أقول قولي هذا.. خطيب الغفلة بديرالزور!ــ معاذ طلب
خاص ألف
2016-08-27
كان بعض خطباء وأئمة المساجد في سوريا كالرؤساء، يحكمون المساجد للأبد، ويعتبرونها بيوتهم لا بيوت الله.
يُعيَنون بأوامر من فروع الأمن، ولا يزحزحهم إلا الأمن، الولاء والطاعة مقدمة على العلم والشهادة.
يأمرون بما أمر أسيادهم، وينهون بما نهوا عنه، ويدعون لهم أثناء الليل وأطراف النهار، ويأكلون مما رزقهم القائد المفدى. ويرجون من الله أن يحشرهم مع الرؤساء والقياديين في جنات النعيم، وحسن أولئك رفيقا .
كان لأحد المساجد في مدينة دير الزور إمام عجوز فظ غليظ القلب، يتصرف وكأنه صاحب المكان، تأخر في أحد الأيام عن موعد الصلاة فتقدم أحدهم نيابة عنه، فما أن انتهت الصلاة حتى دخل العجوز وضرب الرجل الذي اعتدى على قدسية المكان من دون استئذان صاحب الجلالة.
على هذا النحو يتصرف ربيبو البعث وأجهزة الاستخبارات الذين ورثوا المساجد عن أسلافهم ويورثونها لخلفهم، ليكونوا خير خلف لخير سلف.
ذات مرة طفح الكيل بسكان حي "أبو عابد" بعد محاولاتهم المتكررة واليائسة لتغيير خطيب مسجدهم "الخزنوي" الذي يجهل العربية الفصحى، فكان ينصب المجرور ويرفع المنصوب، الأمر الذي دفعهم للانتقال إلى الصلاة في الجامع الحميدي لسماع خطبة أفضل نوعاً ما. فاقتصر الحضور في أبي عابد على بعض المصلين الذين يلتقطون (الفلطات) والعثرات التي يتعثر بها الملّا في خطبته .
في صلاة عيد الفطر عام 2008 تغيب الصوت الأوحد عن مسجد أبو عابد، ليتفاجأ الناس بشاب يعرفونه (سرسري) في السابق وقد صعد المنبر، تبادر إلى الأذهان للوهلة الأولى بأنها التوبة. كانت الخطبة بعنوان الغيرة على الإسلام والمسلمين، أبطالها لاعبو كرة قدم في زمن الخليفة عمر بن الخطاب!
فكان الاكتشاف الجديد الذي لم يلحظه المؤرخون العرب و العجم بأن كرة القدم اختراع عربي منذ لا يقل عن ألف وأربعمئة عام وليس اختراعاً صينياً أو إنكليزياً كما يظنه البعض.
المفارقة الأخرى بذات الخطبة كانت في وجود كنيسة وقس في المدينة المنورة آنذاك.. دفعت هذه المعلومات القيمة بأحد المصلين إلى إخراج هذا المستخطب ركلاً من المسجد وبمؤازرة من بقية الحضور.
واليوم يشغل هذا العلامة وظيفة في أحد الدواوين التابعة لتنظيم الدولة "داعش" وهو ذاته الذي يتغنى بعشيرته التي لم تخسر حرباً من قبل، حتى أنها انتصرت في غزوة أحد لأنها كانت بين صفوف الكفار!
وبالابتعاد قليلاً عن المدينة والاتجاه إلى جامع قرية "الشولا" الواقعة على طريق البادية الواصل بين ديرالزور وتدمر، حيث يستحضر الخطيب قصة الرسائل التي أرسلها رسول الله إلى الدول والأمصار يدعو حكامها إلى الإسلام، فما كان من ذلك الخطيب إلا أن جعل المقوقس عظيماً للروم وهرقل عظيماً للقبط، وجعل القبط في فارس والأريسيين من الحبشة!
كانت هذه الخطب أشبه بمسرحيات هزلية تستخف بعقول المشاهدين، وتنتصر على إرادة الناس باستمرارها عنوةً، ضاربة التاريخ والقيم الدينية والإنسانية عرض الحائط، مرسخة موروثات دينية ملوثة يفصّلها الديكتاتور على قياس دولته الحديثة وعلى مبدأ ( اطفأ سراج عقلك واتبعني ).
فلا عجب حين شاهدنا جزءاً يسيراً من أولئك الخطباء منذ بداية الثورة في سوريا وهم يشبّحون ويهجمون ويضربون من يخرج من الجامع يوم الجمعة يدعو للمشاركة في المظاهرة. أو يتصلون بأجهزة الأمن لحظة خروج المصلين وإعلان التظاهر، وهذا أضعف إيمانهم. ناهيك عن أولئك الذين نزحوا إلى مناطق النظام بعد أن دمّر رئيسُهم مساجدَهم وقطع رزقهم، ليبدؤوا ممارسة مهنتهم من جديد على منابر السيد "حامي البلاد والعباد وراعي الأمن والجيش والدين والدولة... العلمانية!".
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |