سأمنحك عينيَّ وكلماتي + عماد زغبور
2019-02-09
1
سأمنحك عينيَّ وكلماتي
بيت الأحلام
سأبني بيتاً من الأحلام
وحين تتهاوى جدرانه
سأسنده بقصيدة
كي يَستقيم.
■ ■ ■
بيتٌ بين الصنوبر
بيتٌ خرابٌ
وحيدٌ بين أشجار الصنوبر
مسكونٌ بالصمت والحزنِ
والريحِ التي تُصفّرُ
بين الصنوبرِ
والبيتِ الخراب.
■ ■ ■
ظل
(إلى مرسيلو، أخي)
مع شايهِ الداكن والحلو
غارقٌ بمساءات وأحلام
بين الضوء ودخان سيجارته
يجلسُ وحيداً خلف النافذة
مُطِلاًّ هكذا على الحياة
كأنه ظلٌّ داكن وحلو.
■ ■ ■
في زحمة الكون
في زحمةِ الكون
بالأشياء النافلة
رأيتُها
كانت هناك
راقدةً خلف متّكأ
هاجعةً كأن الليلَ
يجثم إلى جانبها
كان ظلّها مبهوراً بها
وكأنه يضيء ما حولها
كانت مرميةً هناك
تبعث على المسرّة
بالكون وأشيائه
النافلة!
■ ■ ■
انطلقتُ
بعد "مئة عام من العزلة"
مع "دون كيخوت"
على فرسٍ ضامر
أجوبُ المقابر
أقاتل "النفوس الميتة".
■ ■ ■
عزلة
مثلَ حلزون
ينغلقُ على نفسه
لكنّه
حين يدبُّ في الحياة
يتركُ أثراً فضيّاً
يلمع تحت الشمس.
■ ■ ■
قلق
لا أستطيعُ العيشَ حيثُ أكون
أرغبُ في العيش حيث لا أكون
وحيثما أكون أَشتاق إلى حيث كنت.
■ ■ ■
أوديسيّا
أيها البحر، يا مرآة الروح و نشيدها
يا حاملَ أحلامي عبر العصور،
عبر الجزر البهيّة
الجزرِ المسكونة بالساحرات
والأساطير.
مياهكَ العاصفةُ أيها البحر
ستحكي لنا عن تيه "عوليس".
"إيتاكا" الآن أكثرُ من مُبتغى
إنها مثالٌ لما هو عصيٌّ على السرد.
"بينيلوب" هناك قصيةٌ ووفيّة
عصيةٌ بين أذرع المحاربين.
وها أنتَ - أيها المغامرُ في متاهات الأبدية –
تصارع "سيكلوب" والعواصفَ
متغلباً بدهائك على سِحْر عرائس البحر،
وعلى بقرات الشمس المقدَّسةِ الناصعةِ البَياض.
سيفُكَ وحدَه، بقوَّته المخيفة التي لا تُقهر،
يوقفُ السِّحر.
والأرامل في "إيتاكا" البعيدة
يبكين موتاهُنّ
بينما ينهضون هنا من قبورهم البحرية
وهم يشيرون إلى طريق العودة.
"إيتاكا" الأملُ الوحيد
اللقاءُ الوحيد مع صفاء الروح
العودةُ الوحيدة إلى المبتدا
العودة الوحيدة إلى أرض الوطن.
أبحرْ "عوليس"، أبحر صوب الأمل
سأمنحك عينيَّ وكلماتي أمام الأزمنة
في مغامرتنا المشتركة هذه.
* شاعر ومترجم سوري