رسالة الطيف المؤلف : بهاء الدين الإربلي /ج 4 والأخير
خاص ألف
2015-12-14
أما نحن فأشواقنا إليك متزايدة، وأنفاسنا لبعدك متصعدة، وليلنا بعدك طويل، ونومنا وقد غبت قليل، نتعلل بلقائك ونتعرض للنسيم، إذا هب تلقائك: من البسيط
ما أظلمت ليلة والعين ساهرة ... يعتادها من نزاع نحوكم أرق
ألا تمنيت أن الريح لي نفس ... يسري إليكم وأن النجم لي حدق
وإيه كيف صبرك على فراقنا، وحالك بعد انطلاقنا، وهل ساعدك الجلد أم استولى عليك الكمد، وهل ذقت مناما هجرناه، أو عرفت قرارا أنكرناه. من المتقارب.
وحقك كدرت صفو الحياة وطيب الرقاد بهذا الصدود ولو نلت من زمني ما أريد لناديت يا ليلة الأنس عودي وهد الجملة والتفصيل، والأولى الاختصار إذا لم يفد التطويل، فإن أنكرت أمرا، فسل قلبك فهو عارف، أو استقلك دمعا، فشاهده دمعك الذارف، وقد حالك أيام البعاد، وتحققت كلما جرى فلا حاجة إلى التعداد، ووقفت على الحقيقة، وحمدت ما ظهر من تلك الطريقة، وقد كايتك الصبابة، وما صرحت ومعي من الصبر صبابة، من الطويل.
ألفنا التجافي واطمأنت قلوبنا ... عليه وهذا آخر العهد بالصبر
فمر بما تريد واحكم حكم المالك على العبيد، فحين سمعت كلامها، وفهمت نظامها، زاد غرامي اضعافا، واستخفني الطرب استخفافا، وكدت أطير فرحنا وجذلا، ولو لم أتتماسك لصرت مثلا: من الوافرإذا الخبر استخفك من بعيد ... نثاه فكيف ظنك بالعيان
فقلت يا قرة العين الساهرة وقرار القلوب النافرة شفيت نفسا أشفت على التلف، ونعشت قلبا أودى به وارد الأسف، وكفكفت دمعا ما نهنهته إلا وكف، ورفعت أملا كان في الحضيض فنال الشرف، وأحييت روحا أماتها الجفاء، ولازمها الهم فعليها العفاء، فاستدركت ما بقي من ذمائها، وبقيت عليها فضل مائها، وسقيتها فعادت مخضرة الأوراق، وأعديتها على دواعي الوجد وعوادي الفراق، من السريع
رأيت أن الوجد قد شفني ... وخانني في بعدك الصبر
فعدت بالحسنى على مغرم ... ذاب اشتياقا فلك الأجر
فقالت خلنا من هذه الأقوال، فلك المنة في كل الأحوال، وعد إلى الدار.
وانتظرنا وقت الاصفرار فأنا الليلة لك ضيوف، وعليك عكوف، وخل هذا الغلام الذي بين يديك، ليكون مع عوانا إليك دليلنا عليك، وحظنا في هذا أوفر ونصيبنا منه أكثر، فاستعد لوصالنا، فنعم البدل نحن من خيالنا فتوثقت منها بالعهود وراجعتها في الوفاء بالوعود، وأذكرتها تلك الخدعة، وأن لا تعيدها جذعة فتبسمت عن واضحات كالدرر، ونظرت عن طرف وسنان ذي حور، وقالت تلك حال وهذه حال، ولم يبق إلا اللقاء والوصال، ولقد ندمت على تلك الليلة التي ذهبت ضياعا، فقد كان الصواب أن نأتيك فيها سراعا ولكن لا حيلة فيما مضى، ومن الذي أعطاه دهره الرضى، وقد أصحب الدهر الشامس وابتسم الحظ العابس، وحضر الحبيب، وغاب الرقيب، وضحك العيش بعد القطوب، ولم تبق حاجة في نفس يعقوب، فعدت إلى الدار، أخذا في الاستعداد، جازما بحصول المراد فسألني بعض الأخوان، إذ رأى مسرعة العهود مع قرب المسير، وشاهد الطلاقة على الأسارير، فأنشدته الأبيات النوادر، التي أقر بحسنها كل ناظم وناثر.
من الوافر
أجل عينيك في عينها تجدها ... مشربة جنى ورد الخدود
وصافحني تجد عبقا بكفي ... يضوع إليك من ردع النهود
وها سمعي إليك فإن فيه ... بقايا من حديث كالعقود
وعد عن الفؤاد ففيه سر ... أضن به على الوجود
وقلت هذه جملة يطول شرحها، وليلة قد أسفر صبحها، واستدعيت المشروب والمشموم وهيأت الظاهر والمكتوم، وأعددت المنثور والمنظوم، وأحضرت أنواع الرياحين، وتفاءلت بالجمع بين الورد والياسمين، ونضدت مجلسا للشراب، ومجمعا للأوطار والأطراب، وروقت سلافا أرق من الماء وأجرى من الهواء، أحسن من الذهب، وأنور من اللهب، وأسلس من النسيم وأصفى من النسيم، وأشد إشراقا من الشم، كأنما أفرغت في الزجاج من القلب، فحببت إلى النفس: من الخفيف
أفرغت في الزجاج من كل قلب ... فهي محبوبة إلى كل نفس
وقال آخر: من مخلع البسيط
لا ينزل الليل حيث حلت ... فدهر شرابها نهار
وقال آخر: من الطويل
ترى حيث ما كانت من البيت مشرقا ... وما لم تكن فيه من البيت مغربا
وقد أجاد الشعراء في وصف المدامة والنديم، وأبدعوا في نعت مجالس الشراب، فجاءوا بالفظ الرائع، والمعنى السليم، وأنا أجري على عادتي في ذكر ما يخطر من ذلك بالبال، وأعود إلى شرح ما يتم لنا في ليلة الوصال، لأبي نؤاس في نعت الشراب، الفضيلة على الأواخر والأوائل، وهو الذي إذا قال سكت كل قائل، وقد اشتمل ديوانه من ذلك على الغرر. البدائع، والمعاني التي هي أعذب من جنا النحل. ممزوجا بماء الوقائع والألفاظ التي اصحب له أبيها، وأطاعه عصيها، وانثالت عليه انثيالا، وثنت أعناقها إليه إرسالا، فحكم فيها حكم العارف الخبير وأبرزها بحسن نظمه كالروض النضير، وأنا أذكر من أشعاره ما حضر، ومن أراد الزيادة فعليه بديوانه يستخرج منه الدرر، قال: من البسيط
قامت تريني، وأمر الليل مجتمع ... صبحا تولد بين الماء والعنب
كان صغرى وكبرى من فواقعها ... حصباء در على ارض من ذهب
هذا التشبيه في غاية الحسن، وقد أخذ عليه في صغرى وكبرى، ما هو معلوم عند من رغب في جداله، وما هذه الرسالة مما تحتمل الخوض في هذا أو أمثاله، وقال: من الكامل
قال أبغني المصباح قلت له اتئد ... حسبي وحسبك ضوءها مصباحا
فسكبت منها في الزجاجة شربة ... كانت له حتى الصباح صباحا
من قهوة جاءتك قبل مزاجها ... عطلا فألبسها المزاج وشاحا
عمرت يكاتمك الزمان حديثها ... حتى إذا بلغ السئامة باحا
وقال: من البسيط
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند ... واشرب على الورد من حمراء كالورد
كأسا إذا انحدرت من كف شاربها ... أجدته حمرتها في العين والخد
فالخمر ياقوتة والكأس لؤلؤة ... من كف جارية ممشوقة القد
تسقيك من يدها خمرا ومن فمها ... خمرا فمالك من سكرين من بد
لي نشوتان وللندمان واحدة ... شيء خصصت به من بينهم وحدي
وقال: من الكامل
ومدامة تحيا النفوس بها ... جلت مآثرها عن الوصف
من كف ساقية مقرطقة ... ناهيك من أدب ومن ظرف
وقال: من الخفيف
عنقت في الدنان حتى استفادت ... نور شمس الضحى وبرد الظلال
ولعمر المدام إن قلت فيها ... إن فيها لموضعا للمقال
وقال: من الطويل
فطب بحديث عن نديم مساعد ... وساقية سن المراهق للحلم
ضعيف كر الطرف تحسب أنها ... قريبة عهد بالإفاقة من سقم
هذا هو الشعر الذي تستشعر به النفوس مسرة، ويلوح على وجه الأشعار غرة، وماذا عسى أن يقال في شيخ الصناعة، وفارس البراعة، وقال: من المديد
يا شقيق النفس من حكم ... نمت عن ليلى، ولم أنم
وقد قيل أنها قيلت فيه، والذي قالها والبة بن الحباب والمشهور أنها له، يقول فيه:
عتقت حتى لو اتصلت ... بلسان ناطق وفم
لاحتبت في القوم مائلة ... ثم قصت قصة الأمم
قرعتها بالمزاج يد ... خلقت للكأس والقلم
في ندامى سادة زهر ... أخذوا اللذات عن أمم
فتمشت في مفاصلهم ... كتمشي البرء في السقم
فعلت في البيت إذ مزجت ... مثل فعل النار في الظلم
فاهتدى ساري الظلام بها ... كاهتداء السفر بالعلم
وليكن هذا المقدار من شعره كافيا في هذا المختصر، ولو أردت الإطالة، لأتيت بكل شعره، فكله غرر، وقال ابن نباتة السعدي وأجاد.
من الطويل
نعمت بها يجلو علي كؤوسه ... أغر الثنايا واضح الجيد أحور
فوالله ما ادري أكانت مدامة ... من الكرم تجنى أم من الشمس تعصر
إذا صبها جنح الظلام وعبها ... رأيت رداء الليل يطوي وينشر
وقال ابن الجهم: قلت لجارية، نجعل الليلة مجلسنا في القمر، فقالت: ما أولعك بالجمع بين الضرائر، قلت فأي الشراب أحب إليك.
قالت: ما ناسب روحي في الخفة ونكهتي في الطيب، وريقي في اللذة، ووجهي في الحسن وخلقي في السلاسة،.
وقال ديك الجن: من الطويل
فقام تكاد الكأس تخضب كفة ... وتحسبه من وجنتيه استعارها
مشمشعة من كف ظبي كأنما ... تناولها من خده فأدارها
وقال آخر مجزوء الكامل
رق الزجاج ورقت الخمر ... فتشابها فتشاكل الأمر
فكأنما خمر ولا قدح ... وكأنما قدح ولا خمر
قال آخر: من الطويل
وحمراء قبل الزج صفراء بعده ... بدت بين ثوبي نرجس وشقاق
حكت وجنة المعشوق صرفاً فساطوا ... عليها مزاجا فاكتسبت لون عاشق
وقال ابن دريد من الكامل
ثقلت زجاجات أتتنا فرغا ... حتى إذا ملئت بصرف الراح
خفت فكادت أن تطير بما حوت ... وكذا الجسوم تخف بالأرواح
وقال أبو عثمان الخالدي: من الخفيف
هتف الصبح بالدجى فاسقنيها ... قهوة تترك الحليم سفيها
لست أدري من رقة وصفاء ... هي في كأسها أم الكأس فيها
وقال التنوخي من المتقارب
وراح من الشمس مخلوقة ... بدت لك في قدح من نهار
هواء ولكنه جامد ... وماء ولكنه غير جاري
كأن المدير لها باليمين ... إذا قام للشرب أو باليسار
تدرع ثوبا من الياسمين ... له فرد كم من الجلنار
وقيل وتروى ليزيد بن معاوية: من الطويل
وإني من لذات دهري لقانع ... بحلو حديث أو بمر عتيق
هما ما هما لم يبق شيء سواهما ... حديث صديق أو عتيق رحيق
وقال آخر: من الكامل
ومدامة حمراء في قارورة ... زرقاء تحملها يد بيضاء
فالراح شمس والحباب كواكب ... والكف قطب والإناء سماء
وقال محي الدين رحمه الله يصف مجلسا. من الكامل
في المجلس ظهرت سرائر حسنه ... وجلت بصائرنا وجوه سروره
فكأنه فلك السماء كؤوسه ... كشموسه وسقاته كبدوره
وقال الحماني من الكامل
في مجلس جعل السرور جناحه ... ظلا لنا من طارق الحدثان
لا تسمع تصفيق الجليس ونقره ... وبكاء راووق وضحك قناني
وأنشدني محيي الدين رحمه الله من الخفيف
أنا في منزلي وقد وهب الله صديقا وقينة وعقارا
فابسطوا العذر في التأخر عنكم شغل الحلي أهله أن يعارا
فهذه أشعار روائع، ومعان نواصع، وألفاظ حلوة المبادئ والمقاطع، وهذا المختصر لا يحتمل التطويل، وقد يستغني عن الكثير بذكر القليل، فلما أنجزت كل الأمور وأعددت أسباب السرور، أخذت في الانتظار وقد تقوضت خيام النهار وحال لون الشمس إلى الاصفرار، وخلعت لباس الورد، وارتدت بالبهار، أقبلت تميس كأنها غصن بان وترنو بعين ظبي وسنان.
من الكامل
تمشى قناة ثم تذكر قدها ... أن التثني للغصون فتثني
فأضاء الأفق بنورها وسلبت الليلة لباس ديجورها، من الطويل
فوالله ما أدري أأحلام نائم ... ألمت بنا أم كان في الركب يوشع
وخلفت الشمس عند مغيبها، وزادت عليها بحسنها وطيبها، فتلقيتها بدمع أجراه الفرح والجذل، وأطلقه السرور فسح وهمل، فقالت ما هذا البكاء، وقد واصل الحبيب وغاب الرقيب، وعالج الداء الطبيب: من الكامل
فأجبته لما رأيتك زائري ... وسمحت لي بعد النوى بتداني
طفح السرور علي حتى أنني ... من عظم ما قد سرني أبكاني
فدخلت أمامها إلى الدار، ونعمت عينا بالجار، وشممت نشر درك الأماني والإطار، واستقر بها المجلس فأعجبها ترتيبه، وراقها لوجه وطيبه، وأخذنا في شاننا، واستنطقنا ألسن عيداننا، وكدنا نطير ونحن في مكاننا، ودارت كؤوس الراح ورشفنا شفاه الأقداح، فلما أخذت مأخذها من الهام، ودبت دبيب البرء في السقام، انبسطت وتم أنس، وتحرك ساكن، وصفا أجن، واجتمع أحباب، وجرت أسباب، وعطفت أجياد على أجياد، وقرب فؤاد، وواصل محب حبيبه، وأمن عاذله ورقيبه. من الوافر
تأمل من خلال الشك فانظر ... بعينك ما شربت ومن سقاني
تجد شمس الضحى تسري بشمس ... إلي من الرحيق الخسرواني
وهصرت قدود، وجنيت خدود، وضمت نهود ورشفت ثغر برود، وقبلت شفاه وثغور، وتمت أحوال وأمور، واستحكم فرح وسرور، وأشرق على وجه الأنس نور، وخلع عذار ونبذ وقار، وشربت عقار، وطلب عند الهم ثار، وطافت كؤوس، وطابت نفوس، وجنيت غروس، وجليت عروس، وزال هم وبؤس، وأدال دهر، وجرى نهر، وفتح زهر، وقرب وصل، وبعد هجر، وتدانت قلوب، وساعف محبوب، وحصل مطلوب، وأصحب محبوب، وأنشد، ولبى ذاهل، ونادى الأنس أهل: من الطويل
رعى الله ليلا ضمنا بعد فرقة ... وأدنى فؤادا من فؤاد معذب
فبتنا جميعا لو تراق زجاجة ... من الراح فيما بيننا لم تسرب
وجربنا في ميدان الخلاعة، وبذلنا في طاعة الهوى جهد الاستطاعة، وعاصينا الوقار والنهى، وبلغنا كل قلب ما اشتهى، وأعطينا النفوس أمانيها، وسلمنا قوس التصابي إلى باريها، وجنيت ثمار المعاني وحصلت على المطالب والأماني، وأنشدت أبيات أبزون العماني: من البسيط.
أفدي الذي زارني والليل معتكر ... والأفق مما اكتسى من عرفه عطر
فلم نزل نتجارى في العتاب معا ... أشكو إليه جفاه وهو يعتذر
حتى إذا ما اعتنقنا واستتب لنا ... على إرادتنا عيش له خطر
ناديت يا ليل دم ليلا بلا سحر ... فقال ليلك هذا كله سحر
وذكرت في وصف الحال، والاستعانة بالليل على استمرار الوصال، قول من قال: من السريع
بتنا على حال نسوء العدى ... وربما لا يمكن الشرح
بوابنا الليل وقلنا له ... إن غبت عنا دخل الصبح
وحثحثنا الطاس والكأس، ودبت الحميا في القدم والرأس، وتمشت في المطا والقوائم، وسرت سرى الكرى في مقلة النائم، وأنشدت الأبيات النوادر، الدالة على قوة عارضة الشاعر، التي تجاري نسيم السحر لطفا، وتفوق نظم الدرر وصفا ورصفا.
من الكامل
عاطيته والليل يسحب ذيله ... صباء كالمسك الفتيق لناشق
وضممته ضم الكمي لسيفه ... وذؤابتاه حمائل ي عانقي
حتى إذا مالت بهسنة الكرى ... زحزحته عني وكان معانقي
أبعدته عن أضلع تشتاقه ... كيلا يبيت على فراش خافق
ولم أتبع الشاعر في شفقته، ولا اختصرت شيئا من العناق عملا بطريقته، وذكرت قصر ليل الوصال، فأخذت في الحنين والأعوال.
وقد أطال الشعراء في وأجادوا فيما قصدوه منه ما أرادوا، وأنا أورد منه ما يليق بهذا المختصر، واذكر منه ما حضر، وقد يستدل على الشجرة بالوحدة من الثمر، قال بعضهم من المنسرح
يا ليلة كاد من تقاصرها ... يعثر فيها العشاء بالسحر
تطول في هجرنا وتقصر في الوصل فما نلتقي على قدر
وقال سيدوك من البسيط
عهدي بهم ورداء الوصل يجمعنا ... والليل أطوله كاللمح بالبصر
فاليوم ليلي وقد بانوا فديتهم ... ليل الضرير فصبحي غير منتظر
وقال آخر من البسيط.
الليل إن هجرت كالليل إن وصلت ... أشكو من الطول ما شكو من القصر
وقال ابن التعاويذي: من الكامل
وأطلتم ليلي وكم من ليلة ... ذهبت بوصلكم كظل الطائر
وقال آخر، من الكامل
كل الليالي المضيات خلاعة ... تفدي نعيمك يا ليالي حاجر
ما كنت في اللذات إلا خلسة ... سمحت بها الأيام سمحة غادر
فحين بلغت إلى هذا المقام، وأتيت بما أتيت من النشر والنظام، رعدت راعدة، أيقظتني من المنام، فانتبهت ولا محبوبة، ولا مدام، ولا آس ولا خزام، فعجبت من قوة الخيال، واستمرار هذا المحال، وأنا أستغفر الله من التجوز في المقال، وتحقيق هذه الحال، والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله خير آل، كتبها ياقوت بن عبد الله بمدينة السلام، في العشر الأول من شعبان سنة أربع وسبعين وستمائة هجرية حامدا الله تعالى على نعمه ومصليا على نبيه محمد وآله الطيبين الطاهرين ومسلما تسليما كثيرا.
نهاية الجزء الرابع والأخير ...
ألف / خاص ألف/
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |