النبي وحبه للنساء الجميلات / شهاب الدمشقي
2015-12-05
حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة )(رواه النسائي والحاكم من رواية أنس وقال صحيح على شرط مسلم .)حديث يكشف عن جانب من جوانب شخصية محمد وهو علاقته مع النساء .. والسؤال الذي يطرح هنا :كيف عبر الرسول بسلوكه عن ( حبه ) للنساء ؟؟؟؟
تخبرنا المصادر التاريخية ان محمدا عاش شبابه في زهد وطهر ، اذ لم ينغمس في الملذات الجنسية كحال اقرانه من الشباب ، وكانت التجربة الجنسية الاولى في حياته هي عندما تزوجته خديجة التي كانت تكبره بـ ( 15 ) سنة ( تزوجته ولها من العمر اربعون سنة ، في حين كان عمر محمد 25 سنة ) .
عاش محمد مع خديجة 25 سنة ، وخلال هذه الفترة الطويلة لم يتزوج عليها او يتسرى بها رغم ان ذلك كان شائعا في المجتمع المكي آنذاك ..
ولكن ... بمجرد وفاة خديجة حدث انقلاب كبير في سلوك محمد ، اذ تزوج من (11 ) امرأة في الثلاث عشرة سنة التي تلت وفاتها، بل انه عاش مع تسع منهن في الوقت نفسه ..
من البديهي ان يتساءل الباحث عن سر هذا التحول الكبير في سلوك محمد وشخصيته .
تقول الدكتورة سلوى بلحاج العايب في كتابها ( دثريني يا خديجة ) : في اعتقادي .. ان خديجة بما كان لها من نفوذ معنوي ومادي على محمد كانت هي من جعله يمتنع عن التزوج عليها ، فقد كانت خديجة بالنسبة الى محمد اليتيم والفقير : الزوجة والأم من ناحية ، والعائلة ( المنفقة ) من ناحية اخرى ( ووجدك عائلا فأغنى ) ، لقد كانت تهيمن عليه بشخصها ومالها، لذلك كان من الصعب على محمد في مثل هذه الظروف ان يفكر في غيرها ، كما كان من الصعب عليها ان تقبل بضرة أو بسرية ( أمة ) ( ص 107 ) .
بعد موت خديجة يتزوج محمد في البداية زواجا واحدا من امرأة متقدمة في السن وهي سودة بنت زمعة و ومن ثم يطلقها .. او يعزم على طلاقها ( حسب بعض الروايات ) بعد ان شاخت .. فتتوسل سودة الى محمد ان يراجعها ( او يعدل عن فكرة الطلاق ) وتهب يومها الى عائشة الأثيرة الى قلب النبي .. فيقبل .. لتتحول سودة الى زوجة في الظل ..
هذا الزواج سيُتبع بزيجات اخرى عديدة ، ولا غرو في ان ما حال بين محمد وبين اقتنائه لعدد من الزوجات هو وفاة خديجة ( أي زوال عائق معنوي ومالي كبير كان يصده عن ممارسة التعدد ) و المركز السياسي الجديد لمحمد بوصفه نبيا وزعيما سياسيا وقائدا عسكريا له نصيب من الغنائم ومنها النساء طبعا ( مثل صفية بنت حيي ، وجويرية بنت الحارث )
لقد عاد محمد الى العيش كما يعيش عادة من هم في مركزه السياسي والقيادي ، فيقتني الزوجات ويتسرى .. وان كان ذلك ضمن اطار اخلاقي وديني .
بالتأكيد تحاول الكتابات الاسلامية المعاصرة تقديم تبريرات لهذا التعدد الكبير في الزواج الذي وصل الى درجة خرق تشريع قرآني، فتارة يكون الزواج لمصلحة اجتماعية ، وتارة لمصلحة سياسية ، وتارة ثالثة لتقرير تشريع معين او لتأليف قلوب المشركين وجذبهم الى الاسلام ......الخ .. وهكذا تتعدد التبريرات ويختفي البعد الاجتماعي والعاطفي والنفسي لهذا الجانب في حياة محمد ..
من الواضح ان هذه التبريرات التي يسوقها الكتاب الاسلاميون تبدو في كثير من الاحيان مصطنعة وملفقة ، والسؤال الذي يفرضه العقل هنا :
اذا كان وراء كل زواج من زيجات محمد حكمة وغاية سياسية او دينية فلماذا لم يفكر محمد في ممارسة هذا الاسلوب ( اسلوب الزواج) في بداية الدعوة الاسلامية وفي حياة خديجة لتأليف قلوب المشركين ودفع اذاهم او لجبر قلوب رفاقه من المؤمنين او لتحقيق مصلحة سياسية او دينية معينة سيما وان مرحلة بداية الدعوة كانت مرحلة حرجة وصعبة، لماذا كان مضطرا ان ينتظر حتى وفاة خديجة ؟؟؟
في الحقيقة هناك نقطة هامة يصر الاسلاميون على تجاهلها بل والتعتيم عليها عمدا وهي : ان القاسم المشترك الذي يجمع اغلب زوجات الرسول هو الجمال ... فمحمد انسان اولا واخيرا .. وينجذب الى الجمل كباقي الرجال ..( يقول ابن الجوزي : اختار لنفسه عائشة وكانت مستحسنة ، ورأى زينب فاستحسنها ، وتزوجها ، وكذلك اختار صفية ، وكان اذا وصفت له امرأة بعث يخطبها ) ( صيد الخاطر : 180) ومن الواضح ان الجمال والحسن كان حاضرا عند الكثير من زوجات محمد بعكس الصورة التقليدية التي تصر الكتابات التقليدية على رسمها لزوجات محمد بوصفهن ( ارامل او مطلقات لا يستحوذن على اهتمام من يبحث عن الحسن او يستهويه الجمال ) ( زوجات الرسول لمحمد ابو البكر : ص 12)
- أم سلمة : تقول عائشة : ( لما تزوج الرسول ام سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر الناس جمالها ، فتلطفت حتى رأيتها ، فرأيتها أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال ) ( المنتظم : 3/208)
- زينب بنت جحش : ( كانت امرأة جميلة ) ( الطبري : 2/232) ... دخل محمد مرة على منزل زوجها وربيبه زيد وكانت فُضُلُ ( أي تلبس ملابس المنزل فقط ) فاعرض رسول الله ، فقالت : ليس هو هنا يا رسول الله .. ادخل .. فأبى .. وانما عجلت زينب ان تلبس حين قيل لها : رسول الله على الباب ، فوثبت عجلة ، فأعجبت رسول الله ، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم ، الا انه اعلن : سبحان الله العظيم مصرف القلوب ..فجاء زيد فقال له : لعل زينب اعجبتك ؟؟ فقال رسول الله : امسك عليك زوجك .. ففارقها زيد واعتزلها .. ) ( الطبري : 2/231)
ويضيف القرطبي تفاصيل اخرى فيقول : ( اتى عليه السلام زينب يوما يطلبه ( زيد ) فابصر زينب قائمة ، وكانت بيضاء جميلة جسيمة ، من اتم نساء قريش ، فهويها ، وقال : سبحان مقلب القلوب ...وقيل ان الله بعث ريحا فرفعت الستر زينب متفضلة ، فرأى زينب فوقعت في نفسه ) ( القرطبي : تفسير الاية 37 من سورة الاحزاب )
- - جويرية بن الحارث : سُبيت في السنة السادسة لهجرة ، تحدثنا عائشة عنها فتقول : لما قسم النبي سبايا بني المصطلق وقعت جويرية في سهم ثابت بن قيس الشماس، فكاتبته على نفسها ، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يراها أحد الا اخذت بنفسه ، فأتت رسول الله تستعينه في كتابتها ، فو الله ما هو الا رأيتها على باب حجرتي ، فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت ، فدخلت عليه وقالت : يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث ، سيد قومه ، وقد اصابني من البلاء ما لم يخف عليك ، فجئت استعين بك على كتاب ، قال : فهل لك خير من ذلك ؟؟ قالت : وما هو يا رسول الله ؟؟ قال : اقضي عنك كتابك واتزوجك . قالت : نعم . وكان عمر جويرية آنذاك عشرين سنة . ( سيرة ابن هشام : 2/294 )
- صفية بنت حيي : وهي يهودية جميلة لم يُر ( بين النساء أضوأ منها ) ( الاصابة : 8/126) اصطفاها محمد من سبي خيبر ( تفسير ابن كثير : 3/823) ولم ينتظر حتى يعود الى المدينة او ينتظر عدتها وهي التي قتل زوجها في نفس اليوم بل عرّس بها في الطريق !!!!!! ( السمط الثمين : 81)
- عائشة : وهي بحد ذاتها حالة فريدة تستحق التأمل ، فقد تزوجها محمد وهي بنت 6 سنين ودخل بها وهي بنت 9 .. وكان عمره عندما تزوجها 52 سنة ، أي في عمر والدها تقريبا ، وكانت عائشة في علاقتها مع محمد اقرب ما تكون الى طفلة وجدها ، ويبدو انه ادرك ذلك جيدا فتركها تمارس طفولتها كما تشاء ، وكان لهذا نتائجه الخطيرة على نفسيتها فيما بعد !!! ، ويُروى انها كانت تلعب بالدمى – شأن بقية الأطفال – ويحضر لها صحيباتها لتلعب معن ، أي انها زوجة – طفلة بآن واحد !!!
وتستوقفنا من بين نساء النبي سودة وحفصة ، أما الأولى فهي ارملة كبيرة السن غير جميلة وكانت ثاني زوجاته بعد خديجة ، ولذلك كان من الطبيعي ان ينفر منها
وكانت بيضاء جميلة ، اذ كان محمد يصفها بالحميراء تارة وبالشقيراء تارة اخرى . محمد ( وهو رجل يحب الجمال ) فعزم على طلاقها ( وتزيد بعض الروايات انه طلقها بالفعل ) لكنها كما ذكرنا توسلت له كي يردها على ان تهب ليلتها الى المدللة الأثيرة الى قلب محمد : عائشة .. وهذا ما كان .
أما حفصة بنت عمر ، وهي ايضا لم تكن على قدر كاف من الجمال ، ويبدو ان مشاكل محمد مع حفصة كانت كبيرة جدا ، اذ تذكر الروايات أنه طلقها أكثر من مرة ( تفسير ابن كثير : 3/829) ولكن لم يكن باستطاعة محمد ان يتخلى عنها نهائيا ، ربما لأنها ابنة الرجل القوي عمر .
واخيرا .. هناك رواية اسماء بنت النعمان الجونية التي عزم محمد على الزواج منها ، لكنه اضطر الى فراقها بعد مؤامرة دبرتها لها عائشة عندما علمتها أن تتعوذ بالله من محمد عندما يقترب منها !!! ونجحت الحيلة وفارقها محمد ، ولكن ما الذي دفع عائشة الى هذه المكيدة ؟؟ تقول عائشة نفسها ( كانت اسماء من أجمل النساء ، فخفن أن تغلبهن عليه ) ( السمط الثمين : 126)
أما مارية القبطية فهي ليست زوجة بل هي أمة وسرية كان محمد يتسرى بها اضافة الى اخريات ، فرسول الرحمة والانسانية لم يكتف بـ 11 زوجة .. بل ضم اليهن الجواري ايضا .. اذ ذكر اصحاب السيرة انه كان لمحمد اربع سراري ( انظر على سيبل المثال زاد المعاد : 1/144 ) وأشهرهن بالتأكيد مارية القبطية لسببن : فهي أم ولده ابراهيم ، ولأنها بطلة حادثة عجيبة حقا ، اذ يُروى ان مارية كانت تتهم بالزنى مع ابن عمها مابور القبطي ، وعندما علم محمد بالخبر غضب غضبا شديدا ، فأمر علي بقتل مابور هذا دون ان يحاول التحقق من صدق التهمة ، وعلى الفور هرول علي لتنفيذ حكم الاعدام ، فوجد مابور يتبرد في بركة ماء ، فصاح به علي بصوته الجهوري : اخرج يا عدو الله كي أفصل رأسك عن جسدك !!! ففزع مابور المسكين وخرج من البركة عاريا تماما .. نظر علي ( الذي يقال انه لم ينظر في حياته الى عورته هو شخصيا ) الى عورة مابور .. ففوجئ بأنه مخصي ( وفي رواية مجبوب : أي مقطوع الآلة ... طبعا آلة الزنى .. ) فعاد الى الرسول واخبره القصة ، فاستبشر محمد وانفرجت اساريره ، وقال : قد ظهرت براءة مارية ... وقد تاهت الاقلام في هذه الرواية حتى وجدنا من يزعم ( لن اقول منن هم حتى لا اُتهم بالطائفية ) ان البراءة المذكورة في سورة النور انما نزلت في مارية لا عائشة !!!
ولا ننسى هنا ايضا ان نشير الى جمال مارية ( اذ كان رسول الله معجبا بام ابراهيم ( مارية ) وكانت بيضاء جميلة ) ( المنتظم : 3/299)
. وقصة الرسول مع ضباعة بنت عامر بن صعصعة من بني سلمة بن قشير تقدم لنا انصع الدلالات، إذ نقرأ في الطبقات الكبرى لأبن سعد باب ذكر من خطب النبي صلعم من النساء فلم يتم نكاحه :
، وذكر محمد بن حبيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبها ، فذكرت له عنها كبرة فتركها
عن أبن عباس قال: كانت من أجمل نساء العرب وكانت إذا جلست أخذت من الأرض شيئا كثيرا ( يعني كبيرة المؤخرة).. فذكر جمالها عند النبي فخطبها إلي ابنها سلمة فقال حتى استأمرها وقيل للنبي أنها كبرت فلما رجع أبنها للنبي بموافقتها سكت النبي صلعم.
ولكن يبدو ان النبي رأى مؤخرة ضباعة بنت عامر في صغرها وبقيت الصورة راسخة في ذهنه دفعته لطلب يدها، إذ نقرأ في كتاب الاصابة للحافظ بن حجر العسقلاني، باب ضباعة بنت عامر: عن أبن عباس عن .. قال أن النبي رأى ضباعة داخل البيت أي الكعبة عريانة وكان النبي غـلاما فجعلت تخلع ثوبا وتقول
اليوم يبدو بعضه أو كله = ما يبدو منه لا أحله
أخسم كالقعب باد ظله = كأن حمى خيبر تمله.
* الإصابة للحافظ أبن حجر العسقلاني باب ضباعة بنت عامر.