نصوص للشاعرة الروسية آنا أخماتوفا ترجمة
ألف
خاص ألف
2017-07-29
صوص للشاعرة الروسية آنا أخماتوفا ترجمة:
خديجة المرعي
التعديل
عدد القراءات: 748
خاص ألف
2014-06-29
* أنت يا من ولِدتَ ..
أنتَ ، يا مَن ولِدتَ لتخلقَ القصائد
لا تُعِد ما قالَ الأوّلون
رغم أن شعرنا نفسه
ربما لم يكن كله
غير اقتباسٍ واحدٍ جميل.
* ستعيشُ أنت ، أما أنا فلا..
ستعيشُ أنت ، أما أنا فلا، ربما
هكذا الانعطافَُ الأخير.
آهٍ بأيةٍ قسوةٍ تمسكُ بخناقنا
مكيدةُ القدر الغامضة!
تصيبنا كلاً بطريقته
كُلاّ بدوره
كلا بقسمته ..
وكل ذئبٍ .. لا بد أن يُصاب.
لا تبكِ يا صديقيَ العزيز
لو أنك ، في الحَرِّ أو في البرد
سمعتَ ندائيَ اليائس الحزين.
قادماً من دروب الذئاب.
* لِمَ هذا القرنُ أسوأُ ...
لِمَ هذا القرنُ أسوأُ من غيره ؟
ربما لأنه ، في هذا الحزن والخطر
لامَسَ .. لامسَ فحسب .. أكثرَ القروحِ سواداً
ولم يستطع .. في دورتهِ .. شفاءها
وأيضاً .. هناك في الغرب
تغمر الشمسِ الدنيويةِ
سقوف المدائن بنور الصباح
لكن البيضََ ، هنا ، يضعون العلامات على البيوت
ويستدعون الغربان فتطيرُ .. تطير
* امرأةٌ في ثياب الحِداد
الخريفُ الباكٍي يكسو القلوب
بغلالةٍ من غمامٍ كئيب.
والمرأةُ في ثيابِ الحِداد
لن تكفَّ عن ندبها العالي
ما دامت تتذكر بجلاء
كلماتِ الرجل الذي مضى.
هكذا ستظل .. حتى تمنح أنفاسُ الثلجِ
هذه المُتعَبةََ الهزيلة
بعضاً من الرحمة.
وما الذي قد نرجوه
غير سلوانِ الحبِّ والعذاب
رغم أن الحياة .. هي من يدفع الثمن ؟
* ترابنا الوطني
(ما من شعبٍ على الأرض
ساذجٌ ، متشامخٌ ، عصيّ الدمع .. مثلنا..
(1922))
لا نحملهُ في قلائد تتدلى على صدورنا
ولا نبكي عليه في القصائد.
لا يوقظنا من نومنا المرير
ولا يبدو لنا مثل عدن الموعودة.
في قلوبنا لا نحاول جعله
موضوعاً لشِجار الصفقات.
حين نمرضُ أو نحزنُ أو نسقط فوقه منهكين
نعجز حتى عن رؤيته أو معرفته.
نعم ، هذا الوحل على الأقدام يناسبنا تماماً.
نعم ، هذا الطحن على الأسنان يناسبنا حقاً.
نعم ، ندوسه ليلَ نهار ..
هذا الغبار الخالص الذي لا يصلح للبناء.
لكننا نرقد فيه ولا نصير إلاّه
ولهذا نسمي هذا التراب .. ترابنا !
* الموسيقى
ثمّةَ شيءٌ سماويٌّ يتَّقِدُ فيها.
كم أحبُّ أن أراقب
أسطح هذه الجوهرةِ العجيبة إذ تنمو.
إنها تتحدث معي في نوبات القَدَر الكثيرة
حين يخشى الآخرون الدنوَّ منها
وحين يلقي آخر الأصدقاء
عليَّ نظرة الوداع
سترقدُ الى جواري في سكون
وتغنيّ مثل عاصفةٍ رعدية في أيّار
كما لو أن كل الورود
شرعت في الحدائقِ بالحديث.
* قد ولدتُ في الوقت المناسب
أنا ، في الإجمال
ولدتُ في الوقت المناسب
في عصرٍ مباركٍ بين العصور.
غير أن الرب العظيم لم يدَع روحي
كي تعيش على هذه الأرض
دون خديعة.
ولهذا بيتي مظلم
ولهذا كل صِحابي
مثل طيورٍ حزينةٍ تنهضُ في المساء
وتغني للحب
للحب الذي لم ينزل على الأرض.
* قراءة هاملت
1
الأرضُ التي عند المقابر
كانت أرضاً متربةً .. ساخنة.
والنهر من ورائها .. باردٌ .. أزرق؟
أنت قلتَ لي " حسناً، اذهبي الى الدير
أو تزوجي أحمقاً ما .."
هكذا يتحدثُ الأمراءُ دوماً ، قاسينَ كانوا أو طيبين.
بيدَ إني أعِزُّ هذا الحديث .. الأخرق .. الوجيز ..
فليتدفق ويشرق عبر آلاف السنين
مثل معاطف فراء على الأكتاف !
2
وكما لو بالخطأ
قلت لك " أنتَ ..."
وأضاءت بسمةٌ رخيةٌ من سعادة
هذا الوجه العزيز.
من زلات لسانٍ كهذه
مسموعةً كانت أم في العقل
يتورد كلُّ خدّ.
أحبك كما لو أن أربعينَ أختاً
أحببنكَ وباركنك !