رسالة ملطخة بالدم.. لك ! ملاك منصوري - ترجمة:
حمودة إسماعيلي
خاص ألف
2015-05-27
ليس هناك من أبدية، سواء في الحب، في الناس، أو حتى الحياة. مع أني لست متأكدة فيما يخص الأخيرة. نعلم بدون شك بأن الجميع يطرح نفس التساؤلات.. تعلمون، تلك التساؤلات المستبطَنة والتي نتلوها لمجرد ألا ننزلق للثائر الفظيع. هذه التساؤلات التي تُلمح، بالغالب، معلّقة عند نهاية أي جملة؛ تلك التي تدفع أشباهنا للاعتقاد بأشياء لا نستوعبها نحن بالذات.
وبه، فأنا كذلك أطرح نفس هذه التسؤلات. أجل، لقد توقفت للحظة كي أعيد التفكير بهذه الأسئلة الشائعة التي يُقال عنها: وجودية. لا أخفي عنكم بأني كنت أشعر بالخيبة، بالحيرة وخاصة بالذهول.
يجب التخلي عن أيديولجياتنا، معتقداتنا الجاهزة، بأمل تحصيل السلام وصفاء الروح، دون حاجة الانصهار في (معتقدات) الأغلبية. نقول بأننا لسنا مسؤولين على ما نحن عليه، إنما بالأحرى ما نُقدم عليه، ومن جهتي فأنا لا أنكر ذلك. إني مشاهدة، مثلكم، لتقلبّات حماقاتنا الإنسانية. وأعجز عن الوعد بألا أهتف لنهاية هذه التراجيديا السعيدة. أجل، وأقول بأنها سعيدة، فالنفاق الاجتماعي يندرج كصيحة على ما يبدو. تأكدوا بأن بؤسكم كان يوما ما السبب في ابتساماتكم الساخرة.
مهما يكن ذلك لا يهم، أحببت جدا صيحة الأيام الخوالي، بالأحرى "المدرسة القديمة" سيدة الجميع.
هذا العالم المنحط يدور بسرعة فائقة، وعقارب الساعة بالاتجاه المعاكس. ليس هنالك من بطل، صححوا مفاهيمكم، ولا منقذا من قريب. إذن فلتستيقظوا من أوهامكم، ولتنزعوا القيود الغير المرئية التي ارتديتموها بكل أريحية. فالتغيير ضرورة، والضرورة أمر مستعجل، والمستعجل لا ينتظر.
أمليَ علينا مئات المرة بأن نكون أجمل ونلتزم الصمت، وكل ذلك لجيّد، ولكن منذ متى كانت إمكانيات الناس تُختزل بحدود أجسادهم؟ لما لا يجرؤ أحدهم على الإدلاء، بقوة وصوت عال، بحجج مضادة؟ ماذا لو أن الصمت علامة الجبن وليس الرضى؟
إذن كونوا أجمل والتزموا الصمت، ليس الغذ بنهاية العالم. فابتهجوا بوجودكم دون استشعار العيش. قرقروا بكلمات الضغينة وابتلعوها دون مضغ لكن تحملوا مسؤولياتكم. سخرية قدرية؟ لا، ترون بأني متأسفة. وكل شخص لا يحصل إلا على ما يستحق، فالقدر ليس بجلاّدك.
إنك منزعج من هذه الكلمات التي لا تتقبّلها ومع ذلك تبدو مألوفة؟ ستتوقف دون شك عن متابعة القراءة؟ فإذا أجبت ب"نعم"، فابتهج فإنك لا تزال تتمتع بحسٍ سليم، لم يندثر كل شيء. إذن، حرية تعيبرك أم وهمك الأبدي؟
مضحك هو قدر الضحايا المستغلة بإحكام. كحوافر الأقدام، ما الذي يجلبه موقف السلبية المفرطة؟ وإذن، إذا لم تكن تعلم، فدعني أقول بأنه: "لاشيء". خذوا الوقت لطرح الأسئلة المهمة، لا تلك التي تهمسون بها آلاف المرات عبر قنوات لانهائية.
فأن تظل سلبيا و لامُدرِكا، هو من وجهة نظر أخلاقية عبارة عن معضلة. اهتموا بحيواتكم ودعوا حياة الآخرين، أو يمكن دوام السباحة في جهلكم وتفويت القطار الآخير نحو حرية المصير.
اعلموا، أصدقائي، بأن الندوب الممكنة للزمن لامفر منها، سيأتي يوم نقارن فيه بين تلك الخاصة بنا وما هو حاصل، وصدقوني، ذلك سيكون مثيرا للدهشة.
إن وعينا ليس بالميت، وستأتي صدمة بالتأكيد لإيقاظه. لذلك، لا يجب أن ننسى أن المعارك الكبرى تثير الزوابع.
لمن يتفهّم.. ملاك منصوري.