لوحات منقوشة على جدار سجن الحراش
2006-09-24
خاص ألف
لوحة القلم الراقص
..ارقص ايها القلم .. ارقص بين البياض وحروف لم يعد لها قيمة .. ارقص على اشلاء احزاني المشرعة على العيون .. هذه عيوني تنساب مطرا من حروف على ضربات القلب الكسير وهذا نزف من دمي يصب في حبرك وبينهم انت ترقص بجنون تستلذ الالم بداخلي وتسخر من جراحي النازفات . انا المجنون بحبك انا المريض بك حد الوباء الذي لا يبرأ .. احلم ان امد يدي المرتعشة لألمس روحك التي تسربت الى روحي .. اراقصك مثلما اراقص امرأة .
لوحة الظل الضائع
امضي وحيدا على رصيف الحياة اتفرج على التفاهات التي يسميها البشر انجازات فأضحك على ضياع الزمن منهم .. الذي مضى بينهم هاربا وهم يصنعون التفاهة .. اضحك حد الجنون . ومثل الذي يرى انه سيد الجميع ولما انتهي الى نفسي اجدني وحيدا تحت الشمس .. بحثت تحتها عن ظلي
فلم اجده .. حتى هو راح يبحث عن انجاز تافه ليصنع به مجدا زائفا .. ولما اعود الى نفسي اجدني بلا انجاز .. احاول صناعة شيء فأجدني عاجز حتى على انتاج التفاهة لاعود الى وحدتي صامتا لا اضحك .. لا احزن .. لا ابكي .. وامضي وحيدا تحت الشمس بلا ظل ..
لوحة القلب النائم والارواح الهائمة
اوصدوا في وجهي باب قلوبهم وتركوني على عتبات الفراغ اتسول دفء مشاعرهم اتلحف وشاح حب من جليد .. يا أيها الربيع الآفل تعالى ابسط علي جناحيك في احلامي انا طفل الحياة المعتمة مذ قطفوا منك آخر زهرة انتظر طلتك البهية لازلت ارتعش من صقيع المشاعر احن لتغاريد اطيارك وضحكات ورودك .. متسول احلام انا .. راحل بين المحن والمحن اتلصص شق من نور يطل علي من خلف قلوب موصدة .. يا لهذه العتمة التي تغري بحلم هارب من قطع الجمال الراحل احلم في تلك العتمة بين الظلمة والظلمة ان الربيع جائني حالك ظلامه ووروده بلون الليل الحالك والأطيار تعقد مع الصمت صفقة . ولازلت بعد الاحلام المعتمة ارتعش ببرد الوحدة .. اتسول مشاعر جميلة انتظر يوما لا يكل فيه نبضي عن قرع القلوب المعتمة بعد الف حلم افقت .. وجدت قلبي مشرعا ابوابه يطل النور من ثناياه والربيع يرقص طربا على نبضه والاطيار تشدوا بداخلي عذبة .. القيت برأسي على صدر الفراغ ونمت مثل الاطفال .. على نبضي ارقص وحدتي التي صارت امرأة هي عمر الجمال كله ..
لوحة النوم الخالد
استيقضت باكرا ولازال بالدنيا مس من عتمة .. تثاءبت طويلا . نظرت حولي فوجدتني محاط بجدران اربع .. اسرفت في النظر علي اخطف نظرة لغبار من ضياء الشمس فلم ار الا العتمة ارهفت السمع ربما يجود علي القدر بتغاريد اطيار عابرة .. فصفعني الصمت القابع معي خلف ابواب من حديد موصدة .. لم يكن الوقت ليلا ولا نهارا .. انا خارج الزمان والمكان .. لم اكن من الأحياء ولا الأموات تثائبت طويلا ونمت وتمنيت لو اني لن استيقض من سباتي ابدا ..
لوحة اعصار الروح
صدى دقات القلب يثير ضجيجا صاخبا مزعجا وتلاحق انفاسي شكلت رياحا عاتية في شتاء الروح .. دوى القلب مثل صدى الرعد وهاجت الروح مثل ريح صرصر لا تدع ولا تذر .. والمطر سيل منهمر من مدامع العيون حزينة .. والحزن حكاية امل مات قبل ان يولد .. أيه لو يعلم البشر قيمة اهاتي لحملتهم مثل اعصار .. تلك الالام تحرق القلب تدوي على رؤوسهم مثل الرعد .. وهذا العذاب يفيض عليهم دمعا فيجرفهم كلهم الى الهاوية .. لكنه ليس الا قلب ضعيف اثحنته الطعنات وصدر بارد تتردد فيه ريح انفاس متقطعة ومآقي تكاد تجف لولا دمعتين عصيتين اهدرهما كتمان الحرمان . ايه يا اعصار الروح متى تثور ..؟
../يتبع