الكامنة لي
على طريق المدرسة
. . .
كنتُ أبتلِعُ كَبسولات الدِّفء بِشراهة
وأغفو كمقطوعة لَوْز
تحتَ أغطية اللّيل البيضاء
قبلَ أنْ أصحُوَ
على حينِ دمعة
فلا أجِدُ بقايا عربة واحدة
تُقِلُّني شرقاً أو غرباً
أو ألمَحُ نهراً منسيّاً في رُكامه
شَمالاً أو جنوباً
يدفَعُ بِنـزيفه الوارف
زوارقي الورَقيّة
ويرفو بِعُشب أحضانه
صُراخي المُتهدِّلَ كجُثّة
مُكوِّراً عنفاتٍ وأزهاراً
تَقي قلبي لكمةَ الانعطاف
لأُفجِّرَ رأسَ هذا العالم الأبله
ولو بِمُسدَّس مائيّ
قبلَ أن تلفُظني الجِهات
كأ نّي أنا ] النِّداء [
. . .
حينَ كنّا في المدرسة
كانَ الله جَدَّاً رؤوفاً كالحلوى
وكانتْ تحيّة الصّباح
فتاة جميلة
رحَلتْ إلى الأبد .
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
30-كانون الثاني-2021 | |
31-تشرين الأول-2020 | |
19-أيلول-2020 | |
29-آب-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |