الوقت الهارب من بيت أبيه ..
خاص ألف
2015-06-28
(1)
مذ قلَّبَ مِحراثُ حُزني الحياة
لا أُفرِّقُ بينَ الرّصاصة
وبِذرة المِشْمِش
بينَ الخنجر
والموْزة
بينَ مجازر المُدُن المنسيّة
واصطفاف الكلمات في أرْتال
على ورَق القصائد
ليسَ لأنَّني لا أرى ولا أسمَع ولا ألمِس
بلْ لِفَرْطِ البحر في قلبي
لِفَرْطِ الحشائش المُتعانقة مع أهدابي
ولأنَّ في يدي
مُصافحاتٍ كثيرةً تُلِحُّ علَيَّ
وفي أُذُني
قِطارَ أغانٍ ينبِذُ المحطّات
(2)
مذ قلَّبَ مِحراثُ حُزني الحياة
لم أُقارِب إسفلتاً أو أرصفةً أو سلالِمَ صاعِدة إلى القلعة
ربّما لأنّني أمشي مقلوباً
أو لأنّني أرتدي
حِذاءً من جِلْد المجاز
وشَفَتايَ
غَيمتان من سَعَفِ النّخيل المُحترِق
... ولكَم أردتُ
أنْ أفرُطَ قِلادة النُّجوم
كحبّات الرُّمّان في صَحن
أنْ أقلِيَ القمر
كبيضة
أنْ ألثُمَ - بِحُرْقةٍ - صَبّار المسافات
كمعشوقةٍ ترفَعُ رِئتي
على شَوكة الفِراق
وأنْ أنخرِطَ
- على الرَّغم من الحِجارة والحراذين والقتلى السّاكنينَ بِئْرَ نفْسي -
في ثورة النُّهود
ضِدَّ جُيوش اليَباب
(3)
مذ قلَّبَ مِحراثُ حُزني الحياة
وأنا أكنُسُ أفعالَ الأمر
من قواميس العالم
أدفُنها كالنِّفايات السّامة
أو أُدحرِجُها كالعجلات
لأخدَعَ بها الوقتَ الهاربَ من بيت أبيه
/ مأخوذاً بِدَورانها
خارجاً من حانة الكواكب
دمُهُ ثوانٍ ودقائقُ من غَرابة
وصداهُ تِنِّينٌ يترنَّح
عبرَ تجاويف الكون / :
- لِماذا لا تستقِرُّ دواليبُ اليانصيب هذهِ على رقمٍ ما ..؟!
. . .
. . .
فأُخمِّرُ السُّؤالَ
في إبريق سُؤالٍ آخر :
- لِماذا كلّما شدَدْتُ مُهرة َالفَنتازيا
من ذيلها المُتدلّي من باخرة الفُنون
ثمَّ لوَّحتُ بها كسهمٍ ناريٍّ يتطايَرُ شرَرُهُ
ورشَشْتُها مِلحاً وبَهاراً
على مائدة المدى
اقتادَني رِجال الشّرطة إلى السِّجن
بِتُهمة الحُلول
في
] بائع أَخْيِلة جوّال [ ..؟!
. . .
. . .
وكلَّ مرّة
يُنفِّذونَ بِنا حُكْمَ الإعدام
يُصيبُهم الذُّهول ذاتُه
حالما يُشرِّحونَ الجُثّة :
. . .
. . .
]- حتّى مكانَ الرّوح
طُيورٌ نورانيّة
ترقُدُ
فوقَ
بُيوض
الحُبّ ..!! [
(4)
مذ قلَّبَ مِحراثُ حُزني الحياة
وأنا .. كلّما تسلَّلَ قراصنةُ السُّبات
في نعَسِ شراييني
نبَّهني جِدارٌ بِذِراعهِ الإسمنتيّة
أرهَقَنـي بِمُلاحقـة الفراشـات في حديقـة , وهزِّ الأراجيـح لأطفـالٍ
يأكُلونَ غزْلَ البنات .. التقَط َ السِّيمفونيّة الخامسـة لِبيتهـوفن عـن رفٍّ
مُثبَّـت بيـنَ غيمتين ؛ علـَّقَها خـرَزَةً زرقـاءَ في عُنـقي .. قرَأَ لـي
قصيـدةً تخيَّـلتُ صُـوَرَهـا عُشّـاقاً يلهـونَ فـي مُـروج المطر ..
/ - سُرِّحْتُ من الوظيفة لِرفضي الوُقوفَ جِـداراً رابعاً لِسِجـن ؛ وبعدها
اشتغَلتُ حارساً لِلحُبّ .. بِأفيائـي لاذَ المُغرمون .. عندَ قدميَّ تمسَّحـتِ الكِلابُ الشّـاردة .. وعلى رأسي الأملس تبختَرتْ عائـلة الحلـزون ..
كنتُ خطَّ وقْف إطلاق النّار , وعنـدما عادتِ الحرب فقَدتُ بصَري .. /
أخيـراً .. صافَحنـي بِدِفءٍ , ومضى يجُرُّ الإشـاعات كذيـلِ ثـوب:
] عندَ اكتمال القلب
طوراً جِدارٌ من رحيق
وطوراً جِدارٌ من لحمٍ ودم
هكذا ..
ينتصِفُ ليلُ الأُسطورة [
(5)
مذ قلَّبَ مِحراثُ حُزني الحياة
اعتنَقَ يخضورُ عينيَّ العصافير
. . .
. . .
ولأنّني
محْضُ
ريحٍ
عابِرة
اعتدتُ ألاّ أترُكَ أثَراً
أكثرَ من حِبر ٍ يُمسَحُ عن وجه الأرض
بِالطّريقة ذاتِها التي تُجفَّفُ بِها
أنهارُ
الدَّمِ
المسفوك ...
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
30-كانون الثاني-2021 | |
31-تشرين الأول-2020 | |
19-أيلول-2020 | |
29-آب-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |