وسط ألوان الفراشات
أُرددُ خريفاً دامِع العين مثل أغنية,
ها هي الأشجار كأرامل المدينة تنتفُ أوراقها بيدها,
البلابل أغفتْ الورود على تغاريدها
وأقفلت مسرعة
كقلوب متوجسة
إلى أعشاشها.
العشاق تركوا ورود القبلات أدراجهم
نحو حلم نرجسةٍ غارقةٍ في الإنتظار,
والمُصّلون عبروا الحديقة على عجلٍ
قبل أن يُكسرَ وضؤءهم,
المقاتلون أدخلوا الطمأنينة قي قلب الأرض
ببعث رموش الليل,
غاسلين الصدأ عن الأصداء القديمة,
مؤاربين بنادقهم عن أعين الأطفال.
البستانيون أخمدوا أغنياتهم الأخيرة,
وأقدوا القناديل لِسهرات الملائكة,
متكئين إلى نعاس الصفصاف,
مُنصّتين قلوبهم إلى أغنيات جبل
گویژه*.
وأنا أغني تحت نرجسةٍ,
وحيداً في هذه الحديقة
مثل قبر شيركو بيكاس**
___________
*گویژه: جبل يطل على مدينة السليمانية في كردستان العراق
**شيركو بيكاس: شاعر كردي(1940-2013) مدفون في حديقة آزادي وسط السليمانية حسب وصيته.