قصيدتان ل ـ غياث
2007-01-20
خاص ألف
المرايا
- الشعر هو الظلّ أو الانعكاس "أفلاطون"
- إنّ عقل الفنان لا بد أن يكون كالمرآةِ
التي تتلبس لون ما تعكس "ليوناردو دافنتشي".
المرايا..
ما المرايا..
ما الذي يدريكَ، ما سحرُ المرايا؟
كيف للعكسِ الذي في فضةٍ أنْ يصبحَ الحقَّ
وتغدو سحنةُ الموتِ حياةً
والتجاعيدُ اخضراراً...
والقديماتُ صبايا
والمرايا..
صورةُ الأرضِ على ماءِ البحيراتِ
السرابُ المنتمي للحرِّ في الصحراءِ
ضوءُ القمرِ الشاحبِ
حتى ظلنا المرسومُ فوق الرملِ ...
جزءٌ من مرايا
والمرايا...
فضةُ الروحِ على الروحِ...
وتلوينُ الحقيقيِّ بوهمٍ واضحٍ...
كالغولِ والعنقاءِ في عُرْفِ الحكايا
والمرايا...
واقعٌ يحوي خيالاً...
أو خيالٌ واقعيٌ
يصعبُ التفريقُ بين الحلمِ واللاحلمِ
بين الموتِ والقتلِ
وبين اللفظِ والمعنى ...
وبين الذاتِ والمرآةِ
لا فرقٌ ...
ولكن لا اختلافٌ ...
قاسمٌ مشتركٌ بين نقيضينِ
مرايا ... عاكستْ فينا المرايا
والمرايا...
ضحكةُ الجندي للجندي ...
قبل الامتحانِ الصعبِ ...
- هل أنتَ أنا ...؟
أم صورتي ؟
أم أنها المرآةُ تحوينا معاً؟
فافصلْ أناكَ الآن مني ..
واقترفني ..
كي ترى نفسي أنايا
والمرايا...
ظلنا مذ قالَ أفلاطونُ أن الشعرَ ظلٌ
وانعكاسٌ في مرايا
والمرايا ...
شفرةٌ للموتِ إنْ هشَّمتها
ملساءُ كالسكينِ
أو بيضاءُ كالماءِ الشفيفِ المنتمي للغيمِ
نصلٌ لانتحارٍ غامضٍ ...
أو مديةٌ للقتلِ...
أو نحرِ الضحايا
والمرايا ...
بعضُ وحيٍ من أساطيرِ بلاد الشرق
في موروثنا ...
تملكها ساحرةٌ
أو قد ترى عرافةٌ فيها علي بابا ...
فتحتدُّ الحكايا
والمرايا ...
دفترُ الوقتِ الذي يخفي تفاصيلاً ...
نغضُّ الطرْفَ عنها...
ثم نأوي لانتحالِ العيشِ كي نحيا ...
بلا ديمومةِ الروتينِ
حين الواقعُ المعكوسُ يأتي ...
نسخةً لا روحَ فيها
والمرايا...
نغمةٌ للضوءِ
بعد رابعٌ للحلمِ ...
لون للحيادِ المحتفي بالماءِ
شكلٌ للنعاسِ الحلو
رسمٌ خافتُ للروحِ ...
عمقٌ للسكونِ الهشِ
نسخٌ ...
لوحةٌ مائيةٌ
رائحةٌ للبعدِ
تزويرٌ جميلٌ
عالمٌ واهٍ ... رقيقٌ صامتٌ ...
من لكمةٍ يغدو شظايا
والمرايا ...
مثلما رزنامةٍ للعمر تحصي ...
وقتنا الباقي لدينا ...
كلما شِخنا تشيخُ الصورةُ العمرُ
وتنفضُّ الصبايا
والمرايا ...
نحن في سجنِ المحاكاةِ
ضحكنا ... تضحكُ المرآةُ
نبكي ... تشهقُ المرآةُ
نحتجُّ ... فتحتج ...
نغني ... فتغني...
والمرايا ...
خِلَةُ المغرور يهذي ...
لا أرى شيئاً سوايا
والمرايا ...
طفلةُ الطبِّ الحديثِ
الوصلُ ما بين البسيطِ المنجلي ...
والتكنولوجيا ..
مذ عرفنا أنَّ للضوءِ مزايا
والمرايا ...
تحفةٌ تبتاعُ في سوقِ المزاداتِ
بسعرٍ فاحشٍ..
كي تعكسَ التاريخَ في بهو السرايا
والمرايا...
آخرٌ يهزأُ منا ...
والمرايا ...
نفسها لم تختلفْ ...
لكنما نحنُ اختلفنا ...
والمرايا ...
مثلما موسى ...
رأى النورَ على الطورِ وصايا
والمرايا...
ربما نحملها في عيدِ ميلادٍ سيأتي ...
ذات عشقٍ
ربما قد سوف يأتي ...
لحبيبٍ
ربما قد لا يبالي بالهدايا
والمرايا ...
امرأةٌ
تكشفنا حين نؤدي دور عشقٍ زائفٍ
ثم كما نحنُ بلا أيِّ ابتذالٍ
تحتوينا
والمرايا ...
رؤية المرأةِ للكنزِ الذي تخفي
واحساسٌ بسحرٍ غامضٍ ...
يسري لإشباعِ الغرورِ الأنثويّ...
المنتمي للشرقِ فينا
والمرايا ...
بيتُ سرِّ المرأةِ الواهي ...
ومفتاحُ الدخولِ المرِّ للتفاحةِ الأولى
بسحرِ أخضرٍ
تعويذةُ الأنثى ...
وأغلى قطعةٍ في علبةِ المكياجِ
خِلٌ من زجاجٍ
وصديقٌ حين قلَّ الأصدقاءُ
السافرون عن النوايا .
والمرايا ...
توأمُ المرأةِ
والمرأةُ والمرآةُ ...
نبضانِ لنفسِ القلبِ
موتانِ لذاتِ الروحِ ...
حقيقيٌ ... ووهميٌ...
كظلين لوجهي عملةٍ واحدةٍ
والفرقُ ...
كالتفريقِ بين الموتِ طعناً ...
أو بثقبِ الطلقةِ الصَّماءِ ترسو في حشايا
والمرايا ...
خجلُ الطفلةِ من تفاحتي صدرٍ
يشقَّان القميصَ الرخوَ
كيما يبتدي عهدٌ جديدٌ
"يا قميصي ...
لا تؤاخذني لأني ...
دونما إذنٍ هجرتُ الطفلةَ البلهاءَ خلفي "
والمرايا...
طفلةٌ قالتْ لغيبٍ في الوصايا ...
هاتِ لي صدراً ...
وخذْ منِّي صِبايا .
08-أيار-2021
13-آب-2008 | |
21-تموز-2008 | |
09-حزيران-2008 | |
23-شباط-2008 | |
05-حزيران-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |