سفرتان على بساط الريح
2008-06-10
سفرة أولى باتجاه ﮜلـﮜامش
الرياحُ الأربعُ لا تـنـشرُ الحياة َ
إترُك رداءَك َ
أوشكتُ أن أغيبَ
أسلمتُ أيّامي لوجهـِكَ
لي ثلاثُ مقاصيرَ
رحيلٌ ورحيل ٌ
ورحيل ٌ يحرثه الرحيل
إلى أين ذاهب ٌ أنـتَ يا ﮔلـﮔامش؟
من غـُربـةٍ عالـِقـةٍ بالنفـْس
إلى غربة ٍ تنغلقُ عليك
شامخة ٌ فيكَ النخيلُ
وفواختُ يحملها المــاءُ
أبعدَ من تيــهٍ مخبول
أعمقَ من هزيمة
إسكنْ أمواجـَكَ وكـُن الشراع
الفعلُ شلال ٌ أبيضٌ
يكبرُ فيه التجديف
جلدكَ يتهيـّأ لنزع ِ كوكبه
ثديٌ يطعنُ صدرَه ُ
ويـُردّدُ النشيج
لي غرفة ٌ ذئبٌ
وثلاثُ مقاصير َ
طقسٌ رفضٌ
وجنينٌ يابسٌ في أحشاءِ الرفض
ومزاميرُ لم تـُقـرأ
إلبس طبعكَ واثمل بكَ
أنت خضرُكَ
والماءُ دفترٌ لمسافرٍ غريب
أبعادُكَ الفأسُ
تعوِّدُ الفؤوسَ على الذهول
والجرسُ الخفيّ
بين التصحّرِ والحصى
له سمتي ومجمرتي الودود
إسكـُن الأكواخ َ
كـُن الرفيقَ والقصبة
قصبة ٌ وحشيـّة ٌ
فتوحّشْ لميعادِها واعـْـلُ
كن جلجلة َ الرغيف
الماءُ لم ينحسرْ
فاستدرْ
باركْ جبهتي واغرقْ
يـَمـِّمْ وجهـَكَ صوْبي
سوف أكشف لك عن مفاتنَ
تضجُّ بنارها
كما ضجَّ بها تاريخٌ أصفر
أنت البعثُ الذي لم يكن
فلا تدعْ الخطيئة َ غـِواية ً
والغواية َ ارتخاء ً يطول
قـُـدْ نفسَكَ وزمنا ً مثلي
بصيحتهِ الرجوع
سأكون ُ حيثُ أنتَ
أجنـّحُ بالنخيل
غيري لم يعـُدْ قـَمَرا ً
وأنا
أنا أنتَ
فإلى أين يا ﮔلـﮔامش؟
لمسُ خُطاكَ يُضيء المجاهيلَ
إعرفْ ..
أنّ الجـُرحَ النافـِرَ فراتٌ
وأنـّكَ الغامضُ الأليف
فإلى أين يا ﮔلـﮔامش ؟
سيدة ُ الضلع ِ يؤلمها الضلعُ
بأمركَ
يـُعمـِّـدُ القلبُ دمَهُ
صرتُ النداءَ فيكَ
وغـطـّيتُ المرايا
كي لا أرى هُدبيَ تعرقُ
بساحر ٍ سِواك
رسمتـُكَ لسنةٍ عجفــاء
فتوالتْ السنون في مـِرآتي
ما زلتُ يَربكني الصدى
ما زلتُ أتجمّلُ للريح
أرى العالمَ أنحناءة ً
وأنتَ وحشيُّ السهل ِ
وحكيمُ الأفـُق
جذوتي موعدٌ منسيّ
تسندُ قامتـَها عليها
ثم تبكي بخاصرة ِ الضحك ِ
ولا تتسللُ إليها الفاتحة
إلى متى أسجنُ مائي بمائي
وأجمعـُني على سرير ٍ مشبوه
كوكبا ً غيمة
تبرّئ الضياع؟
بريء أنت مني
بريئةٌ من بحرٍ مصلوب
من نهدٍ يلبسُ زيَّ امرأة ٍ
ويرقص ُ
لجرّة ٍعاقر
بريئة ٌ من خيط ٍ مرثيّة ٍ
ووطن ٍ لا إسم لهُ في عينيك
فاتركْ أهدابي
منذ أن نأى عنها شكلـُكَ
مشتْ على ورقي
جسدا ً مشلولا ً
وتلويحة َ وداع
فالى أين
أين يا ﮔلـﮔامش ؟
إلى أين أين ابتعد
ما عدتُ
أميرة َ الفراغ.
سفرة ٌ ثانية
جواب ﮔلـﮔامش لي
أيـّتـُها الربابُ
صاعدٌ إليكِ بوجهي الكتوم
وحنجرةٍ قديمة ٍ
بين البابِ والجرس ِ مطرٌ
لم يكتشفْ هُويـّته بعـد
هذا أنا
في الركن ِ أخافُ اللمسَ
وتجوال َ نظرة ٍ في عين جائعة
حميميَ لم يزل ْ باشتعالاته
عباءاتـُك ِ
ناضجة بقسوةِ الشتاء
العابرون شبهٌ منطفئ
وأمسية ٌ لرصيفٍ خشبي
أعمقَ من عزلةِ مجنونها المائي
وأنا أخيب من طفل ٍ
قشـّـرَ قمحة َ صباه
وجمّرَ مهدَهُ بحسرةِ بتولٍ عنيد
أيُّ طائرٍ يرى قشرة َ الأرض؟
صلـّيتُ على سـُفـُني
فلا عاصمَ سوايَ وجديلتـُكِ
رأيتني أودّعُ طفلا ً كنتهُ
وطفلا ً جمعَ من كلِّ غربةٍ
زوجين إثنين
أشتهي لقاحَ كفـّيكِ
وخوفا ً
من أسئلةِ الحروبِ اعتمرتـُكِ
لعلـّي أصير قليلا ً
كيف أُلائم ُ نفسي
في حوارٍ يعتذر؟
يا زلزلتي المختزَلة
حبيبكِ المائي
خائفُ الظـنِّ
لم أعتزلْ قيامـَك ِ
محبرة ُ الأرضِ صحن ٌ
وأنتِ زادُ الله
دمي واضح ٌ
وأخطاؤكِ أصابعُ طفل ٍ
من ألفٍ لاجـِئةٍ
حتى ياءٍ طموح
لفَّ لغة ً تبغا ً
وقهقه أصفرَ الاقتراب
يا عذابَ ربابي
وربابيَ العذاب
اليقين ُ فاصلة ٌ لا تدري
لا تـُخرّبي الصورة َ
إنـّه شفـّافٌ تجهشُ عينـُه بالجمر ِ
وأنتِ قلبـُـهُ الذي يخشاه
وهو قلبك ِ المفضوح
فمَن يشبه مَن ؟
أيـّتها الطفلة ُ الغاضبة ُ
لا تعبثي باشتهاءٍ ملائكيّ
مازال الحوار
أنا
هي
متى
ومن يعيد الآخر فينا
ويصبو للنشور
وفاء عبد الرزاق
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |