شعر / أسئلة مُهدَّدة
2006-12-04
خاص ألف
فلنصطدم ببعضنا أحجاراً ..
ولتكن الشَّرارَةُ/ الشَّكُّ الخَيطَ الذي يقودنا إلى ما وراء الحُجُبْ
فلتندَلِع بَيننا هذه اللمسة العنيفة
ولتشنقنا وهْلَةُ أَلَمِهَا تلكَ
شَريطَةَ أن تُبْقِي هَذا الـحَفِيف الـخفيف البَئيس بعد انزهاق أرواحنا
لنشهد كيف يبدو المنظر من الداخل
خلفَ السِّتارَةِ السَّوداءِ السَّميكةْ
ـــــ
كأنها وهي تعْبَثُ بالطَّلقَةِ الَّتي حَشَتْهُم يَدٌ بَاروداً لَها
قَبْلَ أن تُطلقًُهُم نَحْوَ صَدرٍ بعيدٍ
لم تكن تُدرِكُ أين يمكن أن يصلوا
ـــــ
إشارةٌ غامضةْ
تُعَمِّقُ هُوَّتها الرِّيح
كأنها العاملون على حَفْرِها
إشارةٌ غامضةْ
تَلُوْحُ لَهُم
أم يَلُوحُونَ فيها؟!
ــــ
لَغَطٌ وجَدَلٌ...
أغنيةٌ لم تَمْسَسها الحَقِيقَةُ بِظُفرٍ
ولم يَغْرِز الشَّكُّ فيها نابْ
فمن أيِّ بابٍ يَدخلها النهر...
ومن أي قعرٍ... تَنْفُضُ اليَدُ عنها التراب؟!
ــــ
تَحلمُ الأشياء برؤيةِ الرحمِ الذي كانتْ فيه قبل ولادتها: من خارجهِ
قَبل انبساطِ الطَّريقِ تَحْتَ أقدامها الشَّقية
ثم بدفءٍ نبضٌ مغنطسيٌّ يجذبها
تتفاجَأُ بأمِّهم شَاحِذَةً ما بين فَخذيها...
تَجذُبُهُم... تمتصّهُم في رحمها...
لئلا تمتصهم...
تقتاتُ منهمُ...
الأسئلة....
قَدَاسَةُ العُزلَةِ وصَخرَتها
أصبحنا العُزلة...
الجُزُرُ الجَّردَاءُ تَتَصَادَمُ جبهاتها:
الشَّرَارات بيضاءَ
الأنهار تُحَاصِر
الماء يَقِفُ على قَدَميه وأمامه المنضدة...
تُقدَّمُ الأكواب لتُمْلأْ
تَنـزِفُ الأكوابُ الماءَ سريعاً
تجري الشفاهُ المثقوبةُ
وكذلك أصابعهم المشدودة أوتارها على كمانِ الشَّللْ.
ــــــ
أصبحنا الدم البارد...
المطهوِّ على سجَّادَةِ صَلاةِ الحِكَّة
قلنا لئلا تَخْتَـنـِقَ بها
زوَّرَتْ هي عباراتنا
أفلتتها الحروف التي لم ننـتَبِه في شدِّ الوثاقِ عليها
صارتْ حروفاً مطفأةً
وتَلُوحُ بابتساماتِها السَّاخِرَة
في أوجهِ كلماتِنا
لكن أين ذَهَبَت هذي؟!
لتردَّ على ابتساماتها الطَّيبة
بما ليس معنىً فينا
كما فعلتْ
ــــــــ
نَحُكُّ
يخرج الظُّفر بالجلد كاملاً
ثم يتسكَّعُ بين المناظرِ
شَاهراً عُريَهُ في وجهِ الأناشيدِ
فتستقبلهُ بالتَّحايا
وبالتَصفيقْ
ــــــ
نَقَرَ الشُّرود على فَروِ كَائِنِهِ...
فتَغَيَّرَ بَيْنَ يَدِيهِ
هكذا يتجوَّل وَقعٌ خَفِيفٌ
إلى مسخ غولٍ وابن عنقاء
فتعجزان تمسِّد شعراته الستْ
تَتَرَاجعُ فيكَ الأبوَّةُ عشرِينَ دَرَجَةْ
ويَتَقَدَّمُ حتَّى يَصِلَ
في بُنُوَّتِهِ تِلك
ماذا ترى؟
ــــــــ
يلفُظُكَ النَّهْرُ
خَرَجْتَ مُكَدَّر....
منبوذاً
وعنيفْ
دَخَلْتَ الحجرَةَ من بابٍ
خطواتُكَ تَزِنُ الليل
وفيكَ سماءُ النَّجماتِ المطفأةِ
فكَكْتَ النَّار عنِ الشمعةِ
اشتَعَلَتْ فِيكْ.
ــــــــ
دارَ النَّهرُ وأرَّقَ فِيكَ الطَّمي
وخَدَّر أسلحةَ الصَّيادين:
مفاعِيلُ الظَّبي
التائهُ بينَ النَّبع
وبينَ شرور الغابةِ فيكْ..
لا تَقْطَع خَيْطَ النُّور
فقط بَلَِّلهُ
دَعهُ يَمْتَدْ
ــــــــ
تَرقُصُ أحجارُ الجبلِ
ولا ترقص أنتْ
تملُّ اللحنْ
تقصُّ يَدَاكَ الخَالقَتَانِ اللَّحن
وتَطْفُو قَدَمَاكَ الخَالِقَتَانِ عَلى مَوجِه
تعومَا
تزورا أوكارَ الحِيتَانِ، وتُزعِجُهُمْ
تَنفُخُ قِصَّتكَ قُربَ تَواضع لَكْنَتِهِمْ
تَضْحَكُ أفواهُ الرُّضَّع
والثديُ على أفواهِ طفولَتِهِم
اجبَرْتَ فَمَاً يَتَبَسَّمُ
لا تَتَبَسّم أنتْ
تَفُوحُ حَكَايَاكَ
تَعْلُوا فِيهَا النَّبَرَات الحادَّة
تتمزَّق أقمشةٌ
تَـثقُبُ أجيالاً في القاعِ
وتبقى أنتَ مُبرَّأ
ما أقساكْ!
ــــــــ
خُلِقَتِ الرُّوح في الجسدِ من فخارٍ مضئْ
وكان الجسدُ أحجاراً تَتَلاقَحُ
سمادُها خُشُونَةُ الضَّوء البذئ
أضاءتْ فَلَم تَرَ مَا أضاءتْ
طَفَتْ على رغوةِ الأحجارِ
حَاوَلَتْ أن تُشَاهِدَ
ولـمَّا احمَرَّت أعينها
عادَتْ للقَاعْ..
نَامَتْ...
ولم يُوقظها أحدْ.
ــــــــ
نَمَتْ ذَراتُ السكونِ على جَسَدِ الوقتِ
فَلَتَتْ مِن بين يديهِ ثوانيهِ
جَرَتْ تَحْتَ مائهِ
ذَهَبَتْ بعيداً
استَقرَّت
تزوَّجَتْ
بَنَتْ عُشَّها في خَلِيجِ الكَسَلْ...
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |