لا شيء مؤكَّدْ
خاص ألف
2016-08-20
لا شيء مؤكَّدْ
"ليس يأساً، بل ألماً.....".
تهتفُ روحي في منفاها:
(لا شيءَ مؤكَّدْ
لا شيءَ محدَّدْ
لا شيءَ على الدربِ إلى أفق البشرى يتجسَّدْ).
قد تتهافتُ كلُّ الألوانِ على نافذة القلبِ،
وتذوي، تتناثر كالحةً،
تتداخل تائهةً، تتلاشى في الأسودْ
والصبحُ المتوقَّعُ ضوءاً وندىً قد يطلُعُ ممتطياً صهوةَ نارٍ
ويحطُّ حرائقَ في حيِّزِ آمالِ تتبدَّدْ
والطفلُ المشرقُ للتوّ رشيقَ الضحكةِ
قد تدهمه الشيخوخةُ في مقتبَلِ الشغبِ الأبيضِ و(العفرتةِ) الأولى
وعلى خارطة المنفى يتشرَّدْ
والأمسية المرسومة في خَلَدِ العاشقِ:
موسيقى دافئةً وأغانيَ مزهرةً ونجوماً راقصةً قد تمسي، في رفّة جفنٍ،
قَبْواً تخنقه العَتْمةُ في وَضَحِ الضوءِ، ورعباً منسدلاً فوقَ ربيعٍ يترمَّدْ.
والمنتظرونَ على قارعة اللهفة ما لن يأتي قد يهذون بيأسٍ في عزّ رجولتهم،
وينوحون فوق قبور أمانيهم كثكالى،
وتشيخ صبايا كزنابقَ أذبلتِ الفجأةُ يقظتَها،
يتساقطنَ وراء الجدرانِ كواكبَ أطفأتِ الأوجاعُ تألُّقَها في فسحة عمرٍ بسخامِ القَهرِ تلبَّدْ.
لاشيءَ مؤكَّدْ
قد يغتالُ الباطلُ في هذا الزمنِ المغبرِّ صُراحَ الحقِّ،
وينتصر الحقُّ، فقط، في قصص الأطفال وحكاياتِ الجدّاتِ
ومأثور الأمثالِ وأدعية البسطاء
وشُطوطِ السُّذّجِ في أحلامِ اليقْظةِ والنومِ،
ويُعتقَلُ العدلُ أمامَ قضاة العدلِ،
وتُكبَّلُ أنفاسُ المشلوحين على هامشِ أعمارٍ تتبدَّدْ
لا شيءَ مؤكَّدْ
لا شيءَ محدَّدْ
فمقولةُ أنَّ (الدَّم لا يصبحُ ماءً) قد يصبحُ كوميديا مُضحِكةً- مُبكيةً،
وهماً وفقاقيعَ دخانٍ تتلاشى حينَ يجدُّ الجدُّ ويطغى المدُّ ويشتدُّ ويحتدُّ ويمتدُّ يُهدِّدُ أركانَ عروشٍ ورصيدَ خياناتٍ وقوانينَ مجرثَمةً وتعاويذَ مفَخَّخةً.
(الدمُ لا يصبحُ ماءً) تمسي مشجبَ أُلْهيَةٍ، أكذوبةَ عصرٍ، محضَ هراءٍ يتردَّدْ
فالدم قد يصبح ماءً أفسده فيروسُ الخُبْلِ الأعمى ونعيقُ الجهلِ الأهوج، مستنقعَ لذّاتٍ، صلواتٍ باطلةً،
خمراً، أفيوناً، أرصدةً، أسهمَ بورصاتٍ،
سِلعاً رائجةً في سوقٍ تُعرَضُ فيها الأرواحُ خِرافاً ودجاجاً،
نظرياتٍ بائسةً، وسياساتٍ فاشلةً،
أفكاراً خائبةً، فوضى داميةً
وشعاراتٍ زائفةً يتداولها روّادُ مقاهٍ وملاهٍ ومَنافٍ وفنادقَ مترَفةٍ ومنابرَ ثرثرةٍ فارغةٍ،
وأهازيجَ يجود بها كتّابُ أغانٍ تافهةٍ وأناشيدَ مفبركةٍ ووصايا (بَلطجةٍ) سافرةٍ،
ومقولاتٍ إثر مقولاتٍ في حربائيتها تتعدَّدْ
(الدّم لا...) قد يصبحُ نِفطاً وصواريخَ تجوزُ القاراتِ لتهوي بجحيمِ الحقدِ على سُرُرِ الأطفالِ الغافينَ.
ولحماً بشرياً يُمضَغُ في كلّ مناسبةٍ،
وهزائمَ تُرفَعُ فيها راياتُ النصرِ على أشلاءِ قلوبٍ تترمَّدْ
لا شيءَ مؤكَّدْ
لا شيءَ محدَّدْ
فعدوُّ الأمسِ الغادرِ قد يمسي للمغدور صديقاً،
ورفيقُ الدربِ عدوّاً في كلِّ مكانٍ وزمانٍ يتنمردْ
ويصيرُ الشَّكُّ القابعِ في عتماتِ الوعيِ يقيناً بفداحةِ محنتنا،
ويقينُ الوعيِ الضالعِ في صخبِ الواقعِ شكّاً بحقيقة وجهتنا،
وما بين يقينٍ وشكوكٍ وخرائطَ تنتظرُ التمزيقَ نمارسُ موتاً في زيِّ حياةٍ،
وتفاجئُ لحظتَنا جلطاتٍ تترصَّدْ.
يصخبُ قلبي في محنتهِ: (لا شيءَ محدَّدْ).
وحشودُ الماضينَ التحملُ، في طيِّ الشكِّ الأقصى، يقظتها قد تتمشى فوق رمالٍ متحركةٍ
وتهادنُ سَقطتَها،
وتتوِّجُ خيبتَها في مملكةٍ ما من روح فيها تتمرَّدْ.
لا شيءَ مؤكَّدْ
لا شيءَ محدَّدْ
لا....
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |