من رقائم عشتار ..
مازن أكثم سليمان
خاص ألف
2016-04-16
... كأنّها في جزيرة مهجورة :
] تستلْقي بِكسَلٍ
على خاصرة سريرها
تتذمَّرُ لأنَّ الجوَّ حارٌّ كجهنّم
والهواء بِالكاد يعبُرُ شُبَّاكَ غُرفتها المفتوح [
] تُلاعِبُ طِفلها على الأريكة المُقابلة
تُبدِّلُ ملابسَها أمامَ المِرآة
تتزحْلَقُ حافيةً على بَلاطٍ غمَرَتْهُ بِالماء والصابون
ترقُصُ كأنَّ جِنّياً يُصرصِرُ في أعماقها
تنصُبُ الوِسادةَ ذَكَراً أمامها
تطلي أظافرَها بحِقْدِ العالم
وتنشِبُها في عُنقِه [
] تُقلِّبُ ألبومَ ذِكرياتها
والكَمّامة على قلبها
تُقهقِهُ ساخرةً من حُوريّات الغريزة
كلّما تصاعَدتْ منها
رائحةُ الشِّواء
ثمَّ تبكي بِحُرقة
حتّى تتلوّى الجُدرانُ معها وتتقوَّس
مُردِّدةً كالببّغاءِ
أنّها كرِهتْ الرِّجال جميعاً
وأنّها الآنَ امرأةٌ ديناميكيّة
تُفضِّلُ تُفّاحة نيوتن
على تُفّاحة حوّاء
وإذا كانَ لابدَّ لها
من تقد يم تُفّاحة لِرَجُل
فلْتكُنْ بلاستيكيّةً لِلزِّينة
أو مسمومةً لِلانتقام [
... لكنّها لم تَدْرِ أبَداً
أنّنا جرَدْنا الموسمَ كلّه
في ذلكَ المساء الصَّيفيّ
أنّنا
طاوَعْنا
المشهدَ
- تماماً كما خلَقَها ربُّها -
ولم نع ِحتّى الآن ..
إنْ كانت أُمنياتُ الخَمرِ تلكَ
أمْ كانت تساليَ الوهمِ بِنا
لِيحدُثَ كلُّ ذلك ..؟!
. . .
. . .
/ لِنتعرَّجَ بِانسيابٍ في أقاصي المُبهَم
ونتشاطَرَ - أيُّها الشّريك - غَرابةَ الموت والحياة /
حيثُ الرّيحُ تُحرِّكُ السّتائرَ
ونحنُ نقرَأ ُمن الشُّرْفة المُقابِلة
مُعْجِزَ تكوينها بِعِناية القِدِّيسين
ونُثارَةُ عَرَقِنا تغزو المكان
كحُطام الثُّريّات :
] شاهَدنا إسفنجتَيْ شَفَتيها
تمتَصّان بُخارَ الشّهوة
وتُفرِجانِ عنه ..
رأَينا هِرّين مُتوحِّشين
يُكشِّران , ويتعارَكان بِقسوة على صدرها ..
لَمَحنا أثَرَ رصاصة الملائكة
وسَطَ بطنها ..
كانت قُبَّتا حديقتها الخلفيّة
تلمَعانِ وتهتَزّان
كخُوَذ المُقاتلين في الخندق ..
والنَّبعُ المنحوتُ بِدقّة بينَ فخذيها
ابتهَلَ لإله الحِسّ :
/ أنا المُنـزَّهُ آتياً من قرارة روحكَ
أضِئني، وفرِّج كُربتي
خلَّدكَ زعفران البرّيّة بِالنّعيم .. /
كانت الأسماكُ تنـزلِقُ من تحتِ إبطيها
والطُّيور تُغادِرُ أعشاشها
كلّما تغلْغَلتْ الرِّياح
في حشائشها الاستوائيّة ..
أحصَينا آلاف النُّسوة يحمِلنَ القرابين
ويمشينَ صُفوفاً في ثنيّاتها المُتكوِّرة ..
تموَّجْنا في رِمالِ شَعرِها المُتحرِّكة
حتّى زاغَتْ عُيوننا ..
لاحَقنا انكسارات الضّوء على مَرمرِ جسدها
كيفَ تُرْخي ظِلالهَا
وتُحدِّدُ الفراغَ السّاطع
هرَمَا ً
بينَ
ذُروة
ساقيْها
والأرض ..!! [
... كِلانا سحَقَهُ جيشٌ من لَبُؤات الجَمال
وعاهَدَ الآخَرَ على المُنافسة الشّريفة كالفُرسان :
- سأنحَتُ لها أروعَ تِمثال ..
- سأرسُمُ لها أجملَ أيقونة ..
- سأُؤلِّفُ لها القصائد ..
- سأُعيدُ حيوانات النّار إلى مَحميَّتِها ..
- سأُغويها , أو سأُهدِّدها ..
- وستكونُ خِلالَ أيّام طَوْعَ بَناني ..
. . .
. . .
كِلانا ظنَّ نفسهُ الزِّير
وسفَحَ قامتَهُ كبهلوانٍ خانَتْهُ اللِّيونة :
] الاتّفاق خروفٌ منحور شِفاهاً
والحربُ ضاعَفت الأقنعة ..
الحسدُ عاضَدَ الوِشايات
والذُّكورة تجاهَلتْ رايةَ الأُنثى :
- انتهى عصرُ الحُواة أيُّها الفاشِلون ..!![
. . .
. . .
كِلانا تعاطَفَ مع حرائق الآخرين
وامتنَّ لِطَليقها الغبيّ صَنيعَه ..
كِلانا شكَرَ حَرَّ تمّوز
لأنَّهُ أبْقى شُبّاكها مفتوحاً..
لكنّنا امتلأنا غيظاً من برد كانون
ليسَ لأنَّهُ أجبَرها على إغلاقه
بلْ لأنَّنا حينئذٍ
لم نربَحْ سوى العصا وخابية الرِّهان المكسورة
بينما كانَ ذلكَ العاشق المُتطفِّل
وحدَهُ
يلعَقُ
العسلَ
في مُخْدَعِها الدّافئ ..!!