بينَ جلدتَيْ كتاب مَمنوع . .
خاص ألف
2015-10-18
مدخل1
أُحِبُّكِ مِثلَ كلّ مرّة
أردتُ فيها أن أُحِبَّكِ
وعجِزتُ
أو نجحَتُ في أن أُحِبَّكِ
وفشِلتُ في التّعبير .
مدخل2
قريبٌ من المطر كِفاية
كي تُنادي الأغاني بِاسْمي ..؟!
وحشُ الينابيع
ينسِفُ رُكود الغُرفة ..
كثيراً ما أرفَعُ سقفها
وأُقبِّل غيمةً عابرة
فتحمَرُّ العصافير خجَلاً
وتسقُط في عينيكِ البسيطتين .
وقتَ يضيق بِنا العالم
تنفتِحُ لنا الغُرفة
كمغارة علي بابا
ندخُلها راكعيْن لِلحُبّ
عبدَيْن لأمير الجُرأة
نتدحرَجُ حبّتيْ ندى
في تُوَيج وَردةٍ
تفتَّحتْ كإلهٍ غامض
ثمَّ أُغلِقتْ ..
كالفِردوس علينا .
في الغرفة ..
أكونُ حفيدَ رامبو المأفون
أسرِقُ من الشّمس درّاجتها الضّوئيّة
وأُهديكِ إيّاها
تكون الغابات حُلماً مُمدَّداً
تحتَ قدميكِ ..
واللهُ .. أحدَثُ خبَرٍ عن عِشقنا
ذاكَ هو الباب الأماميّ لِقلبي
ادخُليه حافيةً وعاريةً وخاطفةً مُبدعة
لِلبرق الذي أهواكِ فيه
خُذيني جِرار خَمر
في المراكب التي لن ترسو
صَلِّي ..
كي ترقُدَ براكيني بِأمان
رحّالةً سأكون منذُ اليوم
سأُتاجِر بِالثّعابين اللّطيفة
سأبيعُ العالم
بِفراشتين همستِهِما في دمي
وكلّما أيقَظني جبل جليد الكون
ستذوِّبه قِطارات اللّهفة والأسرار
فوقَ نهديكِ الصّغيرين
وطنٌ لِرصاص الشّهوة
والبِلاد الأُخرى اندثَرتْ
أبراجُ سُكارى أناملكِ
وما تبقّى سراب .
- الحُبّ يا حبيبـي ..
يُبعثِر السّنوات التي تعِبَ الله في جمعِها لنا
يأتي ، ونحنُ في غَمرة الضّجيج
لِينفينا في جَبيرة صمت
نِصفُ خيطٍ أو أقلّ
ونُدمِن هاوية الانفجار
الحُبّ مناجمُ الرّحيق
وحافلاتُ المُستحيل
يخلُطُ تِلال الورَق المُرقَّم في أدراجنا
لا الواحد واحدٌ في عينيه
ولا العشَرة عشرة .
وقتَ يضيق بِنـا العـالـم نُعـيـدُ تلوين رُســوم الأطفـال علـى
جُدرانِ أعمـاقنـا نختـالُ تحـتَ شـلاّلِ قُبلة رُمحيـْن أعزلين وبُنـاةً
رائعيـن نُعـلي قِلاع الرَّمْـل على شواطئ السّـرير نُطـلِقُ طائـرات
الـورَق فـي سَـماء النّبـض نُهـرِّب لحظـاتنا المُبـلَّلة بِالشُّـهُب من
التّقويـم فتنتـهي كلّ أيّامـه نضَعُ العِصيَّ بينَ عقـارب السّـاعة ثـمَّ
نُقهـقِـه مـثـلَ أولاد الشـّـارع حيـنَ يـتعثـَّر بِهـا الزّمـن ...
نرقصُ نغنِّي نقشِّرُ موزَ الحكايات نُطيِّرُ
قُرى الفطائر جهةَ النُّجوم المُشفقةِ على
الغائبينَ عن صُعود الكرنفال نفترسُ
الثّواني كقبيلة بدائيّة وطبولُ القلب
تُقرَعُ نأخذُ النّهارَ في عُطلةٍ خارجَ
قوسي الشُّروق والغُروب نضَعُ
السّاسةَ في عُلَب سردين نقذفُها
من شبابيك البال نُحرِّرُ بلادَنا
مطَراً وساحاتٍ نُوحِّدُها شجراً
في أحواض الشّرايين أسماكٌ
تبزغُ وتنصبُ علَمَها على
سارية
جسديْنا
مُنشديْنِ مجدَنا العاشق بوردة ٍ حمراء تطلُّ من جيب قميصه . .
- هل كويْتَهُ جيّداً يا حبيبـي؟!
- مَن .. طقمُهُ ؟!
- لا .. ياسمين العسل الحزين في قلبي ..
. . .
. . .
- يا حبيبتي النّائمة في تاج الشّمعدان
بينَ جبَلَيْ نهدَيكِ
ممرِّي الوحيد
آهٍ لو تنهار الصُّخور
فأُسجَنَ هناك إلى الأبد .
. . .
. . .
- يا حبيبـي المُلهَم بِشظايا النّبيذ
وجهُكَ صُندوق بريد القُبل
ومِغْزَل الهوى
يلفُّ جدائلَ تعاويذنا
في كُمِّ مُداعبة قديمة
عرَفوها لِلتوّ
. . .
. . .
- يا حبيبتي الصّافية
كجزيرة أهجُرُها
لأنَّ شِفاهَكِ التي أهواها.. صامتة
أنا صرخةٌ صفراء
لأنَّ عُيونَكِ التي أحتاجها.. تبكي
أنا صحراءٌ عطشى
. . .
. . .
بِاسْم ِمحار الحُبّ فالتاً من صائديه
تعالي نتهكَّم من عضلات الجُدران
بِاسْم ِالنَّوارس الضّائعة
في مَطَبٍّ هوائيّ
اخرُجي من وراء النَّرجيلة
كي أعصُرَ دُموعي
زَيْتاً في قناديل يديكِ
اخرُجي مع كوكب المُشتري
_ أوَّلُ هداياكِ لي _
كي أحبُكَ حبلاً سرِّيّاً
لترانيم الشّوق النّامي
فوقَ مروج الطّاولة . .
. . .
. . .
أراكِ سهمَ عطرٍ على رفوف
المكتبة بُحيرة عزفٍ في باب
آلة التَّسجيل أراكِ تحتَ المكتب
قطّةً تكمُنُ لضفائرِ ربيعٍ قادم
وهجُ ظلِّي الأنيق يتهادى على
وجنتيكِ ويقطرُ من شفتيكِ نبأً
للغَفوة الذّهبيّة ورحابةً للصّخب
المَحمول على سِفْرِ المُذنّبات . .
. . .
. . .
أريجُكِ قمحُ براعة
أريجُكِ حريق .
وقتَ يضيقُ بنا العالَم نُمسكُ مفاتنَ موتنا اللّذيذ كأخشاب
الغرقى نُحطِّمُ جميعَ المزاليج مُؤكِّدينَ لسيِّد الغُيوم أنَّنا
لسنا حُلماً هجيناً، نحنُ ثناثيّة حُقول أو معشر حرير سِحري . .
عِناقُنا : جوقة زنابق وجوبة عصافير وجولة سِيرتنا
الطّريّة على مَنابع الشّمس . . عِناقُنا : شِراعٌ مَحبوكٌ يُقصي
الحياةَ عنّا ويصبُّها فينا يتماوَجُ بدلالٍ ويُهشِّمُ وقارَ الصُّخورِ
مُنبسِطاً في لحاء سَكِينة تعلو وتهبِط وإلى أحداقنا تأوي
حيثُ لا فواصل . . .
أُممٌ من صِغـار الذِّكريات تتسرَّبُ خارجَ المآقي تسقينا قهوةَ
القِباب البعيدة والسّعادة المكشوطة عن صدأ الأجراس تطوينا
في نحلة غيابها الشّـاهق تجعَلنا نبكي ونحكي ونُشـهِر كلماتنا
البرّيّة مصابيحَ أو ننثُرها زهرياتٍ تخرُجُ منها النّار مُسـتعجلة
دائماً مُسـتعجلة ومَسرودة في زوايا الغُرفة والـرّوح ننفُخُها
في الصُّوَر المُلصقة على الجُدران فينـزلِقُ البحر من أسـفلِها
دُفْعـةً واحدة ويُغرِقنا بينَ جُزُر الكراسي وتقفِزُ منها الخُيول
والجِبال وبُيوت الرِّيـف الحجـريّة لِنستقبِلها عـلى الرَّحب
والسِّعة في سُهول أحضاننا . . .
وقتَ يضيق بِنا العالم
نستمِع فقط لِموسيقى قلبينا
ويصيرُ لنا دِماغ واحد
نطوفُ حولَ كعبته آلاف المرّات
دونما تعَب ..
. . .
. . .
أحياناً نفُكُّ حِزام الأرض
فيسقُطُ سِروالها الثّلجي
وأحياناً نرفَعُ آذار
طِفلاً فوقَ أعشابنا المُرتعشة
أحياناً نقِف أو نمشي
في مَخاض العِنَب
وأحياناً نُطارِد دجاجاتِ شهوتنا
. . .
. . .
ووقتَ تضيق بِنا الغُرفة
نُمارِسُ الحُبّ
بينَ جِلدتَيْ كِتاب مَمنوع .
مازن أكثم سليمان .
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
30-كانون الثاني-2021 | |
31-تشرين الأول-2020 | |
19-أيلول-2020 | |
29-آب-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |