زووم عن الغياب/ أُبصر كائنات الغياب حولي
خاص ألف
2016-08-13
ساكنة ومسكونة، محنطة في الصمت، كتحوّل ذرّات التراب إلى آدمي.
صادرتني ضحكات وصور أخوتي وأصدقائي، وأماكن رمادية تنفض غبار ذكريات تركوها هنا وهناك.
ذكريات برائحة السنابل والبَرَد.
أُخفي عينيّ بيدٍ متعثرة ومبللة لأحتفي بميلاد أمس يسكنني، لم يبقَ لي منهم سوى شموع أُطفئها في ليال خاوية، وصورهم الأولى التي أحتفظ بها، وانتظار نهار من بلوّر، ينادمني حنين كتلاشٍ، كلاشيء.
كلّما صحوت من مخيلتي المُتعَبة، أجد جليد آثارهم يحفظ صبا ونضارة الذاكرة. إنّنا نمقت الذاكرة، نمقتها بقداسة، ونبجّلها.
كنتُ أظنّ أنّ صديقي الذي لفظَتهُ مياه البحر، في حاجة إليّ في تلك الثواني القاضية، وأنا الطائرة كروح أبدية فوق بقاياه المتلاشية في التيه الأزرق، كما يبتلع الظلام الأفق؛ أي حاجة له إلى أمثالي حينها، أحياناً في الغياب والموت تتماثل الخسارة.
أرصفة الشوارع تهرول صوب آثار عطور بهتت، وأصداء صاخبة بلا منادٍ، أرى جدران بيوتهم تمتلئ بتجاويف صغيرة يسكنها النمل والعناكب.
ما إن أُقنعَ نفسي بغيابهم وضجيجهم في الطرف الآخر من هذا العالم، حتى تهاجمني وحشتهم الناعمة والشرسة من كلّ صوب، لا يمكنني اختيار النصف والاحتماء منه (الغياب والحضور)، وحشة تُعمّق اجتياز واحدنا في ذات الآخر بمدى طويل وشاسع دون تلاق.
غيابهم قوس قزح لا يظهر إلا في يوم مشمس ممطر، وأنا أرمي بشمسيتي لأنال من ذاك القزح.
ماريا عباس
2016-08-13
روعة كلمات تعبر عن حالة الفراغ اوالاستفقاد التي نعيشها
سمير محمد
2016-08-13
كلام جميل و معبر ومليء بالصدق
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |