المركب السكران
ألف
خاص ألف
2019-07-06
بما أنني أنحدر من الأنهار اللامبالية
لم أعد أحسني منقادا من طرف ساحبي المراكب:
هنود حمر صياحون اتخذوهم هدفا
بعد أن سمروهم( ثبتوهم) عراة على أعمدة من ألوان.
.
كنت غير مكترث بكل طواقم السفن،
حمالا للقمح الفلامندي أو للقطن الإنجليزي
عندما مع ساحبي تنتهي تلك الجلبة
تتركني الأنهار أنزل حيث أبتغي.
.
في هدير مد البحر وجزره الغاضب
أنا الشتاء الآخر الأكثر صمما من عقول الصبيان
جريت ! ولم تحتمل شبه الجزر المنطلقة (السيارة)
اختلاطا وفوضى أكثر انتصارا
.
باركت العاصفة يقظاتي البحرية
أخف من سدادة فلين، رقصت فوق الموج
لينادوا الناقلين الأبديين للضحايا عشر ليال،
دون تحسر على عين المشاعل (الفوانيس) الحمقاء !
.
أكثر رقة مما لدى الأطفال، لحم التفاح حامض المذاق
الماء الأخضر ينفذ إلى هيكلي الصنوبري
ولطخات خمور خضراء وقيء
غسلني مشتتا (مبعثرا) الدفة و المرساة
.
ومذ ذلك الحين، وأنا أستحم في قصيد البحر،
منقوعا بالنجوم، ولبنيا
ملتهما اللازوردات السماوية حيث طوف السفينة الشاحب
مشرقا بالفرح، غريقا متأملا ينحدر أحيانا
.
هناك حيث تخضب فجأة الزرقات، هذيانات
و إيقاعات وئيدة تحت نضارات النهار الساطعة
أقوى من الكحول، أشسع من قيتاراتنا
تخمر صهبات الحب المريرة
.
أعرف السماوات المتصدعة بروقا و أعاصير مائية
أعرف ارتداد الأمواج و التيارات (السيول)، أعرف المساء،
الفجر الممجد كما أعرف شعب اليمام
و أبصرت في بعض الأحايين ما ظن الإنسان أنه رآه
.
رأيت الشمس واطئة، مبقعة بهلع رؤيوي،
مضيئة تجمدات ممتدة بنفسجية
شبيهة بممثلي دراما ضاربة في القدم
كانت الأمواج تدحرج ارتجافاتها ذات المصاريع !
.
حلمت بالليل الأخضر ذي الثلوج المنبهرة،
القبلة الصاعدة ببطء إلى عيون البحار
جريان أنساغ خارقة ليس لها مثيل
ويقظة الفوسفور الصفراء المغنية !
.
تتبعت، لأشهر ممتلئة، هياج هجوم أمواج الرصيف الصخري
الشبيه بجنون البقر الهستيري
.
دون أن أخمّن أن أقدام ماريات المنيرة
تحمل الفظ مرغما إلى محيطات يعوزها الإلهام !
.
لقد إصطدمت , هل تدرون , بفلوريدات عجيب
.
تمزج الأزهار بعيون نمور ذات جلود رجال !
أقواس قزح مشدودة مثل أعنة ( ألجمة)
تحت أفق البحار , لقطعان خضراء مزرقة (مغبرة)!
.
رأيت المستنقعات الهائلة تهيج،
شبكة حيث بكليته يتعفن في الأسل لوياثان
يساقط الماء وسط رخاوات البحر وهدوئه
و البعيدون نحو اللجج ينهمرون كشلالات
.
جليد، شموس من فضة، أمواج لؤلئية، سماوات من لهب
جنوح بشع في عمق الخلجان السمراء
حيث الأحناش العملاقة يلتهمها البق
و الأشجار الملتوية بعطور سوداء تنهار
.
كنت أود لو أنني أرشد الأطفال إلى هذا المرجان ا
في الموج الأزرق، هذه الأسماك الذهبية، هذه الأسماك المغنية
- زبد (رغوة) الأزهار يهدهد سحبي بعيدا عن المرسى
رياح خارقة كانت قد جنحت بي في لحظات.
.
شهيدا، أحيانا، ضجرا من الأقطاب والمناطق
البحر الذي نشيجه يحدث (يصنع) تحركي الوديع
يرفع نحوي أزهار الظل ذات الفنتوزات الصفراء
وأظل كما امرأة تجثو على ركبتيها...
.
شبه جزيرة*، تقذف على حافاتي
تناقر العصافير الصياحة (النابحة) ذات العيون الشقراء، وذرقها) سلحها)
وأنا أجدف، لما خلال علاقاتي الواهية
ينزل الغرقي ليغفوا وهم يدبرون القهقرى (ناكصون)
.
غير أنني، المركب الضائع تحت شعر الخلجان الصغيرة،
رماني الإعصار في الهواء النقي دون عصفور،
أنا الذي لن تقدر مبانيه المدرعة ومراكبه
على صيد الهيكل السكران من الماء
.
حرا، نافثا دخانه، ممتطيا الضباب الكثيف،
و أنا الذي أثقب السماء المحمر كما الحائط
الذي يحمل، مربى شهيا للشعراء الجيدين،
أشنات الشمس ورعام السماء اللازردية،
.
أنا الذي يعدو، مبقعا ببياض الهلال المكهرب
خشبة مجنونة، مخفورا (محروسا) بأحصنة البحر السوداء،
عندما بضربات هراواتها، تهدم أشهر تموز
السماوات الفوق بحرية ذات الأقماع المضطرمة.
.
أنا المرتجف، أحس على بعد خمسين ميل
نواح رغبة الوحوش الشيطانية و التيارات البحرية اللزجة،
غزال أزلي للجمودات (السكونات) الزرقاء
تترعني الحسرة على أوروبا بمتاريسها العتيقة
.
شاهدت أرخبيلات كوكبية ! وجزرا
سماواته الهاذية مفتوحة على المجدف في البحار
- أفي هذه الليالي البغير قاع تنام
- وتنفي مليون عصفورا، يا أنت، أيها البأس الآتي؟
.
بيد أني، حقيقة، بكيت كثيرا ! الأفجار مدمية للفؤاد.
كل قمر فظيع وكل شمس مرة:
الحب اللاذع ضخمني بأخدار مسكرة
يااااااااااه ! ليت عارضة سفينتي تنفجر ! ليتني أذهب إلى البحر !
)يااااااااااه ! فلتنفجر عارضة سفينتي ! فلأذهب إلى البحر !)
.
إذا تقت إلى ماء أوروبي، فتلك البركة
سوداء وباردة حيث الغسق المعطر (المحنط)
طفل مقرفص مملوء أحزانا وخوفا، مسترخ
مركب واه تماما مثل فراشة آيار
.
لم أعد أقدر البتة، أنا المستحم بذبولكم، أنتم ذوو النصال،
على الإبحار في ممخر حاملي القطن
و لا عبور زهو (عجرفة) الرايات ذات اللهيب،
ولا السباحة تحت لأنظار الرصيف الرهيب
*
ترجمة : آسية السخيري