إلى الهاوية أيها العالم تتّجهُ قلوبنا
رغد أقرع
خاص ألف
2018-03-17
موجعٌ هذا الليل
هادئ ..
ضجيجهُ فوضى
ترتّبُ الفجرَ للوقتِ المتأخّر!
أضع قدميَّ على عتباتهِ
أغلقُ ستاره السرمديّ
القاتم ..
ألتفُّ على بعضي
متكوّرةً
كحُلمٍ في زنزانةِ الذاكرة!
أعودُ إلى وطني
الأول..
إلى الظلامِ
الذي لا يسكنه إلاّ أناسٌ ملتفّونَ .. متلفحونَ حَبّلاً سريّاً
وغشاءً تالفاً
في رحمِ هذا العالمِ المزدحم بالفجيعةِ!
غريبٌ هذا الليل
لا يسوده سوى الليل !
أهذي يا ترى حقيقةُ الظلام ؟
هل يكون بيتاً
للأيتامِ الشاردينَ
في عتماتهِ ؟!
هل يكون
أحجيةً بين كفوفٍ تفيضُ .. حناناً ؟!
أَوَلَيْس القمرُ يستيقظ في الظلام ؟
والنجومُ تضحكُ في الظلام !
أوَليست ضمائرنا .. أيضاً
تتصاعدُ
إلى هاويةِ الكمال ؟!
أينامُ العاشقُ في غياهبِ الدجى ؟
العناقُ يكون في انسجامٍ مع عنقِ الفراغ ؟!
وهل تُرْسَلُ رسائلُ الحبِّ
إن لم تُحدّق فيها الشموعُ !
موجعٌ هذا الليل
يعزفُ حبّاً دون أوتارٍ
بأصابعِ المدى !
فلمَ بالسجيّةِ تعلمنا أن الليلَ
وطنُ النيام ؟!
لا وطنَ تحت الوسادة !
لا يغفو السلاحُ حتى في الحُلمِ .. النارُ لا تغفو أيضاً
في الظلام !
والقلمُ لا يرفع إلا إذا خيّمَ المساءُ
على أرواحنا الصارخة !
كيف لي أن لا أقتحم ليلكَ
وأكسر ظلمتكَ
بقلمٍ لم يقبّل وحدتي
إلا ليلاً
وذكراياتٍ لا تحضنني
إلاَ في العتمةِ على ارتكابِ الصمت ..
لم لا ؟!
فلمعانُ عينيَّ لا يكون.. إلاّ
إلى جوارِ الليل !
أحلامي لا تولدُ
إلاَ ليلاً رغمَ يقظةِ دمي !
خُلقنا خارجَ الظلامِ
مشدوهينَ بالضوءِ
فلماذا
قالوا لنا أنّ الليلَ وطنٌ
للنيام !